نتنياهو يلغي رحلته إلى موسكو لضرورات المعركة الانتخابية

غلاة اليمين من أتباع {كهانا} الإرهابي يضمنون مكاناً في الكنيست

بيني غانتس زعيم حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل» يقدم قائمته الانتخابية أمس في تل أبيب (رويترز)
بيني غانتس زعيم حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل» يقدم قائمته الانتخابية أمس في تل أبيب (رويترز)
TT

نتنياهو يلغي رحلته إلى موسكو لضرورات المعركة الانتخابية

بيني غانتس زعيم حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل» يقدم قائمته الانتخابية أمس في تل أبيب (رويترز)
بيني غانتس زعيم حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل» يقدم قائمته الانتخابية أمس في تل أبيب (رويترز)

في أول هجوم مباشر وساخن، خرج بيني غانتس، زعيم حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل»، بخطاب حاد متشدد ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً: «قمت بتدريب المسؤولين العسكريين على القتال عندما كنت أنت تلعب في الولايات المتحدة، كنت أدخل الخنادق عندما كنت تتعلم إتقان الإنجليزية. كنت لا أنام ليل نهار وأنت تضع المساحيق في استديوهات التلفزيون».
وتابع غانتس خطابه ليذكّر نتنياهو باليوم الذي ترك فيه إسرائيل وسكن الولايات المتحدة؛ بحثاً عن ملايين الدولارات. ووصفه بأنه «حاكم منفرد ومستبد ومنسلخ عن الناس وهموم الناس».
وجاءت أقوال غانتس في خطابه الانتخابي الثاني، أمام جماهير غفيرة متحمسة. فقوطع مرات عدة بالتصفيق. وقد تعمد الحديث عن تجربته العسكرية، التي دامت نحو 40 عاماً، ليوضح الفارق بينهما ويظهر أيهما هو الجنرال ورجل الأمن الأقوى؛ وذلك لأن نتنياهو كان يواجه منافسيه السابقين (يائير لبيد وآفي غباي وتسيبي لفني) باعتبار أنه «رجل الأمن رقم واحد». وأراد غانتس أن يقول إنه رجل الأمن الأول الذي لا يرى في نتنياهو منافساً له. ويبدو أن هذه الدعاية الانتخابية أوجعت نتنياهو، فانجر في الرد عليها، بكلمات نابية فقال: «عليك أن تخجل من نفسك. فأنا عرّضت حياتي للخطر عندما كنت جندياً وبعدها ضابطاً من أجل الدولة، وأصبت ذات مرّة بجراح خلال معركة مع مخرّبين لتحرير رهائن، وكدت أخسر حياتي خلال تبادل إطلاق نار».
وفي وقت لاحق، أعلن مكتب نتنياهو تأجيل الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها إلى موسكو، اليوم (الخميس)، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، التي زعم أنها جاءت للتنسيق حول الأوضاع في سوريا، لكن منافسيه اعتبروها محاولة لتحسين صورته الانتخابية. وقال مكتبه: إن الزعيمين سيتكلمان هاتفياً لتحديد موعد قريب للقاء. وادعى أن التأجيل جاء لكي يتفرغ لتوحيد قوى اليمين الراديكالي.
وكان نتنياهو قد بذل فعلاً جهوداً كبيرة لتوحيد صفوف أحزاب اليمين الراديكالي في حزبين اثنين فقط: «حتى لا يضيع أي صوت من معسكر اليمين». وذكرت مصادر مقربة من هذه الأحزاب، أن نتنياهو اتصل شخصياً بزعماء هذه الأحزاب، بما في ذلك حزب «أتباع كهانا»، المعروف بتطرفه العنيف والعدواني والذي يضم شخصيات تم التحقيق معها بشبهات ارتكاب عمليات تخريب إرهابية ضد الفلسطينيين في الخليل وغيرها، أمثال ايتان بن جبير ونوعم ارنون وغيرهما. ووعد بأن يضم هذه التحالفات إلى ائتلافه الحكومي ويعين منها وزيراً أو أكثر في حكومته القادمة. ونقل على لسانه القول: «إذا لم تتحدوا سيفوز غانتس ويشكل حكومة يسار تتنازل عن أراضٍ في الضفة الغربية وتعيد تقسيم القدس».
يذكر أن المعركة الانتخابية في إسرائيل ستصل في الساعة العاشرة مساء اليوم إلى ذروتها؛ إذ سيغلق باب الترشيح لانتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، لتبدأ معركة انتخابية ساخنة لمدة 45 يوماً، أي حتى يوم الانتخابات المقرر في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل. وقد كشفت الأحزاب الرئيسية عن لوائح مرشحيها، لكنها لم تنشرها رسمياً بسبب إمكانية حدوث تحالفات بين الأحزاب في الساعات الأخيرة التي تسبق الموعد الأخير. وقد أدى دخول حزب الجنرالات بقيادة غانتس المعركة الانتخابية إلى نشوء حالة جديدة يبدو فيها أن هناك احتمالاً لأول مرة منذ عشر سنوات، لاستبدال نتنياهو في الحكم. وقامت كل الأحزاب البارزة بإدخال جنرال أو أكثر لمواجهة الحالة الجديدة.
ولا تزال الأحزاب العربية في إسرائيل تتفاوض لبحث إمكانية الاستمرار في القائمة المشتركة، وهي القائمة التي جمعت الأحزاب العربية كافة في قائمة واحدة داخل الكنيست وحصلت على 13 عضواً. لكن هذه الجهود تتعثر حالياً.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.