موديز: مصر معرضة لصدمات أسعار الفائدة

وسط توقعات بعدم تحريكها اليوم

البنك المركزي المصري (رويترز)
البنك المركزي المصري (رويترز)
TT

موديز: مصر معرضة لصدمات أسعار الفائدة

البنك المركزي المصري (رويترز)
البنك المركزي المصري (رويترز)

قالت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني، إن مصر معرضة لصدمات أسعار الفائدة، خلال الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض واحتياجاتها التمويلية الكبيرة.
وتجتمع اليوم الخميس لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري، للنظر في أسعار الفائدة، وسط تباين في التوقعات، إذ ترى فاروس للأبحاث أن فرصة خفض الفائدة سانحة خلال الربع الجاري في ظل الإقبال المتزايد من الأجانب على أدوات الخزانة المقومة بالجنيه. متوقعة الخفض 1 في المائة في اجتماع 28 مارس (آذار) المقبل.
وقالت موديز في مائدة مستديرة عقدت الثلاثاء، للإعلان عن نظرتها للاقتصاد المصري، إن السياسة النقدية تمثل مفتاح تثبيت التضخم وتوقعاته، فضلا عن خفض تكاليف الاقتراض على المدى المتوسط، مشيرة إلى أن الحفاظ على تنافسية سعر الصرف يتوقف على تحقيق استقرار نسبي في الأسعار.
وفي اجتماع المركزي المصري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قرر إبقاء أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، وكان آخر تحريك للفائدة مارس الماضي، عندما خفض العائد على الإيداع والإقراض لليلة واحدة 100 نقطة أساس إلى 16.75 في المائة و17.75 في المائة على الترتيب.
ويعاني معدل التضخم في البلاد، في السنوات الأخيرة من تقلبات مستمرة، تخلق حالة من عدم اليقين وتحد من قدرة الأفراد على الدخول في التزامات ادخارية طويلة الأجل، وهو ما يؤثر على معدلات الادخار الكلية ومن ثم الاستثمار والنمو، ويتضح ذلك في ارتفاع هامش خطأ المستهدف الذي وضعه البنك المركزي، وهو تحقيق معدل تضخم 9 في المائة بزيادة أو انخفاض 3 في المائة وذلك بحلول الربع الرابع من 2020 بحسب رأي لمركز للدراسات الاقتصادية.
وتقول فاروس في مذكرة بحثية إن خفض أسعار الفائدة قد يشكل بعض الضغوط على الجنيه المصري، لكن في ظل الارتفاع الحالي في سعر الصرف فلن يذهب أعلى حاجز 18 جنيها مقابل الدولار الواحد.
غير أن موديز ترى أن «انتعاش النمو القائم على قاعدة عريضة، واستمرار تنفيذ الإصلاح الاقتصادي مع سجل حافل من المرونة في مواجهة تقلبات سوق رأس المال، يعطيان نظرة إيجابية». رغم أنها لا تزال ترى أن المخاطر الأمنية ما زالت مرتفعة، وقيدت موديز التصنيف الائتماني لمصر بقدرة سوق العمل على استيعاب النمو السريع فيها، كأساس دائم للاستقرار الاجتماعي.
وأشارت موديز إلى ارتفاع مستويات الدين العام، فضلا عن ضعف الميزانية العامة في البلاد، وارتفاع عجز الموازنة، بجانب القدرة الضعيفة على دفع تكاليف الديون، نظرا لارتفاع نسبة خدمة الدين إلى الإيرادات: «تعتبر هذه نقاط ضعف» للاقتصاد المصري.
وأوضحت موديز، أن النمو يتعافى إلى مستويات ما قبل ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 بدعم من قطاعات الطاقة والتشييد والبناء والسياحة، مشيرة إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي تكفي لتغطية الواردات الأساسية لمدة ستة أشهر ونصف الشهر، «تعتبر هذه نقاط قوى».
وأشارت الوكالة إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي، التي تجاوزت 163 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية، والذي رأت أنه مناسب لتمويل عجز الحساب الجاري، متوقعة أن يستقر عجز الحساب الجاري عند 3 في المائة من الناتج المحلى الإجمالي.
وتعتمد مصر على الاقتراض الخارجي وتدفقات الأموال الساخنة من الأجانب على أدوات الدين لتوفير الدولار بجانب المصادر الأساسية مثل إيرادات قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين في الخارج.
وقال كونستانتيوس كبريوس، نائب رئيس موديز لخدمات المستثمرين، إن نسبة مزاحمة القطاع العام والحكومة للقطاع الخاص تراجعت قليلاً. مشيرا إلى ارتفاع قروض القطاع الخاص خلال الفترة الماضية بدعم من التوسع في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وتوقعت موديز أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في مصر 5.5 في المائة في 2019 و5.8 في المائة في 2020 وأن معدل انتشار الخدمات المصرفية سيزيد مما يدعم نمو الودائع والقروض.
وقال كبريوس: «تسارع النمو في مصر ينبع من زيادة الاستثمار في القطاعين العام والخاص، وارتفاع الصادرات وتعافي السياحة... نتوقع نمو الميزانية نحو 15 في المائة في 2019 وأن تحافظ البنوك على تمويل وفير بالعملة المحلية وسيولة مرتفعة وربحية قوية ومستقرة».
وشهد التضخم العام السنوي ارتفاع بنسبة 12.7 في المائة في يناير الماضي، مقارنة بـ12 في المائة في ديسمبر 2018، وبدأ التضخم الشهري في الارتفاع مرة أخرى حيث تقدم بنسبة 0.6 في المائة بعد شهرين متوالين من التراجع، رغم حفاظه حتى الآن على معدلاته التاريخية.
وفي تقرير لشركة إتش سي من يومين، رأى أن استئناف سياسة التيسير النقدي (خفض الفائدة) ستبدأ في العام 2020، متوقعا أن تكون الاستثمارات الخاصة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، وأن اعتدال التضخم المقترن بزيادة التوظيف سوف يدعم تحسن الاستهلاك الشخصي. كما استبعدت بلتون المالية في مذكرة بحثية، رفع أسعار الفائدة في اجتماع اليوم.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مجموعة «لوتاي» الصينية تبحث إنشاء مصنع في مصر

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
TT

مجموعة «لوتاي» الصينية تبحث إنشاء مصنع في مصر

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)

أعلنت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، أن مجموعة «لوتاي» الصينية، أكبر مُنتج للأقمشة المصبوغة والقمصان في العالم، تبحث خطة لتأسيس مصنع لها في مصر على مساحة نصف مليون متر مربع، وبتكلفة استثمارية تبلغ 385 مليون دولار.

وأوضح بيان صادر عن الهيئة، اليوم الاثنين، أن «الشركة تسعى إلى إنشاء سلسلة توريد كاملة في مصر، بدايةً من تصنيع الغزول، إلى الأقمشة، نهايةً بالملابس، مع توجيه كامل المنتجات إلى السوق الخارجية بمعدل تصدير 100 في المائة، لتسهم في تحقيق استراتيجية وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، المتمثلة في الاستثمار من أجل التصدير».

وأكد ليو ديمينج، مدير إدارة التسويق العالمي للشركة، أن «السوق المصرية تلبي كل احتياجات الشركة؛ من استقرار اقتصادي، واستدامة النمو، وتوافر العمالة المدرَّبة كماً وكيفاً، بالإضافة إلى عمق العلاقات بين مصر والصين، ما يسرع من تدفق الاستثمارات الصينية إلى مصر».

من جهته أكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن السوق المصرية تمتلك كل عوامل نجاح الاستثمارات الجديدة، بينما يقوم قانون الاستثمار ولائحته التنفيذية بدور المُحفز والمُشجع للاستثمارات الجديدة، مشيراً إلى أن متوسط نمو الاقتصاد المصري دائماً ما يتجاوز متوسط النمو في المنطقة.

وأشار هيبة إلى أن «مصر تتميز بوفرة في العمالة المُدربة والماهرة، كما ترتبط باتفاقيات تجارية تغطي 3 مليارات نسمة حول العالم، ما يضمن تدفق البضائع والخدمات المصرية دون قيود، وتُعدّ التكلفة الاستثمارية الخاصة بالإنشاءات والترفيق والخدمات الأساسية ضمن الأقل عالمياً».

واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة نُظم وحوافز الاستثمار المختلفة التي يجري إعدادها وفق احتياجات كل مشروع، مؤكداً أن مجموعة «لوتاي» الصينية مؤهلة للحصول على الحد الأقصى للحوافز المالية والتنظيمية التي يُقرها قانون الاستثمار، حيث تتماشى خطط الشركة مع التوجهات التنموية للحكومة المصرية من حيث توطين التكنولوجيا، والتشغيل الكثيف للعمالة، والاستثمار من أجل التصدير، وتنمية المناطق الأولى بالتنمية، كما أن المصنع الجديد لمجموعة «لوتاي» مؤهل للحصول على الرخصة الذهبية، وهي موافقة جامعة لكل التصاريح التي تحتاج إليها الشركة من أجل بدء النشاط حتى التشغيل الكامل والإنتاج، ويجري إصدارها خلال 20 يوم عمل فقط.