تفاصيل حول علاقات ترمب المزعومة بموسكو

TT

تفاصيل حول علاقات ترمب المزعومة بموسكو

بينما حطّت طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس في العاصمة الفيتنامية هانوي للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للمرة الثانية، وصل محامي ترمب السابق، مايكل كوهين، إلى الكونغرس الأميركي للإدلاء بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في عدد من القضايا التي تحيط بالرئيس الأميركي وحملته الانتخابية، فضلا عن علاقاته التجارية والسياسية مع روسيا. وتستمر جلسات الاستماع، التي بدأت أمس، ثلاثة أيام متتالية تنتهي غدا.
بدأت جلسة الاستماع الأولى في صباح العاشرة أمس، وبينما تقرر أن تكون الجلسة مغلقة، ولم يخرج عنها الكثير من التفاصيل، فمن المرجح أن تستحوذ جلسة اليوم، التي ستعقدها لجنة الرقابة والإصلاح التابعة لمجلس النواب على اهتمام جميع المراقبين في واشنطن. ليس فقط لأنها ستكون علنية وسيتم بثّها عبر الكثير من المحطات الإعلامية، ولكنها ستركز أيضا بشكل مباشر على الأعمال التجارية لعائلة ترمب، فضلا عن قضية المبالغ المالية التي تم دفعها عن طريق مايكل كوهين إلى سيدتين تدعيان إقامة علاقة مع الرئيس ترمب قبل الانتخابات الرئاسية 2016، وهو ما اعترف به المحامي كوهين في إطار اتفاق مع المدعين الفيدراليين في الصيف الماضي. أما الجلسة الثالثة والأخيرة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فيتوقّع أن تكون مغلقة.
واعتبرت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن مثول كوهين أمام الكونغرس «مثير للضحك»، وقالت أمس: «سيُسجن المجرم مايكل كوهين بسبب كذبه على الكونغرس والإدلاء بتصريحات كاذبة أخرى. للأسف، سوف يمثل أمام الكونغرس هذا الأسبوع، ويمكن أن نتوقع المزيد من الشيء نفسه. من المثير للضحك أن أي شخص سوف يأخذ كاذبا مداناً مثل كوهين على كلمته، كما أنه مثير للشفقة رؤيته يغتنم فرصة أخرى لنشر أكاذيبه».
وسيمثل ظهور كوهين العلني أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب اليوم مشهدا سياسيا فارقا، خاصة في ظل سيطرة الديمقراطيين على المجلس. ومن المتوقع أن يوجه المشرعون الديمقراطيون سهامهم إلى كوهين لمعرفة المزيد عن العلاقات التجارية المزعومة بين ترمب وروسيا، على أمل أن يمدّهم المحامي الذي انقلب على الرئيس بمعلومات قد تغير المشهد السياسي الراهن في واشنطن.
وحدد رئيس اللجنة النائب إيليا كامينغز (ولاية ميرلاند) نطاق الجلسة، وقال إنها ستتضمن أسئلة حول مدى التزام ترمب بمتطلبات الإفصاح المالي وقوانين تمويل الحملات والضرائب، وتضارب المصالح، والممارسات التجارية، ودقة تصريحات ترمب العامة، والاحتيال المحتمل أو الممارسات غير اللائقة داخل مؤسسة ترمب، والجهود التي يبذلها الرئيس ومحاميه رودي جولياني، لترهيب كوهين ومنعه من الإدلاء بشهادته.
في الوقت نفسه، من المرجح أن تتركز تساؤلات الجمهوريين في اللجنة حول مصداقية كوهين، وتركيزهم على كذبه أمام الكونغرس. وطالب النائب الجمهوري مارك ميدوز (شمال كارولاينا) بدعوة نائب المدعي العام رود روزنستاين للإدلاء بشهادته إلى جانب كوهين، حتى يتمكن من مواجهة كوهين بجرائمه. وقال ميدوز أول من أمس: «إذا كنت تنوي المضي قدماً مع مايكل كوهين باعتباره الشاهد النجم لأول في جلسة استماع كبيرة للجنة، فلا بد أن تتاح الفرصة للأعضاء لتقييم مصداقيته».
ورغم تأكيد المشرعين أن جلسة اليوم ستكون شاملة، فإنه لن يتم مناقشة تفاصيل علاقة ترمب المزعومة بروسيا أو بجهات أجنبية أخرى، حيث من المتوقع أن يدلي كوهين بشهادته حول هذه القضايا في شهادته المغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب غدا الخميس، في إطار شهادته الموسعة في قضية التدخل الروسي في انتخابات عام 2016.
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إن اللجنة تخطط للبدء في استجواب كوهين حول تصريحاته بشأن مشروع بناء برج ترمب موسكو، مشيرا إلى أنه يأمل أن يعرف من كوهن خلال جلسة شهادته المغلقة أمام اللجنة القضائية يوم الخميس، لماذا أدلى «ببيانات كاذبة أمام لجنتنا عندما ظهر لأول مرة، وهل تجاوزوا ما قاله لنا عن برج ترمب في موسكو إلى مناطق أخرى أيضاً، ومن كان على علم بالشهادة الزائفة التي كان أعطاها».
وأضاف شيف، خلال مداخلته على قناة «إي بي سي» أول من أمس، أنه يريد أن يسأل «ما هو الضوء الآخر الذي يستطيع كوهين أن يلقيه الآن في ظل تعاونه في قضايا عرقلة العدالة أو التواطؤ، وما الذي يمكن أن يخبرنا به أكثر حول اجتماع (برج ترمب) في نيويورك، أو أي قضايا أخرى ذات صلة بتحقيقنا. نعتقد أن لديه الكثير ليقدمه».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.