الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه لاعتقال مريم المهدي في السودان

المعارضة عدت توقيفها انتهاكا لمقررات «الحوار» الوطني

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه لاعتقال مريم المهدي في السودان
TT

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه لاعتقال مريم المهدي في السودان

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه لاعتقال مريم المهدي في السودان

عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفاراتها في السودان عن قلقهم من اعتقال نائبة رئيس حزب الأمة المعارض الدكتورة مريم الصادق المهدي وطالبوا بإطلاق سراحها، في حين عدت فيه حركة «الإصلاح الآن» بزعامة مستشار سابق للرئيس، الاعتقال بأنه انتهاك لما تم الاتفاق عليه في آلية الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس عمر البشير قبل 7 أشهر.
وكانت السلطات الأمنية السودانية قد اعتقلت نائبة رئيس حزب الأمة المعارض مريم الصادق أول من أمس في مطار الخرطوم بعد توقيع والدها رئيس الحزب على «إعلان باريس»، مع تحالف الجبهة الثورية المعارضة التي التزمت بوقف الأعمال العدائية لمدة شهرين في مناطق العمليات العسكرية في دارفور، والنيل الأزرق وجنوب كردفان لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. وتم نقل مريم إلى سجن النساء في أم درمان، وقد انتقدت قوى سياسية بدأت الحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم اعتقال مريم المهدي وعدته بأنه يعطي إشارات غير جيدة.
ووصفت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفاراتها في الخرطوم إلى جانب سفارة النرويج الاعتقالات السياسية التي يشهدها السودان بأنه ضد روح الحوار الوطني الذي تم إعلانه قبل أشهر. من جهتها أدانت حركة «الإصلاح الآن» بزعامة الدكتور غازي صلاح الدين المستشار السابق للرئيس السوداني في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، اعتقال مريم الصادق المهدي، وعدته انتهاكا للاتفاق الذي جرى في آلية الحوار الوطني بين المؤتمر الوطني والأحزاب التي شاركت في الحوار. وأكد البيان أن القضاء هو الجهة المعنية بقضايا التعبير والنشر ولا يحق لأي جهة أخرى ممارسة الاعتقال، وطالبت الحركة بإطلاق سراح مريم الصادق ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ وبقية المعتقلين السياسيين.
وكان وزير الدولة في الإعلام ياسر يوسف قد قال في تصريحات صحافية بأن السلطات المختصة ستتعامل مع نائبة رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي وفق القانون، وشدد على أن حزبه يرفض إعلان باريس وقال: إن حزبه لديه الخيارات ولن يضع نفسه أمام خيارات الصادق المهدي التي طالب فيها الحزب الحاكم بقبول الإعلان أو تخوين من وقعوا عليه.
وقد أعلن زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الذي توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة بعد توقيعه إعلان (باريس) أنه لن يعود إلى السودان قريبا، وكشف عن عزمه الإقامة في مصر وإجراء اتصالات بالمجتمع الدولي لتسويق الإعلان الذي وقعه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.