قبائل حجور تسقط طائرة مسيرة وتطارد الميليشيات شرقاً

TT

قبائل حجور تسقط طائرة مسيرة وتطارد الميليشيات شرقاً

التحمت جبهتا الجيش اليمني في مناطق كتاف والبقع شمال محافظة صعدة، أمس، بعد تحرير سلسلة جبلية استراتيجية، فيما تواصلت المواجهات بين قبائل حجور والميليشيات الحوثية في أكثر من جبهة، وسط تقدُّم مستمر لرجال القبائل.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» بأن رجال القبائل في الجبهة الجنوبية من مديرية كشر التي تحاول الميليشيات الحوثية اقتحامها من أكثر من اتجاه أسقطوا أمس طائرة حوثية مسيرة في منطقة بني مالك، بأسلحتهم الشخصية. وذكرت المصادر أن رجال القبائل في الجبهة الشرقية حيث مناطق العبيسة واصلوا أمس مطاردة الميليشيات الحوثية غداة تحرير كثير من المواقع والجبال من الوجود الحوثي بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأكدت المصادر أن مقاتلي قبائل حجور حققوا تقدماً واسعاً باتجاه منطقة المندلة التي تشرف على وادي مور وسط معارك عنيفة شهدتها منطقة قرايات. وقالت المصادر إن الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات جديدة بعد أن سقطت الحملات المتلاحقة التي تحاول الزحف لاحتلال مديرية كشر من أكثر من جهة. وفيما تسعى الجماعة إلى حسم المعركة في حجور بأي ثمن، ذكرت مصادر قبلية بأن رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط استعان بعدد من وجهاء محافظة حجة وزعمائها القبليين بمن فيهم نواب في البرلمان من الخاضعين للميليشيات من أجل تحشيد المقاتلين من مناطقهم وتضييق الخناق على قبائل حجور.
وكانت المعارك بدأت قبل أكثر من شهر في الجبهة الشرقية لمديرية كشر في منطقة العبيسة، قبل أن تفتح الجماعة الحوثية ثلاث جبهات أخرى لمحاصرة المديرية قبل اقتحامها، وهو ما لم تنجح في تحقيقه أمام استبسال رجال قبائل حجور.
في غضون ذلك، أفادت مصادر يمنية رسمية بأن قيادة الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة تواصل الترتيبات والاستعدادات لفك الحصار عن قبائل حجور.
وقال قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء يحيى صلاح أثناء استقباله وزير الإعلام معمر الإرياني في الخطوط الأمامية المحاذية لمديرية مستبأ الواقعة إلى الشرق من مديرية حيران المحررة «إن الجيش الوطني وبدعم من التحالف بدأ في إسناد أبناء حجور عبر الطيران وتقديم الدعم اللوجيستي والإمدادات». وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن الإرياني زار الخطوط الأمامية في قرية العوجا بمديرية حيران، التي تبعد عن مزارع الزنداني كيلومترين، وعن سلسلة جبال مديرية مستبأ خمسة كيلومترات، واطلع على استعدادات الجيش الوطني لتطهير مديرية مستبأ من الميليشيات الحوثية والالتحام بقبائل حجور وفك الحصار عنها.
على صعيد ميداني آخر، سيطرت قوات الجيش الوطني، فجر أمس (الأربعاء)، على سلاسل جبلية استراتيجية بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وفي تصريحات رسمية لقائد شرطة محور صعدة في جبهة البقع العقيد عبد العزيز الغرباني أكد أن «الجيش الوطني سيطر على سلسلة جبال جشيران الممتدة بطول 20 كيلومتراً من كتاف إلى البقع لتلتحم جبهتا البقع وكتاف من عدة محاور». وكشف العقيد الغرباني أن العمليات العسكرية أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات واستعادة الجيش الوطني لمخازن أسلحة. وكانت قوات الجيش الوطني تمكَّنَت من السيطرة على مواقع جديدة في منطقة عاكفة بمحافظة صعدة نفسها، أول من أمس (الثلاثاء)، بإسناد من مدفعية قوات التحالف الداعم للشرعية، حيث سيطرت على سلسلة جبال المقصوص القريبة من بلاد الرزامات بعاكفة في صعدة، بعد معارك عنيفة كبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية خلالها خسائر فادحة.
وفي محافظة الحديدة الساحلية، واصلت الجماعة الحوثية، أمس، خرق وقف إطلاق النار، وأفاد المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية بأن الميليشيات شنّت قصفاً عنيفاً على مواقع قوات العمالقة والأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مديرية التحيتا جنوب المحافظة بمختلف القذائف والأسلحة المتوسطة والثقيلة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.