بالفيديو... تفاصيل التفجير الانتحاري في الدرب الأحمر بالقاهرة

الإرهابي يحمل الجنسية الأميركية... ومغردون يهتمون بمصير سيدة مصرية في موقع الحادث

صورة السيدة التي ظهرت في فيديو التفجير الانتحاري بوسط القاهرة (يوتيوب)
صورة السيدة التي ظهرت في فيديو التفجير الانتحاري بوسط القاهرة (يوتيوب)
TT

بالفيديو... تفاصيل التفجير الانتحاري في الدرب الأحمر بالقاهرة

صورة السيدة التي ظهرت في فيديو التفجير الانتحاري بوسط القاهرة (يوتيوب)
صورة السيدة التي ظهرت في فيديو التفجير الانتحاري بوسط القاهرة (يوتيوب)

ارتفع عدد ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أمس (الاثنين)، في منطقة الدرب الأحمر وسط العاصمة المصرية، وعلى مقربة من مسجد الأزهر، إلى 3 من أفراد الشرطة المصرية، إضافة إلى مقتل الإرهابي نفسه، وإصابة ضحايا آخرين.
وأوضح بيان وزارة الداخلية المصرية، أن التفجير أسفر عن مقتل 3 من رجال الأمن، وهم؛ أمين شرطة وضابط من الأمن الوطني، وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة 3 ضباط أحدهم من الأمن الوطني وآخر من مباحث القاهرة والثالث ضابط في الأمن العام.
وأظهرت لقطات فيديو رصدتها كاميرا للمراقبة تجول الإرهابي الذي فجر نفسه نهاراً، ولقطات أخرى، وأوضحت لقطات لكاميرا مراقبة أخرى في موقع الحادث محاولة الإرهابي الفرار على دراجته الهوائية، بعد توصل فردين من الأمن إليه، لكن حال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، حسب بيان الوزارة.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن جهودها أسفرت عن تحديد مكان وجود الإرهابي، وقد ألقى عبوة بدائية لاستهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة الجمعة الماضي، وكانت الشرطة تراقبه عن طريق الكاميرات، وحددت هويته.
وكشفت الوزارة أن منفذ الهجوم يُدعى الحسن عبد الله (37 عاماً)، ولا يقيم بالمنطقة التي شهدت الواقعة، ويحمل الجنسية الأميركية هو وعدد من أفراد عائلته، وهو ابن طبيب مقيم في أميركا، وفقاً للتلفزيون المصري الرسمي.
وعقب الحادث، أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، أمس (الاثنين)، بتشكيل فريق من النيابة العامة، لفتح تحقيق عاجل في حادث التفجير.
إلى ذلك، نعى عدد من المتابعين عبر هاشتاغات على موقع «تويتر»، مثل «الدرب الأحمر» و«الأزهر»، الضحايا، ونددوا بالحادث، كما اهتم عدد من المغردين بمصير سيدة تحمل أكياس طعام ظهرت في فيديو الحادث. وبحسب وسائل إعلام مصرية، فقد أصيبت بكسر في ساقها عقب التفجير.
كما تداول عددهم صوراً سابقة لأحد الضحايا في الحادث، وهو أمين الشرطة محمود أبو اليزيد، الذي كان أحد الموجودين بالقرب من الإرهابي لحظة التفجير.
ومن جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد، بأن الحالة الصحية لمصابي حادث الدرب الأحمر مستقرة وإصاباتهم بين بسيطة ومتوسطة، وتتراوح بين كسور وجروح سطحية.
وأشار المتحدث إلى أن المصابين موجودون بمستشفى الحسين الجامعي، بالقرب من موقع الحادث، ويتلقون الرعاية الطبية اللازمة.
ومن جهته، دان مفتي الجمهورية شوقي علام العملية الإرهابية، مؤكداً في بيان أن «جماعات التطرف والإرهاب يقلقها ما وصلت إليه البلاد من استقرار، ويسعون بشتى الطرق إلى زعزعة الأمن في نفوس المصريين، ولكن الله يجعل كيدهم في نحورهم، ويردهم مخزيين»، مطالباً الشعب المصري بأن «يقف معاً ضد أعداء الوطن، وأن يتعاون مع رجال الأمن من أجل صد عدوان الإرهاب الغادر ليكون الجميع درع أمان لمصرنا الغالية».
وفي سياق متصل، ندد الأزهر الشريف بالحادث الإرهابي، ونوه بيقظة رجال الأمن ونجاحهم في اكتشاف وملاحقة الإرهابي، مشدداً على وقوف أبناء الشعب المصري خلف مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن في جهودها من أجل اجتثاث فلول عصابات الإرهاب من جذورها، متقدماً بخالص العزاء لأسر الضحايا والمصابين.
ومن جانبها، أكدت وزارة الآثار المصرية أن الانفجار الذي وقع في منطقة الدرب الأحمر لم يؤثر في أي من المواقع الأثرية بالمنطقة، وأشارت - في بيان - إلى أنه فور الإبلاغ بوقوع الانفجار تم التأكد من سلامة المباني الأثرية من قبل مفتشي الآثار بالمنطقة، خصوصاً أن منطقة الدرب الأحمر والأزهر من أشهر معالم القاهرة التاريخية ومن أهم المناطق في مصر الزاخرة بالآثار الإسلامية الفريدة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».