داعشية تتوسل للعودة إلى الولايات المتحدة بعد دعوتها لـ«سفك دماء» الأميركيين

هدى مثنى تقول إنها تعرضت لـ«غسل الدماغ» وتأكل العشب في مخيمات اللاجئين

الأميركية المنضمة لـ«داعش» هدى مثنى (صحيفة «غارديان»)
الأميركية المنضمة لـ«داعش» هدى مثنى (صحيفة «غارديان»)
TT

داعشية تتوسل للعودة إلى الولايات المتحدة بعد دعوتها لـ«سفك دماء» الأميركيين

الأميركية المنضمة لـ«داعش» هدى مثنى (صحيفة «غارديان»)
الأميركية المنضمة لـ«داعش» هدى مثنى (صحيفة «غارديان»)

طالبت سيدة أميركية انضمت لتنظيم داعش الإرهابي، بالعودة إلى بلدها، وذلك عقب أيام من مناشدة طالبة بريطانية وأسرتها للعودة مع طفلها.
وقالت الأميركية هدى مثنى لصحيفة «غارديان» البريطانية إنها «تأسف بشدة» على الانضمام للجماعة الإرهابية، وتتوسل من أجل السماح للعودة لعائلتها في ولاية ألاباما الأميركية، وقد وقعت الفتاة في أيدي القوات الكردية بعدما فرت من بلدة باغوز آخر معاقل «داعش».
وبحسب الصحيفة، فإن هدى (24 عاماً) هي أميركية بين 1500 امرأة أجنبية وأطفالهم في مخيمات اللاجئين السوريين، والذي يضم قرابة 39 ألف شخص.
وتعتبر هدى مثنى من أبرز وجوه تنظيم داعش عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي وكانت تدعو من خلال حسابها على «تويتر» لـ«سفك دماء» الأميركيين.
وتقول مثنى إنها ارتكبت «خطأً كبيراً» عندما غادرت الولايات المتحدة الأميركية منذ أربع سنوات، وقالت إنها تعرضت لـ«غسل الدماغ» عبر الإنترنت.
وذكرت السيدة التي لديها ابن يبلغ من العمر 18 شهراً أنها «أساءت فهم إيمانها، وأن أصدقاءها في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أنهم يتبعون مبادئ (إسلامية) عند الانضمام للتنظيم».
وتابعت: «كنا في زمن الجهل... وأصبحنا متطرفين، ظننت أنني أقوم بشيء جيد من أجل الله».
وقالت هدى للصحيفة إنها عاشت في بادئ الأمر في مدينة الرقة، التي كانت من أبرز معاقل التنظيم، ثم انتقلت إلى الموصل في العراق، حيث تزوجت متطرف أسترالي يُدعى سوهان رحمن، وهو أول زوج لها من أصل ثلاثة، وقد قُتل في كوباني على حدود سوريا.
وعقب مقتله، كتبت هدى تغريدة غاضبة عبر «تويتر» تدعو للانضمام لصفوف التنظيم، قائلة: «أيها الأميركيون استيقظوا!، رجال ونساء، لديكم الكثير لتفعلوه، فأنتم تعيشون تحت سيطرة عدونا الأكبر، كفاكم نوماً، اقتلوهم واسفكوا دماءهم، يمكنكم استئجار شاحنة كبيرة ودهسهم جميعاً خلال التجمعات الكبيرة».
وعمدت هدى مثنى إلى نشر تغريدات تحرض على إراقة الدماء خلال عام 2015. إلا أنها تقول إن أحدهم وضع يده على حسابها.
وتزوجت هدى للمرة الثانية من تونسي كان يقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي، قبل أن يُقتل في الموصل، مشيرة إلى أنه أنجبت منه ابنها آدم، وقد تراجعت مع عشرات من النساء الأخريات وتزوجت لفترة وجيزة من مقاتل سوري.
وقالت إن عائلتها كانت محافظة بشدة ووضعت قيوداً على حركتها، وإن هذا أسهم في تطرفها، حد قولها، مضيفة أنها قلقة على مستقبل ابنها.
وطالبت هدى الولايات المتحدة بإعطائها فرصة ثانية، قائلة: «أريد العودة وعدم الرجوع مجدداً إلى الشرق الأوسط، بإمكانهم أخذ جواز سفري في أميركا وأنا لا أمانع».
ولا تستطيع النساء مغادرة المخيم السوري ويتم اصطحابهن إلى الاجتماعات من قبل حراس مسلحين، وقالت مثنى: «نحن جوعى هنا ونضطر لأكل العشب».
جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد ناشد السبت عدداً من الدول الأوروبية، وبخاصة بريطانيا، من أجل استعادة المتطرفين في «داعش» ذوي أصول أوروبية، ويبلغ عددهم 800 مقاتل.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.