استفتاء تقرير مصير كردستان والسلامة الإقليمية

استفتاء كردستان العراق
استفتاء كردستان العراق
TT

استفتاء تقرير مصير كردستان والسلامة الإقليمية

استفتاء كردستان العراق
استفتاء كردستان العراق

يصدر قريباً كتاب باللغة العربية يحمل عنوان «استفتاء تقرير المصير.. دراسة تحليلية مقارنة»، لمؤلفه الدكتور خاموش عمر عبد الله، أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية - الفرنسية، في أربيل.
وكما هو واضح من عنوان الكتاب الذي لا يزال تحت الطبع، فإنه عبارة عن دراسة أكاديمية تتناول من زوايا مختلفة قضية الاستفتاء الشعبي الذي أجري في إقليم كردستان، في الـ25 من سبتمبر (أيلول) 2017، لحسم مصير الإقليم إدارياً وسياسياً، وتسلط الأضواء على الأسباب والعوامل التي حالت دون تحقيق الاستفتاء لأهدافه.
ويشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لم يحددا آلية واضحة لممارسة حق تقرير المصير، الذي هو مبدأ دولي ووطني مكفول لكل الشعوب، موضحاً أن هناك علاقة بين تطبيق ذلك المبدأ ومبدأ السلامة الإقليمية، لأن ممارسة حق تقرير المصير قد يهدد هذه السلامة الإقليمية، لذلك يتطلب الأمن والسلم الدوليين التوازن بين المبدأين.
وتتكون الدراسة من 3 فصول، في 157 صفحة. يتناول الفصل الأول، المعنون بـ«مفهوم حق تقرير المصير في القانون الدولي المعاصر»، جوانب تتعلق بمفهوم مبدأ حق تقرير المصير، وأشكال ذلك الحق، والطبيعة القانونية لهذا الحق المشروع لجميع الشعوب، فيما يتناول الفصل الثاني، المعنون بـ«الجوانب الاجرائية والموضوعية لاستفتاء تقرير المصير»، التطور التاريخي لاستفتاء تقرير المصير، والقرارات الدولية بشأن الاستقلال، ومفهوم استفتاء تقرير المصير، والقرارات الدولية ذات الصلة باستفتاء الاستقلال، فضلاً عن الجوانب الإجرائية (التنظيمية) لاستفتاء تقرير المصير، إلى جانب كيفية صياغة سؤال الاستفتاء، والأغلبية المطلوبة لنجاح الاستفتاء، ونزاهة عملية الاستفتاء، والجوانب الموضوعية للاستفتاء، وطبيعة الاتفاق بين الدولة الأم والإقليم المتطلع للاستقلال، وكذلك الأساس الدولي للاستفتاء، والأساس الدستوري المطلوب لذلك.
وفي الفصل الثالث (الأخير)، المعنون بـ«إجراء استفتاء تقرير المصير من جانب واحد وموقف الفقه والقضاء منه»، يتناول الكاتب كيفية إجراء الاستفتاء لتقرير المصير من جانب واحد، وموقف الفقه من إجراء الاستفتاء من جانب واحد، وموقف القضاء الدستوري من هذا الناحية.
ويشير المؤلف هنا إلى موقف المحكمة العليا الكندية من استفتاء إقليم كيوبيك، وموقف المحكمة الدستورية الإسبانية من استفتاء إقليم كاتالونيا،، وموقف المحكمة الدستورية اليوغوسلافية السابقة بشأن استفتاءات الاستقلال، وموقف محكمة العدل الدولية من إعلان الاستقلال من جانب واحد «كوسوفو نموذجاً»، وكذلك موقف المحكمة الاتحادية العليا العراقية من استفتاء إقليم كردستان.
وتخلص الدراسة في النهاية إلى القول: «إن الاستفتاء الشعبي يجسد أهم مظاهر الحياة السياسية في النظم الديمقراطية شبه المباشرة، التي تقوم على انتخاب نواب من الشعب، إلا أنها لا تترك لهم حرية التصرف، بل إن الشعب يمتلك دوراً كبيراً في المساهمة في شؤون الحكم وصنع القرار السياسي، ويعد استفتاء تقرير المصير في مجال القانون الدستوري من أهم نماذج تطبيق المشاركة الاستفتائية، لا سيما بعد أن أصبح مبدأ تقرير المصير السياسي للشعوب حقاً أساسياً من حقوق الإنسان السياسية».
وقد استند المؤلف في دراسته إلى العشرات من المصادر والمراجع القانونية والأطروحات والرسائل الأكاديمية وكتب التأريخ، المتعلقة بحق تقرير المصير المكفول في القوانين الدولية بالنسبة لجميع الشعوب في العالم، كما ضمن دراسته نصوص القرارات التي أصدرتها المحكمة الاتحادية العليا في العراق غداة إجراء استفتاء إقليم كردستان.



«التسامح في الإمارات»... الأبعاد والجذور التاريخية

«التسامح في الإمارات»... الأبعاد والجذور التاريخية
TT

«التسامح في الإمارات»... الأبعاد والجذور التاريخية

«التسامح في الإمارات»... الأبعاد والجذور التاريخية

فضاءات ومحاور بحث معمق، متخصصة في عوالم التعايش والتناغم المتأصلة والمؤتلِقة ضمن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، يناقشها ويقاربها كتاب «التسامح في الإمارات... سيرة جديدة وضّاءة للأخوة الإنسانية (شهادات وقصص بطلها الآخر)»، للصحافي والباحث السوري رفعت إسماعيل بوعساف، الصادر، أخيراً، عن دار «ميتافيرس برس» للنشر. ويعرض المؤلِّف أبرز شواهد تآلف وتقارب حضارات وأديان وثقافات، موضحاً أهم المقومات التي امتازت بها وعلى رأسها: تجذّر التواصل والانفتاح في المجتمع، وتمسك قادة الإمارات بالقيم الإنسانية، وسماحة أهلها واتسامهم بالوسطية والاعتدال، والمشروعات والمبادرات النوعية الكفيلة بترسيخ التسامح محلياً وعالمياً (مثل: وثيقة الأخوة الإنسانية، وبيت العائلة الإبراهيمية، ووزارة التسامح، والمعهد الدولي للتسامح، والأعمال والمبادرات الخيرية المتنوعة).

يتضمن الكتاب، الواقع في 411 صفحة، على أربعة أبواب رئيسية، وخاتمة تضم مقترحات وتوصيات. وتناقش فصوله جوانب كثيرة شاملة يُجمل فيها بوعساف، وعبر سير مشاهداته ومعايشاته في الإمارات طوال أكثر من 20 عاماً، وكذا في ضوء خلاصات أبحاثه الخاصة بالدراسة، مصادر وينابيع جدارة وتميز مجتمع الإمارات في مدارات التّسامح، مبيناً في مستهلّ إضاءاته الأبعاد والجذور التاريخية لحكاية التسامح في هذه الأرض، في المحطات والأزمان كافّة، طبقاً لأسانيد وتدوينات تاريخية جليّة، فأهلها لطالما تميزوا بكونهم يحتفون بالآخر المختلف عنهم ويرحبون به ولا يرفضونه أو يعزلون أنفسهم عنه، وهكذا ضمّوا وحضنوا بين ظهرانيهم أفراداً من أعراق ومذاهب شتّى بقوا يبادلونهم الحب ويتأثرون ويؤثّرون بهم، ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً. ويستعرض المؤلف عقبها، حقائق فاعلية وإثمار مساعي وبرامج دولة الإمارات العربية المتحدة، الرامية إلى تعزيز التقارب بين الأديان وأطياف الإنسانية... وكذا إطفاء ألهبة أزمات الهُويات، واستئصال أسباب الصراعات المذهبية وقطع دابر التعصب. ثم يدرس ويحلل ماهيات أعمدة وتجليات التسامح والتعايش في ميادين الحياة بالإمارات: المجتمعية والصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والقانونية والإعلامية. ويقدم، أيضاً، جملة شهادات وإشادات لأبرز السياسيين ورجالات الدين والبحاثة والكتّاب الأجانب حول ثراء الإمارات بقيم الانفتاح والتعايش والتواصل، ومنهم: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومسؤولون أمريكيون، ونجم الكرة الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا، والروائي البرازيلي باولو كويلو، ونجم بوليوود شاروخان، وعالم النفس والباحث الكندي البروفسور إدوارد دينر. كما يُفرد الكتاب محطات موسَّعة لشرح طبيعة وقيمة حصاد جهود الدولة ومبادراتها ورؤى قادتها، الضامنة تمكين وتقوية هياكل ومرتكزات التسامح والتآخي الإنساني في مجتمع الإمارات والعالم أجمع، التي تكللها أعمال ومشروعات عمل خيري وإنساني ترصد لها الإمارات ميزانيات ضخمة، تطول أصقاع الأرض قاطبةً ولا تميز فيها بين دين أو إثنية أو طائفة.

ويحفل الباب الرابع في الكتاب، الموسوم «حوارات وسيمفونية»، بحوارات وأحاديث مع رجال دين ومسؤولين ومثقفين وأطباء وإعلاميين ومهندسين ومبدعين، بعضهم يقيم في الدولة منذ أكثر من 60 عاماً، يروون فيها حقائق ومواقف كثيرة، بشأن التسامح وواقع انفتاح المجتمع وقبوله الآخر المختلف ورسوخ التعايش والمحبة فيه. وتضم قائمة هؤلاء المحاورين: أحمد الحَدَّاد، مفتي دبي وعضو «مجلس الإمارات للإفتاء»، وبول هيندر، أسقف الكنيسة الكاثوليكية في جنوب شبه الجزيرة العربية (2004-2022م)، وراجو شروف، رئيس معبد «سندي غورو دربار» الهندوسي، وحمّود الحناوي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، وسوريندر سينغ كاندهاري، رئيس معبد «غورو ناناك دربار السيخي»، وعشيش بروا، مسؤول «المركز الاجتماعي البوذي» في الشارقة، وإيان فيرسرفيس، الشريك المؤسس ورئيس تحرير «موتيڤيت ميديا غروب»، وزليخة داود، أول طبيبة نسائية في الإمارات (1964م)، وبيتر هارادين، الرئيس السابق لـ«مجلس العمل السويسري»، وراميش شوكلا، أحد أقدم المصورين في الإمارات.