النمو التونسي يرتفع إلى 2.5 % خلال 2018

يقل عن توقعات الحكومة

النمو التونسي يرتفع إلى 2.5 % خلال 2018
TT

النمو التونسي يرتفع إلى 2.5 % خلال 2018

النمو التونسي يرتفع إلى 2.5 % خلال 2018

كشف المعهد التونسي للإحصاء (معهد حكومي)، عن ارتفاع معدل النمو الاقتصادي للبلاد خلال العام المنقضي إلى 2.5 في المائة، مقابل 1.9 في المائة في 2017. لكن هذا المعدل جاء أقل من توقعات الحكومة التونسية التي رجحت من خلال إعدادها لميزانية الدولة للسنة الماضية تحقيق نمو اقتصادي لا يقل عن 3 في المائة.
وساهمت عدة عوامل في الحد من فرص النمو الاقتصادي في تونس خلال 2018. من أبرزها تدهور قيمة العملة المحلية وتسجيل عجز قياسي على مستوى الميزان التجاري علاوة على انخفاض احتياطي النقد الأجنبي وضعف الصادرات خاصة من مادة «الفوسفات» الاستراتيجية.
وكان البنك الدولي توقع تحقيق الاقتصاد التونسي نسبة نمو في حدود 2.7 في المائة في 2018، على أن يتطور بوتيرة أعلى خلال السنة الحالية ليصل حد 3.3 في المائة ويحافظ على نفس النسبة خلال سنة 2020.
وتعمل السلطات التونسية على ضمان تنمية متوازنة في عدد من المناطق الفقيرة التي ترتفع فيها نسب البطالة إلى حدود 30 في المائة من السكان النشطين، أي ضعف معدل البطالة على المستوى الوطني، غير أن ضعف الموارد الذاتية دفعها إلى الاعتماد على مجموعة من القروض المالية الخارجية، التي أثقلت كاهل الاقتصاد المحلي، لتوفير التمويل لمخصصات الأجور الحكومية التي يرى خبراء أنها تطغى على أولويات الإنفاق التنموي.
وفي هذا الشأن، قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي والمالي التونسي، إن الوصول إلى نسبة نمو تتجاوز ثلاثة في المائة يتطلب عودة محركات الاقتصاد التقليدية للعمل الجدي، وأشار إلى ضرورة دفع الصادرات والتركيز على الصادرات التونسية من مادة «الفوسفات» المدرة للعملة الصعبة بجانب صادرات القطاع الفلاحي، وتهيئة مناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة، علاوة على تشجيع التونسيين العاملين في الخارج على العودة إلى بلدهم الأصلي واستثمار عائدات أنشطتهم في تونس.
وخلال الربع الأخير من السنة الماضية، تراجعت القيمة المضافة لقطاع الصناعات المعملية بنسبة 0.5 في المائة نتيجة تقلص الإنتاج في قطاعي الصناعات الكيمائية والفلاحة والصناعات الغذائية. كما سجل الإنتاج المحلي من الغاز والنفط تراجعاً بنسبة 14.2 في المائة، واستقر إنتاج تونس من النفط الخام عند مستوى 3.3 مليون برميل بعد أن كان مقدرا بنحو3.7 مليون برميل، وهو ما يفسر تأثير الزيادات الملحوظة في واردات المحروقات على الميزان التجاري التونسي الذي سجل عجزاً قياسياً تجاوز مع نهاية السنة الماضية حدود 6 مليارات دولار أميركي.



قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
TT

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية خلال جلسات تداول الأسابيع الأخيرة.

وأغلق مؤشر السوق يوم الأربعاء عند مستوى 12149.19 نقطة، بانخفاض 0.36 في المائة وتداولات بلغت قيمتها 6 مليارات ريال. وكان أغلق يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ ليصل إلى 12193.64 في أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين.

وخلال يوم الأربعاء، بلغ حجم الأسهم المتداولة 620 مليون سهم، موزعة على أكثر من 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 90 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 138 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات: «GO» للاتصالات، و«سمو»، و«دله الصحية»، و«العقارية»، و«سيرا» الأكبر ارتفاعاً. أما أسهم شركات: «جاهز»، و«أنعام القابضة»، و«بنان»، و«الزامل للصناعة»، و«أكوا باور» فكانت الأكبر انخفاضاً في التعاملات؛ إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 3.36 في المائة و7.16 في المائة.

وكانت أسهم شركات «أنعام القابضة»، و«الباحة»، و«شمس»، و«جاهز»، و«أمريكانا» الأعلى نشاطاً من حيث الكمية، في حين كانت أسهم شركات «جاهز»، و«أرامكو السعودية»، و«الراجحي»، و«أنعام القابضة»، و«سابك» الأكبر نشاطاً من حيث القيمة.

وقال محلل الأسواق المالية عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطاعَي البنوك والطاقة كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقرار مؤشر السوق السعودية، وبقائها في منطقة الـ12 ألف نقطة». وأضاف أن «القطاع البنكي في سوق الأسهم السعودية يعدّ من أكبر القطاعات البنكية أرباحاً على مستوى العالم، وهو أحد أبرز الداعمين لمؤشر السوق السعودية». كما أشار إلى أهمية قطاع الطاقة، خصوصاً شركة «أرامكو السعودية»، مع توقعات بزيادة التوزيعات النقدية لتتجاوز 1.96 ريال في العام.

وتوقع الخالدي أن «يستمر مؤشر السوق في الارتفاع خلال الجلسات الـ14 المتبقية حتى نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 12800 نقطة، ومواصلة رحلة النمو والارتفاع وتجاوز 13500 نقطة مع بداية العام المقبل 2025»، مضيفاً أن مؤشر السوق متوجه نحو تسجيل ارتفاعات جديدة مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية المستمرة حول الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السوق المالية السعودية قد «تشبّعت بشكل كامل من الانخفاض خلال الفترة الماضية، حيث هبط المؤشر من 14 ألف نقطة ليصل إلى نحو 10.1 ألف نقطة، ليشكل بذلك قاعدة في النطاق بين 10 آلاف و12 ألف نقطة. كما وصل معظم أسعار أسهم بعض الشركات الكبيرة إلى قيعان جديدة لم تشهدها منذ 14 عاماً، وهو ما لا يتماشى مع مؤشرات الاقتصاد السعودي خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الاقتصاد السعودي يتمتع بمكانة قوية وكبيرة، ومن أبرز مؤشراتها ارتفاع الناتج المحلي إلى 2.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2024، بالإضافة إلى توقع نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.8 في المائة عام 2025». كما أشار إلى إعلان «موازنة السعودية بأكثر من 1100 مليار ريال، ونفقات تجاوزت 1200 مليار ريال»، لافتاً إلى أن «سياسة الإنفاق والتدفقات النقدية التي أقرتها الحكومة أصبحت بيئة مشجعة لاستمرار نمو الاقتصاد السعودي، وللمستثمرين المحليين والأجانب. كما أن السعودية أصبحت واجهة لجميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والسياسية. كذلك بلغ حجم الاستثمار في السوق السعودية نحو 400 مليار دولار، والهدف المقبل هو 3 تريليونات دولار».

من جهته، أكد خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن سوق الأسهم السعودية «أصبحت محط اهتمام للمستثمرين المحليين والعالميين، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تسجيل الشركات أرباحاً كبيرة، مما انعكس إيجاباً على التوزيعات الفصلية للشركات». وأضاف أن «القيمة السوقية التجميعية في القيعان السعرية تساهم في تحفيز مؤشر (تاسي) وشركاته، مما يعزز المضاربات اليومية واللحظية ويحقق مكاسب مضاربية يومية للمتداولين». كما لفت إلى أن «هذه المكاسب تسهم في تحقيق عوائد فصلية، مما ينتج عنه قمم وقيعان سعرية لأسهم تلك الشركات».

وأضاف أن «السوق تسير في موجات تذبذبية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، سواء على صعيد الهبوط والصعود». وأشار إلى أنه «في الشهرين الماضيين، حين وصل المؤشر العام إلى قمته عند مستويات 12390 نقطة، شهدت السوق تصحيحاً في مسارها لتصل إلى الدعم عند 11590 نقطة، مما أدى إلى فقدان ألف نقطة. لكن السوق استعادت هذه النقاط مجدداً في جلسات التداول العشر الأخيرة». وأكد أن «العامل الرئيسي في هذه الموجة الصاعدة كان القطاع البنكي وقطاع الطاقة».