«داعش» يقطع رؤوس 9 معارضين ويبعد آخرين في قرى شمال شرقي حلب

المرصد السوري: التنظيم يعد مقاتليه بالسيطرة على العالم بعد وصوله إلى دابق

صورة إرشيفية لعنصر من تنظيم داعش يلتقط بهاتفه صورا في منطقة شمال الرقة ساعة إعلان التنظيم دولته قبل عدة اسابيع (رويترز)
صورة إرشيفية لعنصر من تنظيم داعش يلتقط بهاتفه صورا في منطقة شمال الرقة ساعة إعلان التنظيم دولته قبل عدة اسابيع (رويترز)
TT

«داعش» يقطع رؤوس 9 معارضين ويبعد آخرين في قرى شمال شرقي حلب

صورة إرشيفية لعنصر من تنظيم داعش يلتقط بهاتفه صورا في منطقة شمال الرقة ساعة إعلان التنظيم دولته قبل عدة اسابيع (رويترز)
صورة إرشيفية لعنصر من تنظيم داعش يلتقط بهاتفه صورا في منطقة شمال الرقة ساعة إعلان التنظيم دولته قبل عدة اسابيع (رويترز)

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم داعش يخطط لـ«معركة دينية فاصلة» بعد سيطرته على بلدة دابق، الواقعة شمال شرقي حلب في محيط بلدة أعزاز الحدودية مع تركيا، في حين أفاد ناشطون بأن مقاتلين من التنظيم قطعوا رؤوس تسعة مقاتلين معارضين على الأقل في ريف حلب إثر سيطرتهم أول من أمس على بلدات قريبة من الحدود السورية كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.
ونقل المرصد السوري عن أحد الناجين من تنظيم داعش في ريف حلب، أن عناصر التنظيم بدأوا في جمع الرجال المتبقين في بلدة أخترين بعد السيطرة عليها، وطرحوهم أرضا، وتركوهم في وضعيّة الانبطاح لنحو 5 ساعات، باحثين عن الأشخاص الذي لهم أقارب أو أي صلة بالكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، مشيرا إلى أنه «عند الانتهاء من التحقيق والتدقيق في البطاقات الشخصية، اعتقلوا نحو 5 أشخاص من أصل ما يقارب العشرين رجلا، وأطلقوا سراح البقية، وخيروهم بين أن يلتزموا منازلهم، أو أن يخرجوا من البلدة لقاء سلامتهم».
وأضاف الناجي أن الجثث «كانت لا تزال موجودة في شوارع البلدة إلى حين خروجهم منها»، وأنهم «لم يستطيعوا دفنها، أو الاقتراب منها، خوفا من ردة فعل (داعش) الذي بدأ على الفور في فصل رؤوس جثث موجودة في شوارع بلدة أخترين عن أجسادها». وأفاد المرصد بتنفيذ «داعش» إعدامات بحق ما لا يقل عن 9 مقاتلين ذبحا، إذ «جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم، وسط مخاوف من تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام بحق أكثر من 41 مقاتلا من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، وعدد من الرجال».
وكان «داعش» قد استولى أول من أمس على بلدات دابق وأخترين وتركمان بارح الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي المحاذي للحدود مع تركيا، كذلك سيطر على قرى العزيزية والمسعودية والغوز ودويبق وأرشاف وحتيملات، المحيطة بأخترين والقريبة منها، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
في غضون ذلك، قال المرصد إن التنظيم يشحذ همم مقاتليه وعناصره لما سماه «معركة دينية فاصلة» في بلدة دابق، بعد أن سيطر عليها أول من أمس، إذ «طلب منهم الثبات والإقدام» في الاشتباكات، لأنهم اعتبروا أن «معركة دابق ستكون منطلق الجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم». والبلدة التي سيطر عليها أول من أمس يسكنها سوريون من المسلمين، وتقع على بعد 35 كم شمال شرقي حلب، وتتبع ناحية أخترين. لكنها تكتسب أهمية تاريخية كونها شهدت المعركة الفصل بين العثمانيين والمماليك في ما يعرف بمعركة «مرج دابق» عام 1516. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «داعش» ينظر إلى السيطرة على البلدة على أنها «تمهيد للتوغل إلى أوروبا والسيطرة على العالم».
في غضون ذلك، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية أرشاف وبلدة أخترين اللتين سيطر عليهما تنظيم داعش أول من أمس، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على المنطقة الحرة في منطقة المسملية القريبة من سجن حلب المركزي بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، عند معبر كراج الحجز بين حيي المشارقة وبستان القصر، من جهة مسجد حذيفة.
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بوقوع مجزرة في بلدة دير العصاقير بريف دمشق، ذهب ضحيتها 20 شخصا على الأقل، فيما أعلن «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» احتفاظه بجثة قائد اللواء 68 العميد الركن مهيل الأحمد لمفاوضة النظام على الإفراج عن معتقلين مقابل تسليم الجثة.
وفي حماه، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في بلدة مورك بالريف الشمالي لحماه، مما أدى لمقتل مقاتل من الكتائب الإسلامية. كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية أبو حبيلات بالريف الشرقي لحماه، فيما وقعت اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها على طريق الرقة - السلمية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.