أسئلة الثقافة المغربية وراء الحدود في معرض الكتاب بالدار البيضاء

ضمن برنامج مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج تحت شعار «المغرب في العالم»

من برنامج «المغرب في العالم... الثقافة المغربية وراء الحدود»
من برنامج «المغرب في العالم... الثقافة المغربية وراء الحدود»
TT

أسئلة الثقافة المغربية وراء الحدود في معرض الكتاب بالدار البيضاء

من برنامج «المغرب في العالم... الثقافة المغربية وراء الحدود»
من برنامج «المغرب في العالم... الثقافة المغربية وراء الحدود»

تفرض مسألة الاهتمام بالثقافة المغربية خارج الحدود طرح مجموعة من التساؤلات، من قبيل: أي ثقافة مغربية يتطلع إليها مغاربة العالم في ظل سياقات ثقافية متسمة بالتنوع والتشنجات الهوياتية؟ وما العوائق التي تقف أمام إيجاد موقع للثقافة المغربية في البلدان التي تقيم فيها الجاليات المغربية؟ وكيف يمكن للكفاءات الثقافية المغربية في العالم أن تعرف بالثقافة المغربية وتساهم في تحقيق العيش المشترك في دول الإقامة، وفي مواجهة خطابات الصدام والكراهية والعنصرية؟ وهل من سبيل لاستلهام التجارب الثقافية الناجحة لمغاربة العالم من أجل بلورة رؤية تؤطر الممارسة الثقافية المغربية في الخارج؟ وكيف يمكن للمثقف والمبدع المغربي عبر العالم الإسهام في التنمية الثقافية لوطنه الأصلي؟
لمحاولة الإحاطة بهذه التساؤلات، يشكل برنامج مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج، في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الـ25 التي تتواصل إلى غاية 17 فبراير (شباط) الجاري، فرصة لـ«فتح النقاش بخصوص واقع وآفاق الثقافة المغربية وراء الحدود»، و«بحث سبل تطوير الإنتاج الثقافي الموجه لمغاربة العالم»، و«تعزيز انفتاح المغرب على الإنتاجات الثقافية لمغاربة العالم».
وتتوزع برنامج مشاركة المجلس، تحت شعار «المغرب في العالم.. الثقافة المغربية وراء الحدود»، ست فقرات، بينها فضاءات للنقاش، تتناول مواضيع على قدر كبير من الأهمية، تحت عناوين: «الثقافة المغربية ما وراء الحدود: واقع وتحديات»، و«الثقافة الأصلية في كتابات مغاربة العالم»، و«الثقافة المغربية في أفريقيا والعالم العربي»، و«كتاب مغاربة العالم وتعدد لغة الإبداع»، و«مشروعات التنمية في المغرب: أي إسهام لمغاربة العالم؟»، و«مغاربة العالم: تجربة العودة إلى البلد»، و«دور ومكانة مغاربة العالم في جهة سوس ماسة»، و«الثقافة الدينية لدى مسلمي أوروبا: مصادرها وقنواتها»، و«المغرب المتعدد»، و«الهويات المتعددة والالتزام المواطن»، و«عولمة الثقافة المغربية في العصر الرقمي»، و«وسائل الإعلام وصورة المغرب في الخارج»؛ فضلاً عن فقرة «مسارات»، تحت عناوين: «مغاربة العالم: مسارات متميزة»، و«فنانو مغاربة العالم: مسارات وتطلعات»، و«وجوه مغربية بالخليج»، و«وجوه مغربية بهولندا»، و«ذاكرة الحقائب»، و«فن العيش المغربي عبر العالم»، و«النساء والرجال السياسيون المغاربة في العالم»، فضلاً عن فقرات خاصة بالإصدارات والتوقيعات وصباحيات الشباب والساعة الأدبية.
خلال ندوة «أهمية الهجرة في تعزيز حضور الثقافة المغربية خارج الحدود» الافتتاحية، أبرز عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن «الثقافة المغربية تكونت عبر مراحل وتوافقت عليها الأمة المغربية بديانتها وإثنياتها ولغاتها المتعددة، وهذا التنوع هو من يسهل لها استيعاب الآخر والتأثير فيه».
وفي سياق حديثه عن إسهامات مغاربة العالم في إغناء المشهد الثقافي المغربي وراء الحدود، قال بوصوف إنهم يساهمون بإمكانات ذاتية في التعريف بالثقافة المغربية داخل بلدان إقامتهم، مضيفاً أن كثيراً من الكتاب من الجيل الثالث لمغاربة العالم يكتبون، اليوم، بلغات بلدان إقامتهم، إلا أنهم يستوحون مضامين هذه الكتابات من الموروث الثقافي لبلدهم الأصلي. ومن جانبه، شدد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال على أن الإشعاع الثقافي وحده غير كاف، من منطلق الحاجة إلى تعزيزه بآليتين: الإنتاج الثقافي والصناعة الثقافية. فيما اعتبر بيدرو أفيال مدير مؤسسة البيت العربي، وهي مؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الخارجية الإسبانية تهدف إلى فتح نافذة إسبانية على العالم العربي وفتح نافذة عربية على إسبانيا، أن الثقافة تسهل عملية التعارف، وتساعد على تقريب وجهات النظر وتجاوز الصور النمطية، قبل أن يستدرك: «لدينا تاريخ طويل مشترك ولا يمكن تقزيمه في الفترة الاستعمارية التي تبقى ضعيفة جداً مقارنة مع الوجود الإسلامي في الأندلس الذي استمر لثماني قرون».
ويرى بوصوف في دورة هذه السنة من معرض الدار البيضاء، التي تتميز بمشاركة نحو 700 عارض مباشر وغير مباشر، من 40 دولة، مع برمجة مشاركات لأكثر من 350 من المفكرين والأدباء والشعراء وشـخصيات من عـوالم السياسـة والاقتصاد والفن والقانون، على مدى 10 أيام، بمعدل 14 نشاطاً في اليوم، فرصة لـ«فتح النقاش حول حضور الثقافة المغربية خارج الحدود عبر مغاربة العالم، واكتشاف مكوناتها وتعميق المعرفة في التحديات التي تواجهها»، و«استشراف وسائل استثمار الثقافة المغربية في تعزيز مساهمة مغاربة العالم في تنمية ثقافات مجتمعات الاستقبال؛ وكذا بحث الأدوار التي يمكن أن يلعبها مغاربة العالم المبدعين في تقوية مكانة الثقافة المغربية ضمن الثقافية العالمية عبر إنتاجاتهم الثقافية بمختلف اللغات؛ بالإضافة إلى فتح المجال أمام الثقافة المغربية من أجل الاستفادة من الفرص التي توفرها العولمة لتسهيل نقلها إلى الأجيال الجديدة لمغاربة العالم وتبسيط إيصال روافدها إلى غير المغاربة».
وذهب بوصوف إلى أن «الاندماج السلس للجاليات المغربية في مختلف دول الاستقبال مرده بالأساس إلى المساحة التي تتيحها هويتهم المغربية المتعددة لاستقبال مختلف الثقافات، والتعايش مع الآخر، من دون أن يشكل هذا الاحتكاك الثقافي أي صدام هوياتي، بل يصبح هذا الالتقاء عاملا إيجابيا يتيح إثراء وإغناء ثقافات دول الإقامة والاستفادة من العناصر الثقافية التي توفرها هذه الدول دول من أجل تطعيم وإثراء الهوية الأصلية». ونقرأ في ورقة تقديمية لبرنامج مشاركة المجلس، في دورة هذه السنة من معرض الدار البيضاء، أن البعد الثقافي يكتسي «أهمية كبيرة في الحفاظ على الروابط الروحية والثقافية بين مغاربة العالم ووطنهم الأصلي، وتفاعلا مع الطلب المتزايد لمغاربة العالم على الثقافة المغربية بجميع عناصرها»، مع الإشارة إلى أن «هذا الاهتمام بالمسألة الثقافية لدى مغاربة العالم، تعزز مع دستور 2011 من خلال تأكيد الوثيقة الدستورية على المواطنة الكاملة لمغاربة العالم وعلى التزام المملكة بالحرص على الحفاظ على الوشائج الإنسانية والثقافية معهم، وجعلت من هذا البعد ركيزة أساسية من ركائز بناء عالقة مغاربة العالم بوطنهم وبهويتهم المغربية».
ويشمل مفهوم «الثقافة المغربية وراء الحدود»، حسب ذات الورقة، نطاقين: نطاقا أول تجسده المضامين الفكرية والفنية والتاريخية التي تشكل في مجموعها من يسمى بالهوية أو الخصوصيات المغربية؛ ونطاقا ثانيا تجسده إبداعات مغاربة العالم ونتاجاتهم الثقافية المختلفة، ولا يقتصر على النظر إلى الثقافة المغربية من حيث مضامينها وروحها التي تتناغم مع الهوية المغربية، وإنما «يضع هذه الثقافة باعتبار منتجها الذي ينطلق من الأصول الثقافية المغربية، وينهل من مختلف التعبيرات الثقافية الأخرى التي توفرها مجتمعات الإقامة».
وأبرزت ذات الورقة أن النظر إلى «الثقافة المغربية وراء الحدود» من خلال النطاقين السابقين، يستلزم اهتماما مزدوجا: «الاهتمام، من جهة، بماهية ونوعية المضامين الثقافية التي يتم عرضها على مغاربة العالم من أجل الإجابة على مطالبهم المتكررة المتعلقة بالحفاظ على هويتهم الثقافية والروحية.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.