{المركزي} الأوروبي يحذر رومانيا من تداعيات ضريبة البنوك الجديدة

البنك المركزي الأوروبي (أ.ف.ب)
البنك المركزي الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

{المركزي} الأوروبي يحذر رومانيا من تداعيات ضريبة البنوك الجديدة

البنك المركزي الأوروبي (أ.ف.ب)
البنك المركزي الأوروبي (أ.ف.ب)

قال البنك المركزي الأوروبي إنه كان على الحكومة الرومانية أن تقوم باستشارته قبل إقرار ضريبة مطروحة على أصول البنوك، نظرا لاحتمال تأثيرها على الاستقرار المالي في البلاد، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن رسالة للمركزي الأوروبي موجهة إلى وزير المالية في البلاد.
وتبنت الحكومة، المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتحالف الليبراليين والديمقراطيين، فرض ضريبة على البنوك وإجراءات أخرى من خلال قرار طارئ في ديسمبر (كانون الأول)، من دون إجراء حوار مجتمعي أو قياس للأثر.
وتهدف هذه الخطوة لكبح تكاليف الإقراض، بينما يقول المنتقدون للضريبة إنها لن تبقي أسعار الفائدة منخفضة ولكن ستؤثر سلبا على استقرار وأرباح البنوك وتقلص من قيمة الأصول الرومانية.
وتفرض الضريبة على الأصول المالية للبنوك، وحذر البنك المركزي الروماني من أن فرضها يعد بمثابة انتقاص من استقلاله.
ولا تتداول رومانيا عملة الاتحاد الأوروبي (اليورو) كعملة محلية للبلاد، ولكن الدولة العضو في الاتحاد ملزمة باستشارة المركزي الأوروبي بشأن التعديلات التشريعية التي تتعلق بمؤسساتها المالية والأسواق.
وقال المركزي في رسالته لوزير المالية إن المخاطر المحتملة من وراء الضريبة على استقرار النظام البنكي لا يمكن استبعادها، وأشار إلى أن القرار تم اعتماده من دون دراسة أثر.
ويعمل وزير المالية الروماني في الوقت الحالي بمشاركة البنك المركزي في البلاد على جعل الضريبة أقل أثرا على البنوك، مع اللقاء المرتقب بينهما في 18 فبراير (شباط).
ويتشارك المركزي الأوروبي في موقفه المنتقد للضريبة الجديدة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.
ويمتلك البنك الأوروبي لإعادة الإعمار عددا كبيرا من الأسهم في البنوك الرومانية، وأكد متحدث باسم البنك على إرسال خطاب بشأن الضريبة الجديدة بالتشارك مع مؤسسة التمويل الدولية مطلع هذا الشهر.
والمقترح الضريبي، الذي يشتمل أيضا زيادة في الضرائب على شركات الطاقة، يهدف إلى تقليل أثر زيادة إنفاق الدولة، لكنّ محللين يقولون إن الضريبة الجديدة قد تجعل نشاط البنوك غير مربح.
وكانت الحكومة الرومانية قالت عقب إقرار الضرائب الجديدة في ديسمبر إن الإيرادات التي ستجنيها من هذه الإجراءات سيتم إنفاقها خلال 2019 على بناء 5000 روضة أطفال، وسيتم إنشاء صندوق بـ10 مليارات يورو لتمويل مشروعات تنموية تقوم بها السلطات المحلية والجامعات، بجانب زيادة معاشات الدولة بـ15 في المائة بدءا من سبتمبر (أيلول)، وزيادة رواتب المدرسين.
من جهة أخرى، أشار نائب محافظ البنك القومي الروماني فلورين جيورجيسكو، خلال جلسة استماع بالبرلمان، إلى أن النظام الضريبي في بلاده يحتاج إلى التحول للنظام التصاعدي، لتحقيق العدالة الاجتماعية والإنفاق على البنية الأساسية والخدمات العامة.
وخاطب النواب متحدثا عن تركز الموارد المالية الكبير في أيادي القلة، مدافعا عن زيادة العبء الضريبي على الأعلى دخلا في البلاد. وقال: «من دون تطبيق هذا (الضرائب التصاعدية)، لا يمكنك أن تتوقع بنية أساسية وخدمات عامة مثل الموجودة في فرنسا وألمانيا».
وبشأن درجة تصعيد الضريبة قال إنه ليس ضروريا تطبيق نسب مرتفعة على الأعلى دخلا مثل المطبقة في الدول الاسكندنافية ولكن يمكن تطبيق نموذج أقل في معدلات الضرائب.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.