ثلاثة آلاف عنوان في «معجم المسرحيات المغربية»

ثلاثة آلاف عنوان في «معجم المسرحيات المغربية»
TT

ثلاثة آلاف عنوان في «معجم المسرحيات المغربية»

ثلاثة آلاف عنوان في «معجم المسرحيات المغربية»

يرى الدكتور يونس لوليدي أن «معجم المسرحيات المغربية... من البداية إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين»، للدكتور فهد الكغاط، الصادر حديثاً عن دار «توبقال» للنشر بالدار البيضاء، مفخرة للحركة المسرحية المغربية، كما أنه «سيصبح مرجعاً لا غنى عنه للباحثين والأكاديميين والمسرحيين (المغاربة والعرب)، يقرب المسافات، وينفض الغبار عن المنسي والمهمل... المسرح المغربي تاريخ من التأليف والإبداع، وله من الأسماء والتجارب ما يسمح لنا بالافتخار به، رغم ما قد يعرفه من حين إلى آخر من كبوات تدخل ضمن الصيرورة الطبيعية لكل عمل إنساني».
وقال لوليدي: «من مصطلح (الفهرس) إلى مصطلح (البيبليوغرافيا) إلى مصطلح (المعجم)... هذا هو المسار الذي قطعه - حتى الآن - التوثيق والتأريخ لحركة التأليف المسرحي المغربي. وإن كان الدكتور فهد الكغاط قد اختار أن يطلق على منجزه الضخم هذا تسمية (معجم)، فلأنه يعلم الطابع الموسوعي للمعجم عندما يتصدى لكل ما يتعلق بعلم ما أو فن ما أو تاريخ ما».
والكغاط من مواليد 1968، بفاس، وهو حاصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ليل 1 بفرنسا سنة 1995، وعلى الدكتوراه في الأدب العربي الحديث (في تخصص المسرح) من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس سنة 2009، ومن أعماله: «تدوين الفرجة المسرحية» و«الإيقان والارتياب أو يوريبدس الجديد». وهو يؤكد من خلال هذا «المعجم المسرحي الموسوعي» شغفه بالتوثيق والأرشفة، وحفظ الذاكرة المسرحية المغربية، في شقيها النصي والفرجوي، مع تشديده على أنه «إذا كان التوثيق والأرشفة عمل مؤسسات في أوروبا، فإنهما في المغرب عمل أشخاص آلوا على أنفسهم حفظ ما لم تحفظه الجهات الرسمية».
ولاحظ لوليدي أن الكغاط سار على خطى عدد من الأكاديميين والباحثين المغاربة، ممن سبقوه أو تزامنت أعمالهم مع عمله، أمثال محمد أديب السلاوي ومحمد الكغاط والمهدي الودغيري وعبد اللطيف ندير وأحمد مسعاية ومصطفى رمضاني ومحمد يحيى قاسمي، وغيرهم كثير، وأنه بقدر ما استفاد من الذين سبقوه، سعى إلى أن يحمل معجمه هذا عدداً من الإضافات، استعرض 5 منها: أولها أن هذا «المعجم يضم نحو 3 آلاف عنوان، وهو عدد ضخم من المسرحيات»، وثانيها أن الكغاط عمد إلى «توثيق المسرحيات غير المنشورة أيضاً، أي أن معجمه يضم - بالإضافة إلى المسرحيات المنشورة - مسرحيات مخطوطة أو مطبوعة على الستانسيل، أو مسرحيات عُرضت، وما زالت نصوصها غير متداولة بين الناس»، وثالثها أن هذا المعجم حمل «إضافات من حيث التوثيق»، بإشارة الكغاط إلى «التجنيس الذي وضعه المؤلف المسرحي لمسرحيته»، وإلى «عرض هذه المسرحية، ومكان عرضها، وزمانه»، ورابعاً أن الكغاط «أضاف تمييزات دقيقة أخرى، هي: المسرحيات المستنبتة، والمسرحيات المعدة، والدراماتورجيا، مما أضفى على معجمه مزيداً من الدقة في التصنيف، بما أن عدداً من المسرحيات المستنبتة والمعدة كانت تُدرج تحت خانة المسرحيات المقتبسة، رغم الخصوصيات التي تميز كل نوع من هذه الأنواع»، وخامساً أن «قائمة مراجع هذا المعجم تدل بوضوح على أن صاحبه لم يترك مصدراً إلا واشتغل عليه، سواء تعلق الأمر بالبيبليوغرافيات السابقة، أو بالدراسات والأبحاث، أو بالأطاريح، أو بالمجلات والجرائد، أو بالملصقات والمطويات وكتيبات المهرجانات».
يشار إلى أن كتابات الباحثين تذهب إلى أن النشاط المسرحي بالمغرب عرف انطلاقته الأولى في عشرينات القرن الماضي. ويميز الباحث والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، في هذا الصدد، بين 4 مراحل مختلفة من التجارب المسرحية: مرحلة أولى تسجل ميلاد المسرح المغربي في العشرينات تقريباً، أطلق عليها «فترة ميلاد المسرح» أو فترة «مسرح المقاومة»، ومرحلة ثانية بدأت عشية الاستقلال، واستمرت إلى بداية السبعينات، أصبح فيها المسرح مجرد فن للترفيه، أطلق عليها «مرحلة البحث عن توازن»، فيما أدى ظهور جيل جديد قادم على الخصوص من مسرح الهواة بتصور مسرحي جديد إلى دخول المسرح المغربي في مرحلة ثالثة، أطلق عليها «مرحلة بداية الوعي»، طرح فيها بعض الممارسين، لأول مرة في المغرب، مسألة الدلالة التي ينبغي أن يعطوها للممارسة المسرحية. أما المرحلة الرابعة، فتمثل، بحسب عوزري، مرحلة جيل المسرح الذي اختار انطلاقاً من الثمانينات أن يمارس مهنة المسرح، كما يختار الطبيب أن يكون طبيباً، والمهندس أن يكون مهندساً. ولأجل هذه الغاية، تابع هذا الجيل دراسات متخصصة، داخل وخارج البلاد، مراهناً بذلك على المستقبل.


مقالات ذات صلة

غضب وطني في بريطانيا بعد بيع أرشيف جورج أورويل بالقطعة

ثقافة وفنون جورج أورويل

غضب وطني في بريطانيا بعد بيع أرشيف جورج أورويل بالقطعة

بـ10 آلاف جنيه إسترليني يمكن شراء رسالة كتبها بخط اليد، مؤلف رواية «1984» إريك بلير (1903 – 1950)، الشهير بالاسم الأدبي جورج أورويل.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون «مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء

«مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء

عن دار «الشروق» بالقاهرة، صدرت رواية «مريم ونيرمين» للكاتب عمرو العادلي، التي تعزف في قضيتها الكبرى على وتر الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء عبر لغة بسيطة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون «توسيع دائرة الشكوكيين» لخالد الغنامي

«توسيع دائرة الشكوكيين» لخالد الغنامي

صدر للباحث خالد الغنامي كتاب جديد بعنوان «توسيع دائرة الشكوكيين»، وحسب المؤلف، فإن الداعي لهذه الدراسة في أول الأمر قبل توسع البحث هو خطأ يتكرر في الدرس الفلسفي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
كتب وجوه حول هتلر: محاولة مغايرة لفهم التجربة النازية

وجوه حول هتلر: محاولة مغايرة لفهم التجربة النازية

ثمة بحر من الكتب المرجعيّة عن تاريخ النّازية والنّازيين ودورهم في الحرب العالمية الثانية، كما دراسات كثيرة عن أدولف هتلر، وسير ذاتية لمعظم قادة ألمانيا النازية

ندى حطيط
كتب زينب فواز

نسويات ينتصرن لزينب فواز صاحبة «أول رواية عربية»

تعود الكاتبة زينب فواز إلى الواجهة، مع صدور طبعة جديدة من روايتها «غادة الزاهرة»، التي نشرت لأول مرة عام 1899 في القاهرة.

سوسن الأبطح (بيروت)

«الأسد الذهبي» للإسباني بيدرو ألمودوفار في مهرجان فينيسيا

المحرج الإسباني بيدرو ألمودوفار حاملاً «الأسد الذهبي» (أ.ف.ب)
المحرج الإسباني بيدرو ألمودوفار حاملاً «الأسد الذهبي» (أ.ف.ب)
TT

«الأسد الذهبي» للإسباني بيدرو ألمودوفار في مهرجان فينيسيا

المحرج الإسباني بيدرو ألمودوفار حاملاً «الأسد الذهبي» (أ.ف.ب)
المحرج الإسباني بيدرو ألمودوفار حاملاً «الأسد الذهبي» (أ.ف.ب)

منح مهرجان فينسيا السينمائي جائزة «الأسد الذهبي»، السبت، للإسباني بيدرو ألمودوفار، مُقدماً للمخرج البالغ 74 عاماً إحدى أرفع الجوائز العالمية عن أول فيلم بالإنجليزية في مسيرته السينمائية اللامعة.

وفي هذا الفيلم بعنوان «ذي روم نكست دور»، قدّم المخرج الإسباني الأشهر في العالم عملاً مؤثراً تتمحور قصته حول الانتحار بمساعدة الغير، تولت بطولته الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون وزميلتها الأميركية جوليان مور.

وفازت الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة في الدورة 81 من المهرجان عن دورها في الفيلم الدرامي العاطفي «بيبي غيرل». كما حصل الفرنسي فنسان ليندون على جائزة أفضل ممثل عن أدائه في فيلم «ذا كوايت صن» أو «الابن الهادئ»، وهو دراما باللغة الفرنسية تتناول قصة عائلة مزقها التطرف اليميني.

الممثل الفرنسي فنسان ليندون يحمل جائزة أفضل ممثل (أ.ف.ب)

وغابت الممثلة البالغة 57 عاماً عن حفلة اختتام المهرجان، وتلت مخرجة الفيلم الهولندية هالينا رين رسالة باسم كيدمان على المسرح، جاء فيها: «لقد علمتُ بعد وقت قصير من وصولي إلى فينسيا بوفاة والدتي جانيل كيدمان. أنا في حالة صدمة ويجب أن أكون مع عائلتي. أهديها هذه الجائزة».

وأَضافت كيدمان في حديثها عن والدتها: «لقد شكّلتني، وأرشدتني، وصنعتني. أنا ممتنة للغاية لأنني أستطيع أن أقول اسمها لكم جميعاً من خلال هالينا»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

بدوره، قال ليندون في كلمته عقب تسلمه كأس «فولبي» لأفضل ممثل: «أنا متأثر جداً (...) شكراً للجنة التحكيم بأكملها!». وأضاف الممثل البالغ 65 عاماً، وهو من أبرز وجوه السينما الفرنسية: «أود أن أشكر المخرجتين مورييل ودلفين كولان».