«أجواء إيجابية» تهيمن على مفاوضات التجارة الصينية ـ الأميركية وتنعش آمال الاتفاق

ترمب يفتح «نافذة تمديد»... وشي يستقبل منوتشين الجمعة

وزير الخزانة الأميركي ستيفين منوتشين يلوح للصحافيين قبل لقاء المفاوضين الصينيين في بكين أمس (أ.ب)
وزير الخزانة الأميركي ستيفين منوتشين يلوح للصحافيين قبل لقاء المفاوضين الصينيين في بكين أمس (أ.ب)
TT

«أجواء إيجابية» تهيمن على مفاوضات التجارة الصينية ـ الأميركية وتنعش آمال الاتفاق

وزير الخزانة الأميركي ستيفين منوتشين يلوح للصحافيين قبل لقاء المفاوضين الصينيين في بكين أمس (أ.ب)
وزير الخزانة الأميركي ستيفين منوتشين يلوح للصحافيين قبل لقاء المفاوضين الصينيين في بكين أمس (أ.ب)

بينما فتح الرئيس الأميركي دونالد ترمب «نافذة» لتمديد مهلة الرسوم الجمركية المقرر الشروع في تطبيقها مطلع الشهر المقبل، يعتزم الرئيس الصيني شي جينبيغ لقاء مسؤولين أميركيين بارزين في بكين هذا الأسبوع، فيما صرح كبير المفاوضين الأميركيين بأن المباحثات تدور في أجواء جيدة، وهي الأنباء التي فسرها مراقبون بأنها تشير إلى زيادة احتمالية انفراج أكبر أزمة جمركية في العالم الحديث.
وبحسب ما أوردت صحيفة صينية، الأربعاء، سيلتقي شي الجمعة مسؤولين، بينهم ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايز، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، الذين يزورون بكين لإجراء محادثات بهدف التوصل لاتفاق تجاري، وفقاً لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست». ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الترتيبات أنه «من المقرر أن يلتقي كل من لايتهايزر ومنوتشين الجمعة». ويلتقي المسؤولون الأميركيون بنظرائهم الصينيين الخميس والجمعة. وفي غضون ذلك، علّق منوتشين أمس بقوله إن محادثات التجارة مع الصين تمضي على نحو جيد، مع محاولة أكبر اقتصادين في العالم التوصل إلى اتفاق لحل نزاعهما التجاري. وقال منوتشين عن المحادثات إنها «جيدة حتى الآن» عندما سأله الصحافيون عن سير الاجتماعات الدائرة في بكين. ولم يذكر تفاصيل أخرى.
ويسعى الجانبان للتوصل إلى اتفاق تجاري قبيل مهلة الأول من مارس (آذار) التي حددها الرئيس الأميركي، رغم إعلانه الثلاثاء أنه قد يمدد المهلة وفقاً للتقدم المحرز في بكين. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «إذا اقتربنا من التوصل إلى اتفاق... فإنني قد أمدد المهلة لفترة قصيرة».
وبالأمس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الرئيس الأميركي يعكف على تقييم الاحتمالات المختلفة بشأن كيفية التعامل مع مهلة الأول من مارس للوصول إلى اتفاق تجاري مع الصين.
وقالت ساندرز أيضاً إن الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين سيحتاج إلى اجتماع مباشر بين ترمب وشي، مضيفة أن منتجع «مار - آ - لاغو» في بالم بيتش بولاية فلوريدا سيكون موقعاً جيداً لمثل هذا اللقاء.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018، علقت واشنطن لـ3 أشهر خطط ترمب زيادة الرسوم على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة، من 10 في المائة حالياً، إلى 25 في المائة، وذلك لإتاحة الوقت أمام المفاوضات.
وقال منوتشين، في تصريحات مقتضبة للصحافيين في بكين مساء الثلاثاء، إنه يتطلع لإجراء المحادثات. وقال: «نتطلع لبضعة أيام مهمة من المحادثات». وغادر منوتشين ومسؤولون أميركيون آخرون فندقهم الأربعاء من دون الإدلاء بتعليق. وسيترأس الوفد الصيني نائب رئيس الحكومة ليو هي، وحاكم البنك المركزي يي غانغ.
وكان الجانبان أكدا إحراز تقدم كبير في محادثات الشهر الماضي في واشنطن، لكن التصريحات المتعاقبة كانت أقل تفاؤلاً، ما أثار قلقاً في الأسواق المالية، وعزز المخاوف من كيفية تأثير النزاع على النمو العالمي الهشّ. وتطالب واشنطن بتغيير ممارسات صينية تعتبرها غير عادلة، منها سرقة التكنولوجيا الأميركية والملكية الفكرية، ورفع معوقات عدة أمام الشركات الأجنبية في السوق المحلية الصينية. وعرضت الصين زيادة وارداتها من السلع الأميركية، لكنه من المتوقع أن تعارض مطالبات بإدخال تعديلات كبيرة على سياساتها الصناعية مثل خفض الدعم الحكومي. وتبادلت الدولتان فرض رسوم على أكثر من 360 مليار دولار من التجارة فيما بينهما، ما أرخى بثقله على الأسواق المالية العالمية.
وحذّر صندوق النقد الدولي الأحد الماضي من «عاصفة» اقتصادية عالمية محتملة وسط تراجع توقعات النمو العالمي، مشيراً إلى الخلاف التجاري الأميركي - الصيني كأحد أسبابه الرئيسية.
وسجلت الأسواق العالمية ارتفاعاً بعد تلميح ترمب عن تمديد المهلة. وارتفع المؤشر «نيكي» الياباني مقترباً من أعلى مستوياته في شهرين أمس، بفعل التفاؤل بأن واشنطن وبكين تقتربان من اتفاق لإنهاء نزاعهما التجاري. وصعد «نيكي» 1.3 في المائة إلى 21144.48 نقطة، في أعلى إغلاق للمؤشر القياسي منذ 17 ديسمبر (كانون الأول). وتقدم المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.1 في المائة إلى 1589.33 نقطة.
كما ارتفعت بورصة هونغ كونغ 0.4 في المائة، وشنغهاي 0.2 في المائة، على خطى بورصة وول ستريت، في أعقاب الأنباء.
كما ارتفعت الأسهم الأوروبية حيث تعززت الأسواق العالمية بحالة التفاؤل حيال محادثات التجارة، وأظهرت البيانات أن توقعات نمو أرباح الشركات الأوروبية لم تعد تتراجع للربع الرابع بعد تعديلات عميقة بالخفض.
وفي الساعة 08:29 بتوقيت غرينتش، صعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.4 في المائة، في حين زاد المؤشر «داكس» الألماني الحساس للتجارة 0.6 في المائة، وارتفع «كاك 40» في بورصة باريس 0.4 في المائة.
غير أن بعض المحللين أبدوا حذراً، مشيرين إلى العمل الهائل الذي يتعين إنجازه قبل التوصل لإطار اتفاق. وحذّر جيفري هالي، المحلل الكبير لدى مركز «أواندا»، من أن «ارتفاع الأسواق كان مبنياً على الأمل على أساس اتفاقيات ملموسة تم التوصل إليها ليلاً»، متوقعاً تقلبات لفترة قصيرة مع صدور نتائج اجتماعات بكين.


مقالات ذات صلة

تراجع قياسي لنشاط التصنيع الأميركي في ديسمبر

الاقتصاد عامل يفحص معدات بمصنع في «آيسستون» بمدينة نيويورك (رويترز)

تراجع قياسي لنشاط التصنيع الأميركي في ديسمبر

ازداد خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي انكماش نشاط التصنيع في الولايات المتحدة، فقد تراجع «مقياس إنتاج المصانع» إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 4 سنوات ونصف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وتيرة نمو النشاط الاقتصادي ترتفع في الهند

شخص يمر أمام مبنى البورصة الهندية في نيودلهي (رويترز)
شخص يمر أمام مبنى البورصة الهندية في نيودلهي (رويترز)
TT

وتيرة نمو النشاط الاقتصادي ترتفع في الهند

شخص يمر أمام مبنى البورصة الهندية في نيودلهي (رويترز)
شخص يمر أمام مبنى البورصة الهندية في نيودلهي (رويترز)

أظهر تقرير اقتصادي نشر، الاثنين، ارتفاع وتيرة نمو النشاط الاقتصادي في الهند خلال الشهر الحالي، مع استمرار تحسن نمو إنتاج السلع والخدمات بفضل الطلبيات الجديدة.

وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن بنك «إتش إس بي سي هولدينغز» ارتفع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات في الهند إلى 60.8 نقطة مقابل 58.4 نقطة خلال الشهر الماضي، في حين ارتفع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع إلى 57.4 نقطة مقابل 56.5 نقطة خلال الفترة نفسها. وارتفع المؤشر المجمع لقطاعي الخدمات والتصنيع إلى 60.7 نقطة.

وتشير قراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن المؤشرات تظهر الثقة في الاقتصاد، وتستند إلى مسوح أولية. ويمكن تعديل البيانات مع نشر الأرقام النهائية لمؤشرات مديري المشتريات في الشهر المقبل.

وقالت آينس لام المحللة الاقتصادية في «إتش إس بي سي» في بيان اليوم إن ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع «جاء بشكل أساسي مدفوعاً بمكاسب الإنتاج والطلبيات والتوظيف... وتسارعت وتيرة نمو الطلبيات المحلية الجديدة، وهو ما يشير إلى زيادة زخم النمو الاقتصادي ككل».

يأتي ذلك في الوقت الذي أدى فيه تراجع الأجور، وضعف هوامش أرباح الشركات إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الهندي خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى أقل مستوياته منذ نحو عامين. ولكن منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أظهرت المؤشرات الاقتصادية الدورية تعافياً في أداء الاقتصاد، بفضل تحسن الطلب المحلي في موسم الأعياد، وزيادة النشاط الاقتصادي في المناطق الريفية.

ويبقي البنك المركزي الهندي على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير على مدى نحو عامين، في حين يتوقع المحللون أن يبدأ المحافظ الجديد للبنك سانجاي مالهوترا تخفيف السياسة النقدية في العام المقبل.