«مؤتمر دبلن» لدعم الفلسطينيين في أي مفاوضات

TT

«مؤتمر دبلن» لدعم الفلسطينيين في أي مفاوضات

قال دبلوماسي أوروبي كبير، إن مؤتمراً سيعقد في العاصمة الآيرلندية دبلن، بمشاركة السلطة الفلسطينية وممثلين عن دول عربية وأوروبية، بالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية ملامح خطتها لتسوية القضية الفلسطينية؛ بهدف دعم الفلسطينيين في أي مسار تفاوضي مقبل.
وجاء المؤتمر بدعوة من آيرلندا المعروفة بمناصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وسيعقد على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، في حين تشارك من الجانب الأوروبي آيرلندا، وفرنسا، والسويد، وهولندا.
ونقلت «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي عن الدبلوماسي الأوروبي، أن «المؤتمر سيبحث الإجراءات الممكنة لتحديد الخطوط الحمراء التي تتعلق بالقضايا الجوهرية في الصراع، وعلى رأسها قضيتا القدس وحق اللاجئين في العودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجّروا منها خلال نكبة عام 1948».
ويأتي الحراك الذي تقوده آيرلندا أوروبياً للتوصل إلى صيغة موحدة للتعامل مع الخطة الأميركية المعروفة باسم «صفقة القرن»، ولبلورة استراتيجية لتسليط الضوء على «الثوابت الفلسطينية» في مواجهة محاولات تجاوزها التي عكسها إعلان واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة من تل أبيب إلى المدينة.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن الدبلوماسي الأوروبي قوله: «نريد أن نجلس مع الفلسطينيين لإجراء محادثات معهم حول موقفهم من خطة ترمب للسلام، والسبل الممكنة لاستئناف عملية السلام، لكن في الأساس، يعقد المؤتمر لمنح شعور للفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم يحظون بدعم عربي وأوروبي».
واتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية آيرلندا بـ«الانحياز»، مشيرة إلى أنها تراقب أحداث المؤتمر المرتقب في دبلن عن كثب. وقال الناطق باسم الوزارة: «بعد الأحادية في الموقف الذي أظهرته آيرلندا فيما يتعلق بقانون حظر ومقاطعة المستوطنات، كيف يمكن أن تلعب دور الوساطة العادلة عندما تتصرف بهذا الانحياز ضد إسرائيل؟».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.