فريق دولي يكشف سرّ بقاء أسماك الجليد على قيد الحياة

30 ألف جين تساعدها على العيش تحت الصفر

الباحثون نجحوا في فك شفرة جينوم الأسماك الجليدية  (المصدر: دورية  Nature Ecology & Evolution)
الباحثون نجحوا في فك شفرة جينوم الأسماك الجليدية (المصدر: دورية Nature Ecology & Evolution)
TT

فريق دولي يكشف سرّ بقاء أسماك الجليد على قيد الحياة

الباحثون نجحوا في فك شفرة جينوم الأسماك الجليدية  (المصدر: دورية  Nature Ecology & Evolution)
الباحثون نجحوا في فك شفرة جينوم الأسماك الجليدية (المصدر: دورية Nature Ecology & Evolution)

نجح فريق دولي من الباحثين في فك شفرة جينوم الأسماك الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية، مما مكنهم من اكتشاف أنّ هذه الأسماك اكتسبت في أوقات وفقدت في أوقات أخرى على مدى 77 مليون سنة، آلاف الجينات التي مكنتها من البقاء في درجات حرارة تحت الصفر.
ونشر فريق البحث المؤلف من 22 عالما، يقودهم عالم الأحياء جون بوستليثويت من جامعة أوريغون الأميركية، بحثهم أول من أمس في دورية الطبيعة والبيئة «Nature Ecology & Evolution».
وخلال البحث الذي استمر لسنوات، حدّد الباحثون 30 ألفا و773 من جينات الترميز البروتيني التي اختفى بعضها وتوطن البعض الآخر في الكروموسومات الحاملة للمعلومات الوراثية، لتساعد الأسماك على التأقلم مع تركيزات الأكسجين، حيث يبرد المحيط الجنوبي إلى متوسط درجة الحرارة، الذي يصل هذا اليوم إلى 29 درجة فهرنهايت (- 1.67 درجة مئوية).
ولطالما حيّرت هذه الأسماك العلماء، لكونها الفقاريات الوحيدة التي لا تملك خضاب الدّم (الهيموغلوبين)، وهو البروتين الأحمر الذي يحمل الأكسجين عادة إلى الدم في كل كائن به عمود فقري، ولذلك فإنّ دم هذه الأسماك عديم اللون تقريبا، وهي في حالة فقر دم مستمرة، كما أنّ هناك تضخما في قلوبها، وكثافة عظمها منخفضة، مما يجعل عمودها الفقري مرنا.
ويقول دكتور بوستليثويت في تصريحات عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «مثل هذه الصفات في الإنسان تشير عادة إلى علامات الشيخوخة، ولكنّها في المقابل أحد العوامل المساعدة على بقاء تلك الأسماك».
وتوصّل الباحثون إلى ذلك بعد أن جمعوا سمكة الجليد سوداء اللون يبلغ طولها نحو 12 بوصة، من أعماق مختلفة، واستخرج الحمض النووي الريبي من 12 من أنسجة الدماغ والعين والخياشيم والقلب والأمعاء والكلى والكبد والعضلات والمبيض والجلد والطحال والمعدة للمساعدة في فهم الجينات التي يستخدمها كل عضو.
ووجد الباحثون أنّ الأسماك الجليدية شهدت تغييرات في الجينات التي أنتجت بروتينات مضادة للتّجمد أعطتها السمات القريبة من شيخوخة البشر، ولكنّها كانت ضرورية لمساعدتها على البقاء.
ومن التغيرات الأخرى عدم وجود كثافة في العظام، وهي صفة يقول دكتور بوستليثويت، إنّها اكتسبتها لافتقادها ما يعرف بـ«مثانة العوم» أو ما يعرف أيضا باسم «نفاخة العوم».
ويوجد هذا العضو في الأسماك تحت الهيكل العظمي، وهو عبارة عن كيس مملوء بالهواء يسمح للسّمكة أن تعوم في المياه متى تريد ذلك، على الرّغم من أنّ العظام أثقل من الهيكل الغضروفي.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد مجموعة من الأسماك بعد الصيد في إحدى الأسواق الوطنية (واس)

ارتفاع إنتاج الاستزراع السمكي بالسعودية إلى 140 ألف طن خلال 2023

ارتفع إنتاج مشروعات الاستزراع السمكي في المياه المالحة والمياه الداخلية بالسعودية إلى 56.4 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة تأتي الحيتان الحدباء لتتكاثر وتضع صغارها في مياه بولينيزيا الفرنسية (أ.ف.ب)

طفرة في سياحة الحيتان تثير قلقاً في بولينيزيا الفرنسية

بدأ موسم الحيتان في بولينيزيا الفرنسية جنوب المحيط الهادئ، حيث تزدهر الرحلات البحرية لمشاهدة الحيتان والسباحة معها، ما يثير تساؤلات ومخاوف بشأن صحتها.

«الشرق الأوسط» (بابييتيه (فرنسا))
يوميات الشرق فرخ البطريق الملكي الضخم «بيستو» في حوض بأستراليا في 3 سبتمبر 2024 (أ.ب)

فرخ بطريق ملكي ضخم يصبح نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي

أصبح فرخ البطريق الملكي الضخم المسمى «بيستو»، الذي يزن بقدر والديه مجتمعين، من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وعنصر جذب في حوض أسماك أسترالي.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
آسيا صورة أرشيفية تظهر حوتاً زعنفياً أمام جبال جليدية على الساحل الشمالي لجزيرة إليفانت في القارة القطبية الجنوبية (أرشيفية - أ.ف.ب)

اصطياد أول حوت زعنفي لأغراض تجارية منذ نصف قرن في المجال البحري الياباني

نشرت الشركة الرئيسية لصيد الحيتان في اليابان صوراً اليوم الأربعاء لأول حوت زعنفي يتم اصطياده لأغراض تجارية في المجال البحري الياباني منذ نحو 50 عاماً.


البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».