قبيل انطلاق أعمال القمة العربية - الأوروبية الأولى، أمس، في مدينة شرم الشيخ، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقاءات ثنائية مع عدد من كبار ضيوف الفعالية، تركزت في معظمها على مناقشة سبل تحقيق «الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية»، وكذلك بحث تعزيز آليات «مكافحة الإرهاب».
وتناول الرئيس المصري في لقاء ثنائي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن «آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيما ملف المصالحة الوطنية».
وأكد السيسي «استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، خاصة من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود».
كما شدد السيسي على «ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن «تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية»، مشيداً «بدور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».
قضايا السلام كانت كذلك محوراً للقاء ثنائي آخر جمع الرئيس السيسي، ودونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي (يترأس الطرفان أعمال القمة)، فضلاً عن التطورات في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق على «أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، واستمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها».
وفيما يتعلق بالملفات الأمنية، فإن السيسي أعرب عن «تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف»، مؤكداً في هذا الإطار على أهمية التصدي لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.
كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول الكثير من القضايا الدولية والإقليمية المهمة في المحافل الدولية؛ ونوه توسك على وجه خاص بجهود مصر «في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية»، معرباً عن «تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذي انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً في المنطقة في هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة».
وتطرق توسك كذلك إلى آفاق التعاون الثلاثي مع مصر في مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث عرض السيسي الأولويات المصرية في هذا الصدد، منوهاً إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصة في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومبدياً استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية خاصة تلك المصدرة للهجرة غير الشرعية.
اللقاءات الرسمية الثنائية للرئيس المصري مع ضيوف القمة، شملت كذلك برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، وأكد السيسي «دعم وحدة العراق وسيادته على كافة أراضيه»، ومشدداً على «الثقة في قدرة المؤسسات الوطنية العراقية على تجاوز كافة العقبات وتشكيل حكومة تمثل كافة أطياف الشعب العراقي بما يحافظ على أمن واستقرار العراق للحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية».
وجاءت القضية الفلسطينية كذلك، ضمن محاور لقاء الرئيس المصري، مع أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العماني والممثل الشخصي للسلطان قابوس، حيث أشار متحدث الرئاسة المصرية، أن «رؤى الجانبين توافقت بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن في عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم كذلك تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما الأزمة في كلٍ من سوريا واليمن».
فلسطين وقضايا مكافحة الإرهاب تهمين على اللقاءات الثنائية
السيسي استقبل أبو مازن وتوسك على هامش القمة
فلسطين وقضايا مكافحة الإرهاب تهمين على اللقاءات الثنائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة