اهتمام ليبي بشراء أسلحة من تركيا

مقتل بريطاني ونيوزيلندية.. واعتقال أميركيين في بنغازي

رجب طيب أردوغان وعلي زيدان خلال المؤتمر الصحافي في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
رجب طيب أردوغان وعلي زيدان خلال المؤتمر الصحافي في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

اهتمام ليبي بشراء أسلحة من تركيا

رجب طيب أردوغان وعلي زيدان خلال المؤتمر الصحافي في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
رجب طيب أردوغان وعلي زيدان خلال المؤتمر الصحافي في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)

بدا أمس، أن علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا ليس مشغولا بمستقبله السياسي الذي بات على المحك، حيث بدأ مساء أول من أمس، زيارة عمل مفاجئة إلى تركيا قبل يومين فقط من اعتزام المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مناقشة حجب الثقة عن حكومته تمهيدا للإطاحة به.
وقال أعضاء في المؤتمر الوطني الذي يعتبر أعلى هيئة سياسية في ليبيا لـ«الشرق الأوسط»، إنهم قد يصوتون لصالح إقالة زيدان وتعيين رئيس جديد للحكومة، واتهموه بالإخفاق في تسيير شؤون البلاد خلال المرحلة التي تلت توليه منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012.
وأظهر جدول أعمال جلسة المؤتمر الوطني غدا (الأحد) بمقره الرئيسي في العاصمة طرابلس، أن المؤتمر سيناقش مذكرة مقدمة من 72 عضوا لحجب الثقة عن زيدان.
وتنص اللائحة الداخلية من عمل المؤتمر الوطني على ضرورة تصويت 120 عضوا من أصل 200 عضو هم إجمالي أعضاء المؤتمر على أي محاولة لعزل رئيس الحكومة، علما بأن كل المحاولات التي جرت في السابق للإطاحة بزيدان فشلت بسبب عدم توافر النصاب القانوني اللازم.
وقال عضو في مجموعة من المحتجين الذين يطالبون بإقالة زيدان لـ«الشرق الأوسط» إنهم عقدوا اجتماعا مطولا مع بعض أعضاء المؤتمر الوطني استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، لتدارس الموقف.
وأضاف العضو الذي طلب عدم تعريفه: «أعضاء المؤتمر اجتمعوا معنا بالأمس لنحو الساعة الرابعة صباحا، طلبوا منا ضبط النفس أكثر وحذروا من حرب أهلية ستدفع ثمنها الأجيال القادمة».
وتابع: «نحن قلنا لهم بالحرف الواحد حتى لو أقلتم زيدان وهرب أو سافر خارج البلاد، فأنتم مقبوض عليكم حتى يأتي.. ووعدوا بأنهم سيقومون بإقالته يوم الأحد»، كاشفا النقاب عن أن «مجموعة المحتجين لديهم خطة في حالة عدم إقالة زيدان وإحالته للنائب العام»، مشيرا إلى أنهم بصدد «عقد اجتماع مع بعض قادة الكتائب المسلحة من العاصمة طرابلس وخارجها لوضع الخطة».
لكن زيدان تجاهل كل هذا الجدل السياسي حوله، وزار أمس شركة الصناعات الجوية الحربية التركية (TAI)، حيث أطلع برفقة نائب محافظ مدينة أنقرة على منتجات الشركة والتعرف على أحدث تكنولوجيا صناعة الطائرات الحربية المقاتلة والعمودية وناقلات الجند، كما استمع إلى شروح وافية من قبل خبراء الجيش التركي حول القدرة القتالية والتدميرية الفائقة لهذه الطائرات.
ونشر موقع الحكومة الليبية الإلكتروني على شبكة الإنترنت صورة لزيدان خلال هذه الجولة، ونقل عن وكيل وزارة الدفاع الليبية للشؤون العسكرية قوله، إن «المؤسسة العسكرية في ليبيا تتطلع إلى شراء عدد من الطائرات العمودية وناقلات الجند من تركيا في القريب العاجل»، موضحا أن التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا سيشهد تطورا أكبر في الكثير من المجالات العسكرية وعلى رأسها المشتريات العسكرية.
ويرافق زيدان في زيارته لتركيا وزراء، الخارجية والمواصلات والاقتصاد والإسكان والمالية ومحافظ مصرف ليبيا المركزي.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية العثور على جثتين لبريطاني ونيوزيلندية على شاطئ البحر بمنطقة مليتة غرب مدينة صبراتة وعليهما آثار رصاص، بينما اعتقل عناصر الأمن بجامعة بنغازي، شخصين يحملان الجنسية الأميركية كانا يتجولان داخل حرم الجامعة.
ولم يصدر أي بيان أو تصريح من السلطات الليبية بشأن تفاصيل الحادثة أو ملابسات الوفاة، لكن مصادر قالت: إنه «تم العثور على جثتيهما في منطقة مليتة الساحلية»، في إشارة إلى المدينة القريبة من زوارة على بعد مائة كلم غرب طرابلس، والتي يوجد فيها مجمع ضخم للنفط والغاز تشارك في ملكيته شركة إيني الإيطالية.
وأكدت بريطانيا أمس، مقتل أحد رعاياها في ليبيا وقالت، إنها على علم أيضا بمقتل نيوزيلندية في غرب ليبيا، لكنها لم تقدم تفاصيل عن ملابسات قتلهما.
وتدهور الوضع الأمني في ليبيا في الشهور القليلة الماضية مع سعي الحكومة للقضاء على ميليشيات ورجال قبائل لم يلقوا أسلحتهم بعد أن ساعدوا في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في عام 2011.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «علمنا بمقتل بريطاني في ليبيا.. نحن مستعدون لتقديم الدعم القنصلي»، مضيفا أن بريطانيا علمت أيضا بمقتل نيوزيلندية لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
وذكرت وزارة الخارجية النيوزيلندية أنها على علم بتقارير أفادت بمقتل نيوزيلندية وأنها على اتصال بالسلطات الليبية لتأكيد الأمر. وطلبت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «بشكل عاجل مزيدا من المعلومات من السلطات (الليبية)». وقالت مصادر أمنية ومصادر من الجيش الليبي، إن الجيش احتجز أميركيين اثنين في مقره في بنغازي في شرق ليبيا في حادث منفصل. وأضافت المصادر أن الأميركيين لاعبا كرة سلة وألقي القبض عليهما في جامعة بنغازي.. واعتقلهما حرس الجامعة ثم نقلتهما قوات خاصة إلى ثكنات الجيش.
فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن السفارة الأميركية في طرابلس على علم بالتقارير عن اعتقال الأميركيين، وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات، لكن لا يسعه أن يدلي بمزيد من التعليقات بسبب اعتبارات تتعلق بالسرية. وكان مسؤولون أميركيون وليبيون قالوا إن «الحكومة الليبية احتجزت أربعة عسكريين أميركيين لعدة ساعات قبل إطلاق سراحهم».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.