وسط خطط لسحب 1000 عسكري أميركي من أفغانستان، حذّر عدد من المشرعين الأميركيين البارزين بعد اجتماعهم مع الرئيس الأفغاني أشرف غني الأسبوع الماضي، من انسحاب أوسع للقوات العسكرية دفعة واحدة من أفغانستان، مثلما خطط الرئيس دونالد ترمب في سوريا.
وقال المشرعون لعدد من وسائل الإعلام الأميركية إن الرئيس الأفغاني تحدث معهم على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني حول عملية السلام الأفغانية، ووجود القوات الأميركية والمشاركة الروسية الأخيرة. وتضمن اللقاء بين الرئيس غني ومجموعة مكونة من الحزبين السياسيين في الكونغرس، منهم جيم إنهوف رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، وماك ثورنبيري عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، وجيم ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور بوب مينينديز، من بين نحو 50 من المشرعين الأميركيين في ميونيخ، أكبر وفد أميركي في تاريخ المؤتمر.
وفي الاجتماع المغلق مع المشرعين، أعرب الرئيس غني عن ثقته بأن قرار الرئيس ترمب الانسحاب سيعتمد على الظروف في أفغانستان، مبيّناً حسبما نقلت صحيفة الدفاع الأميركية، أنّه يُقدّم حجّة قوية لمشاركة القوات الأفغانية في مساعدة الرئيس ترمب في مهمّته، مع «عدم سحب جميع القوّات مرة واحدة».
وقال ماك ثورنبيري النائب الجمهوري من ولاية تكساس، بعد مغادرته الاجتماع مع الرئيس الأفغاني، إن هناك بعض المقترحات حول عدد القوات الأميركية الذي سيتم سحبها، والمفتاح هو مواصلة الضغط على «طالبان» والإرهابيين، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أنه من المناسب تخفيف الضغط بأي شكل من الأشكال على «طالبان»، الأمر الذي سيضر بعملية السلام، وفق تعبيره.
من جهتها، أكدت السيناتور جين شاهين عضو لجنة القوات المسلحة والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن انسحاب الولايات المتحدة يجب أن يستند إلى شروط وليس جدولاً زمنياً تعسفياً، معربةً عن قلقها من انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان وسوريا بشكل سريع ومفاجئ. ونقلت صحيفة أميركية عن عسكريين أميركيين قولهم إن وحدات من الفرقة 101 من مشاة البحرية الأميركية بدأت مغادرة أفغانستان باتجاه الأراضي الأميركية بعد تسعة أشهر من إرسالها إلى أفغانستان.
وحسب وسائل الإعلام الأميركية، فإن خمسمائة من الجنود الأميركيين سيعودون إلى فورت كامبل، وستبدأ مراسيم عودتهم يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وحسب مسؤولين عسكريين أميركيين، فإن الفرقة 101 من مشاة البحرية وفّرت الدعم الجوي للقوات الأميركية بطلعات تجاوزت خمسين ألف ساعة طيران فوق أفغانستان، ونقل معدات وصلت إلى 7 ملايين رطل، وعمليات نقل وصلت إلى 91 ألف شخص خلال رحلاتها وتنقلاتها في أفغانستان.
على صعيد آخر، اتّهمت حركة «طالبان» قوات أميركية بمداهمة مدرسة في ولاية كابيسا شمال شرقي العاصمة كابل ومدرسة دينية كبيرة في ولاية وردك غرب العاصمة الأفغانية، وكذلك منازل مدنيين في ولايات ننغرهار وميدان وردك، «والإساءة إلى السكان المحليين»، وفق الحركة. وذكر بيان أصدره الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، أن قوات أميركية برفقة قوات أفغانية محلية داهمت مدرسة دينية تدعى مدرسة حميد المدراس في منطقة بدر آب في ولاية كابيسا، وأن القوات المهاجمة أحرقت المدرسة ودمرتها، كما أحرقت محتوياتها. واتّهم الناطق باسم «طالبان» القوات الأميركية والحكومية بحرق عدد من المحلات التجارية في سوق القرية.
في سياق آخر، ذكرت وكالة «باختر» للأنباء من كابل نقلاً عن مصادر عسكرية أفغانية، أن ثلاثة وعشرين من قوات «طالبان» قُتلوا في هجمات شنتها القوات الخاصة الأفغانية في ولاية قندهار. وحسب مسؤول عسكري رفيع في قندهار، فقد شن الجيش الأفغاني هجمات على مواقع «طالبان» في ميواند أسفرت عن مقتل 23 من قوات «طالبان» وجرح عشرة آخرين، وتدمير ستة مخابئ كانت تستخدمها قوات «طالبان» لتخزين الأسلحة.
وفي نبأ آخر، ذكرت وكالة «خاما برس» المقرّبة من الجيش، أن قوّاته في ولاية فارياب شمال أفغانستان قتلت وأصابت أربعة عشر من قوات «طالبان»، بمن فيهم اثنان من القادة المحليين. وقال بيان لفيلق شاهين في الشمال الأفغاني إن قواته قصفت بالطائرات الحربية مواقع لـ«طالبان» في جاريزوان، صباح الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من قوات «طالبان» وجرح أربعة آخرين.
مشرعون أميركيون يحذِّرون من «انسحاب واسع» من أفغانستان
«طالبان» تتهم القوات الأميركية بتدمير مدرسة
مشرعون أميركيون يحذِّرون من «انسحاب واسع» من أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة