تعديل محدود في الحكومة المصرية يفرّغ مدبولي لمهام رئيس الوزراء

عاصم الجزار وزيراً للإسكان

TT

تعديل محدود في الحكومة المصرية يفرّغ مدبولي لمهام رئيس الوزراء

شهدت الحكومة المصرية، أمس، تعديلاً محدوداً، تمثل في اختيار الدكتور عاصم الجزار وزيراً للإسكان، بديلاً للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، الذي كان يتولى المنصب، إلى جانب رئاسته لمجلس الوزراء.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد صباح أمس «أداء حلف اليمين للدكتور عاصم الجزار وزيراً للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية». علماً بأن الدستور المصري يشترط موافقة مجلس النواب (البرلمان) على أي تغييرات في الحكومة. وقال صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، أمس: إن «البرلمان ينتظر إرسال الحكومة قرار تعيين الجزار لعرضه في الجلسة العامة». لكن لا يُتوقع أي معارضة برلمانية.
وفور أدائه اليمين، اجتمع الرئيس السيسي مع وزير الإسكان الجديد، بحضور رئيس مجلس الوزراء. وقال المتحدث الرئاسي: إن السيسي «وجه بالاستمرار في بذل أقصى الجهد لتنفيذ مشروعات الإسكان الجاري العمل بها، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الخاصة بقطاع الإسكان، وبخاصة الإسكان الاجتماعي، وتطوير المناطق غير الآمنة، والانتهاء منها في المواعيد المقررة، وكذلك مواصلة الارتقاء بالبنية التحتية، وتوفير الصيانة المستمرة لها، سواء في مشروعات الصرف الصحي، أو الطرق والمرافق المختلفة، بما يضمن تطوير مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفير حياة كريمة لأبناء الشعب المصري».
وشغل مدبولي منصب وزير الإسكان منذ فبراير (شباط) 2014، واستمر في منصبه حتى بعد تكليفه تشكيل حكومة جديدة في يونيو (حزيران) 2018.
ويمتلك الوزير الجديد عاصم الجزار خبرة واسعة في وزارة الإسكان، حيث كان يشغل منصب نائب وزير الإسكان للتخطيط العمراني والتطوير الحضري، حتى اختياره أمس. كما سبق أن تولى منصب رئيس مجلس إدارة هيئة التخطيط العمراني عام 2012، ونائب رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني لقطاع البحوث والدراسات والتخطيط الإقليمي، كما شغل منصب مدير عام المرصد الحضري الوطني، ورئيس اللجنة الفنية لإعداد المخططات الاستراتيجية للمدن الجديدة. وقبل ذلك عمل مدرساً بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة.
كما يعد الجزار من مخططي عدد من المشروعات القومية الكبرى، التي يجري إنشاؤها حالياً، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع تطوير منطقة محور قناة السويس، وتطوير العشوائيات، وهو من مواليد القاهرة عام 1967.
وفي تصريح أدلى به عقب أداء اليمين، قال الجزار: إن هناك تكليفات واضحة من الرئيس السيسي بـ«متابعة الموقف التنفيذي لمشروع سد نهر روفيجي، الذي يُنفذه تحالف مصري في تنزانيا». وأضاف: إن من أهم الملفات التي سيتم العمل بها خلال المرحلة الراهنة، متابعة تنفيذ وحدات مشروع الإسكان الاجتماعي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.