تراجع البطالة في فرنسا إلى 8.8% خلال الربع الأخير من 2018

جانب من مظاهرات ذوي السترات الصفراء الذين كان أحد احتجاجاتهم ضد البطالة في فرنسا (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات ذوي السترات الصفراء الذين كان أحد احتجاجاتهم ضد البطالة في فرنسا (إ.ب.أ)
TT

تراجع البطالة في فرنسا إلى 8.8% خلال الربع الأخير من 2018

جانب من مظاهرات ذوي السترات الصفراء الذين كان أحد احتجاجاتهم ضد البطالة في فرنسا (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات ذوي السترات الصفراء الذين كان أحد احتجاجاتهم ضد البطالة في فرنسا (إ.ب.أ)

انخفض معدل البطالة في فرنسا على نحو غير متوقع بنهاية العام الماضي، إلى أقل مستوياته منذ مطلع 2009، حسب ما أظهرته بيانات رسمية، أمس (الخميس)، دعمت موقف الرئيس إيمانويل ماكرون الذي خرجت احتجاجات واسعة ضد سياساته الاقتصادية.
وقال المعهد الوطني للإحصاءات والدراسات الاقتصادية في فرنسا، إن معدل البطالة تراجع إلى 8.8% ممن هم في سن العمل في فرنسا، باستثناء جزيرة مايوت، من 9.1%، خلال الفصل الأخير من 2018، وهو أقل مستوى للبطالة منذ الربع الأول من 2009، وقت أن كانت آثار الأزمة المالية العالمية تلقي بظلالها على الاقتصاد.
وكان متوسط معدل البطالة الذي توقعه الخبراء، ممن استطلعت وكالة «رويترز» الإخبارية آراءهم، عند 9.1%، ويدعم تحسن البطالة موقف ماكرون في مواجهة مظاهرات «السترات الصفراء» التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) ضد زيادة أسعار الوقود وما تتسبب فيه من ضغوط معيشية.
وفي فرنسا القارية، بلغ هذا المعدل حسب المعهد الوطني للإحصاء، وفق معايير مكتب العمل الدولي، 8,5%، أي 2,47 مليون عاطل عن العمل. وهذا الرقم أقل بتسعين ألفاً عن الفصل السابق.
وعلى مدى عام تراجع المعدل في كل الأراضي الفرنسية (باستثناء مايوت) 0.2% وفي فرنسا نفسها 0.1%.
وكان المعهد الوطني للإحصاء قد توقع هذا التراجع في نهاية العام، وبذلك انتهى عام 2018 كما في 2017 عندما تراجع معدل البطالة إلى أقل من 9% في الفصل الرابع.
أما معدل البطالة بين الشباب فقد انخفض إلى أقل من 20%، وإلى 18.8% في فرنسا من دون أراضي ما وراء البحار، أي بتراجع نسبته 1.7% عن الفصل الذي سبقه.
وطالت البطالة الطويلة الأمد 3.4% من السكان العاملين كما في الفصل السابق، وقد تراجعت 0.3 نقطة على مدى عام وتشمل نحو مليون شخص يقولون إنهم يبحثون عن وظائف منذ أكثر من عام. وبقيت نسبة البطالة التي تطال الذين تجاوزوا سن الخمسين عاماً ثابتة عند 6.1%.
وتقول «رويترز» إنه رغم تباطؤ معدل نمو الوظائف العام الماضي مع مساعي ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو للحفاظ على الزخم الاقتصادي، فإن البلاد لا تزال قادرة على خلق الآلاف من الوظائف الجديدة.
وهو ما رفع معدل التشغيل إلى 66.1% من 65.9% في الفصل الثالث، أعلى مستوى منذ 1980، وفقاً لبيانات المعهد.
وعمل ماكرون، المنتخب في 2017، على تيسير قوانين العمل التي كان أصحاب العمل في البلاد يعدّونها من أكبر عوائق تعيين العمالة، وأثارت هذه التعديلات التشريعية غضب قطاعات من العمال لما تسهم فيه من تيسير فصل العمال.
وأشارت وزيرة العمال ميوريل بينيكو، إلى التحسن في معدل البطالة بفضل الإصلاحات العمالية، وقالت إن حكومتها تريد الحد من البطالة مضيفة: «نحن لا نُجري تغييرات تجميلية، ولكن تغييرات دائمة».
وأضافت أن الحكومة تتعهد بتقليل معدل البطالة إلى 7% بنهاية ولاية ماكرون في 2022، ويأتي التحسن الأخير رغم اضطرار بعض أصحاب العمل إلى منح العمال إجازات مع اضطرار بعض المحال والمطاعم إلى الإغلاق لإصلاح الخسائر التي نجمت عن احتجاجات السترات الصفراء.



مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
TT

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن أولويات بلاده المالية والضريبية تُشكِّل إطاراً محفّزاً للاستثمار، ونمو القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، موضحاً أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تعالج بشكل عملي ومبسط تحديات كثيرة تواجه كبار الممولين وصغارهم، في مسار جديد من الثقة والشراكة والمساندة مع المجتمع الضريبي يبدأ بعودة نظام الفحص بالعينة لجميع الممولين.

وقال، في حوار مفتوح مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، إنه سيتمّ تبسيط منظومة رد ضريبة القيمة المضافة، ومضاعفة المبالغ المسددة إلى الممولين، وتقديم حلول محفّزة لإنهاء النزاعات الضريبية بالملفات القديمة، لافتاً إلى أن الغرامات لا تتجاوز أصل الضريبة، وهناك نظام متطور للمقاصة الإلكترونية بين مستحقات ومديونيات المستثمرين لدى الحكومة؛ على نحو يُسهم في توفير سيولة نقدية لهم.

وأضاف الوزير أنه «سيتمّ قريباً جداً، إقرار نظام ضريبي مبسّط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والمهنيين حتى 15 مليون جنيه يجذب ممولين جدداً، حيث يتضمّن حوافز وإعفاءات، وتيسيرات جديدة تشمل كل الأوعية الضريبية: الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم تنمية موارد الدولة، بما في ذلك الإعفاء من ضرائب الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح والدمغة ورسوم الشهر والتوثيق أيضاً».

وأكد كجوك، التزام وزارته بتوسيع نطاق وزيادة تأثير السياسات المالية في الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والصناعية والتصديرية، موضحاً أنه سيتمّ صرف 50 في المائة من مستحقات المصدرين نقداً على مدار 4 سنوات مالية متتالية، بدءاً من العام الحالي بقيمة تصل إلى 8 مليارات جنيه سنوياً، ولأول مرة يتمّ سداد مستحقات المصدّرين في 2024-2025 خلال العام نفسه، وقد تمّ بدء سداد أول قسط للمصدّرين في شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

وأشار إلى أنه ستتمّ تسوية 50 في المائة من متأخرات هؤلاء المصدّرين بنظام المقاصة مع مديونيّاتهم القديمة والمستقبليّة لدى الضرائب والجمارك وشركتي الكهرباء والغاز.

وأوضح أن الشركات الصناعية تبدأ الحصول على التسهيلات التمويلية الميسّرة لدعم خطوط الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، لافتاً إلى أن الخزانة العامة للدولة تُسهم في تمويل هذه المبادرة، وتتحمّل فارق سعر الفائدة، لزيادة الطاقة الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، الدكتور محرم هلال، أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تُسهم في معالجة الكثير من التحديات، وتمهّد لبناء علاقة جديدة من الثقة بين مجتمع الأعمال ومصلحة الضرائب.

على صعيد آخر، عقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، رانيا المشاط، اجتماعاً افتراضياً مع نائبة المدير العام للمفوضية الأوروبية، مديرة العلاقات الاقتصادية والمالية الدولية في المفوضية والإدارات المعنية بالمفوضية الأوروبية، إيلينا فلوريس، وذلك في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لتنفيذ الشق الاقتصادي في إطار الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأوروبية، والإعداد لبدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة بقيمة 4 مليارات يورو، والإجراءات المزمع تنفيذها في إطار الشق الاقتصادي الخاص بالإصلاحات الهيكلية.

وتطرّقت الوزيرة إلى المتابعة والتنسيق مع 9 جهات وطنية ووزارات، والجانب الأوروبي فيما يخص المرحلة الأولى، التي بموجبها أتاح الاتحاد الأوروبي تمويلاً ميسّراً بقيمة مليار يورو لمساندة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المحفّزة للقطاع الخاص في مصر، موضحة أن الوزارة ستنسّق مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي فيما يتعلق بالشق الاقتصادي الخاص بالمرحلة الثانية، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تعظيم العائد من ضمانات الاستثمار وتعريف الجهات الوطنية والقطاع الخاص بكيفية الاستفادة منها من أجل وضع الأولويات.

جدير بالذكر أن الحزمة المالية الأوروبية في إطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي تضم 6 أولويات مشتركة تتمثّل في تعزيز العلاقات السياسية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، والترويج للاستثمار والتجارة، وتعزيز أطر الهجرة والتنقل، ودعم الأمن، وتعزيز المبادرات التي تركّز على الإنسان بوصفها مطورة المهارات والتعليم.