«الأسهم السعودية» تنهي تعاملات الأسبوع وسط ارتفاع ملحوظ في السيولة النقدية

عجزت عن الإغلاق أمس فوق مستويات 10.600 نقطة

جاء التراجع الطفيف أمس نوعا من عمليات جني الأرباح التي مرت بها تعاملات السوق في نصف الساعة الأخير من التداولات («الشرق الأوسط»)
جاء التراجع الطفيف أمس نوعا من عمليات جني الأرباح التي مرت بها تعاملات السوق في نصف الساعة الأخير من التداولات («الشرق الأوسط»)
TT

«الأسهم السعودية» تنهي تعاملات الأسبوع وسط ارتفاع ملحوظ في السيولة النقدية

جاء التراجع الطفيف أمس نوعا من عمليات جني الأرباح التي مرت بها تعاملات السوق في نصف الساعة الأخير من التداولات («الشرق الأوسط»)
جاء التراجع الطفيف أمس نوعا من عمليات جني الأرباح التي مرت بها تعاملات السوق في نصف الساعة الأخير من التداولات («الشرق الأوسط»)

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها الأسبوعية وسط ارتفاع ملحوظ في معدلات السيولة النقدية المتدفقة، يأتي ذلك في وقت اختتم فيه مؤشر السوق العام تعاملات يوم أمس على تراجعات طفيفة، ليسجل بذلك ثاني إغلاق باللون الأحمر، بعد نحو 13 جلسة من التداولات اليومية.
ويأتي هذا التراجع الطفيف نوعا من عمليات جني الأرباح التي مرت بها تعاملات السوق، في النصف ساعة الأخير من التداولات، بعد أن كان في النطاق الأخضر في الساعات الأربع الأولى من التعاملات، وسط بيوع واضحة شهدتها أسهم الشركات التي حققت ارتفاعات كبرى في أسعارها خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي مشهد غاب عن تعاملات سوق الأسهم السعودية خلال الأشهر الماضية، شهد سهم «الجزيرة تكافل»، أحد أسهم شركات قطاع التأمين، تداولات غير طبيعية، يوم أمس، حيث انخفض سهم الشركة في الساعة الأخيرة من التعاملات من النسبة العليا إلى النسبة الدنيا، فاقدا بذلك نحو 20 في المائة من أعلى قيمة جرى تحقيقها، مما يعني تكبد صغار المستثمرين الذي اشتروا سهم الشركة في مستوياته العليا خسائر كبيرة للغاية، جاء ذلك حينما انخفض سهم الشركة إلى مستويات 85.75 ريال (22.8 دولار) بعد أن كان عند مستويات 103.25 ريال (27.5 دولار).
وفي هذا السياق، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية مع نهاية تعاملاته الأسبوعية يوم أمس الخميس، عند مستويات 10.588 نقطة، عاجزا بذلك عن الإغلاق فوق مستويات 10.600 نقطة، رغم أنه استطاع مرارا تجاوز هذه المستويات خلال فترة التداول، وسط تراجعات طفيفة بلغت قيمتها أربع نقاط، بسبب عمليات جني الأرباح التي مرت بها معظم أسهم الشركات المدرجة، مما قاد مؤشر السوق للإغلاق دون حاجز 10.600 نقطة يوم أمس.
وتفاعلا مع أداء مؤشر السوق السعودية، يوم أمس، أغلقت أسعار أسهم 89 شركة مدرجة على تراجعات ملحوظة، مقابل ارتفاع أسعار أسهم 55 شركة أخرى، في وقت بلغت فيه معدلات السيولة النقدية المتداولة مستويات 10.1 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، وهي سيولة مرتفعة مقارنة بمتوسطاتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد فيصل العقاب الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن سوق الأسهم السعودية ما زالت تحاول المرور بعمليات جني أرباح «طبيعية»، إلا أن عمليات الشراء الحالية جعلت هناك تأخيرا في جني الأرباح المنتظر، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ليس بالضرورة تتراجع جميع أسهم الشركات بسبب عمليات جني الأرباح.
وقال العقاب: «سنشاهد بعض الشركات تؤدي أداء جيدا خلال تعاملات الأسبوع المقبل، خصوصا الشركات التي لم تحقق ارتفاعات تذكر خلال الفترة الماضية، رغم أن مؤشر السوق حقق نحو ألف نقطة من المكاسب خلال عشر جلسات تداول فقط»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن معدلات السيولة النقدية على نحو «أسبوعي» شهدت خلال الأيام الخمسة الماضية ارتفاعا تبلغ نسبته 10 في المائة عما كانت عليها في الأشهر القليلة الماضية. وتأتي هذه المستجدات في وقت باتت فيه الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الحالية، تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية بشكل كبير.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه هذه المؤسسات السماح لها بالبيع والشراء في سوق الأسهم المحلية، خلال النصف الأول من العام المقبل، بحثا منها عن الأسهم ذات العوائد المجزية، من خلال الاستعانة بشركات إدارة الثروات وبيوت الخبرة المالية.
وكشف مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات إدارة الثروات العاملة في السوق السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، قبل ثلاثة أسابيع عن أن بعض المؤسسات المالية الأجنبية أجرت اتصالات عدة بالشركة التي يعمل فيها للاستفسار عن واقع السوق المالية السعودية وأسهمها المدرجة، في خطوة من شأنها البحث عن أسهم شركات تستحق الشراء والاستثمار، وفقا للتوزيعات المالية النقدية المجزية والمكررات الربحية المغرية.
ومن المتوقع أن تكون الشركات التي توزع ما نسبته 5 إلى 7 في المائة أرباحا سنوية، تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية، في الوقت الذي يبلغ فيه المكرر الربحي المغري الذي من المتوقع أن تبحث عنه المؤسسات المالية الأجنبية عند مستويات 13 إلى 17 مكرر، وهي مكررات موجودة في عدة شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية.
وتُعد أسهم الشركات ذات العوائد المالية المجزية، محل اهتمام المؤسسات المالية في كل أسواق العالم، ويأتي قرار السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بشراء وبيع الأسهم في السوق السعودية عاملا مهما في تحويل أنظار كثير من المستثمرين الأوروبيين والشرق آسيويين والأميركيين إلى السوق السعودية خلال الفترة المقبلة.



«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
TT

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026، بعد أن أتمت المملكة استثمار ملياري دولار في عملاقة التصنيع الصينية.

وقالت «لينوفو» في بيان إنها أكملت بيع سندات قابلة للتحويل من دون فوائد لمدة ثلاث سنوات بقيمة مليارَي دولار إلى شركة «آلات»، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، وذلك جزء من شراكة تم الكشف عنها في مايو (أيار) الماضي.

وبموجب الشراكة، ستبني «لينوفو» منشأة تصنيع جديدة في السعودية، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج في عام 2026، بطاقة سنوية لإنتاج ملايين أجهزة الكمبيوتر والخوادم.

«لينوفو» تعزّز حضورها العالمي

وذكر البيان أن «هذا التعاون الاستراتيجي والاستثمار سيمكّن شركة (لينوفو) من تسريع عملية التحول الجارية، وتعزيز حضورها العالمي، وزيادة التنوع الجغرافي لبصمة التصنيع الخاصة بها». وأشار إلى أن «لينوفو» ستبني على أعمالها الحالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتستغل فرص النمو الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتنقل سلسلة التوريد والتكنولوجيا والقدرات التصنيعية ذات المستوى العالمي إلى السعودية، وتدعم خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وستقوم «لينوفو» بإنشاء مقرّ إقليمي للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا في الرياض، ومنشأة تصنيع مستدامة في المملكة لخدمة العملاء في المنطقة وخارجها. وسيقوم المصنع بتصنيع ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم سنوياً باستخدام فرق البحث والتطوير المحلية لإنتاج منتجات «صُنع في السعودية» بالكامل، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول عام 2026.

وسينضم المصنع الجديد إلى بصمة «لينوفو» الواسعة التي تضم أكثر من 30 موقعاً للتصنيع حول العالم، في الأرجنتين، والبرازيل، والصين، وألمانيا، والمجر، والهند، واليابان، والمكسيك والولايات المتحدة، وفق البيان.

شراكة استراتيجية

وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «لينوفو» يوانكينغ يانغ: «من خلال هذا التعاون الاستراتيجي القوي والاستثمار، ستحظى (لينوفو) بموارد كبيرة ومرونة مالية كبيرة لتسريع عملية التحول وتنمية أعمالنا من خلال الاستفادة من زخم النمو المذهل في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. نحن متحمسون لأن تكون شركة (آلات) شريكنا الاستراتيجي طويل الأمد، وواثقون من أن سلسلة التوريد والتكنولوجيا وقدرات التصنيع ذات المستوى العالمي التي نمتلكها ستعود بالنفع على المملكة في إطار سعيها لتحقيق أهداف (رؤية 2030) المتمثلة في التنويع الاقتصادي والتنمية الصناعية والابتكار وخلق فرص العمل».

أما الرئيس التنفيذي لشركة «آلات»، أميت ميدا، فقال: «نحن فخورون للغاية بأن نصبح مستثمراً استراتيجياً في شركة (لينوفو) وشريكاً معها في رحلتها المستمرة بصفتها شركة تقنية عالمية رائدة. مع إنشاء مقرّ إقليمي في الرياض ومركز تصنيع عالمي المستوى، مدعوم بالطاقة النظيفة في المملكة العربية السعودية، نتوقع أن يعزز فريق (لينوفو) من إمكاناتهم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».

وبحسب البيان، فإنه «في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن التعاون الاستراتيجي والاستثمار مع شركة (آلات) في مايو 2024، أعلنت (لينوفو) أيضاً عن إصدارها المقترح لأذونات بقيمة 1.15 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات لجمع أموال إضافية لدعم النمو المستقبلي وتوسيع قاعدة رأس المال. وقد تم الاكتتاب في هذه الأذونات بالكامل، بما في ذلك 43 في المائة من الاكتتاب من قِبل قيادة (لينوفو)؛ مما يدل على الثقة في التحول المستمر لشركة (لينوفو) وريادتها في السوق العالمية وزخم نموها».

وفيما يتعلق بهذه الصفقة، قدمت كل من «سيتي بنك» و«كليري غوتليب ستين وهاميلتون» (هونغ كونغ) المشورة لـ«لينوفو»، وقدمت كل من «مورغان ستانلي» و«لاثام آند واتكينز» المشورة لـ«آلات».