اعتقال أكثر من ألف شخص في تركيا بتهمة الارتباط بحركة غولن

TT

اعتقال أكثر من ألف شخص في تركيا بتهمة الارتباط بحركة غولن

أصدر الادعاء العام في أنقرة أمس (الثلاثاء)، أوامر اعتقال بحق 1112 شخصاً للاشتباه في صلتهم بحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة انقلاب عسكري فاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016. وأطلقت قوات الأمن حملة موسعة في أنقرة و76 ولاية أخرى لاعتقال المطلوبين. وتعد هذه من أكبر العمليات الأمنية التي تستهدف من تتهمهم السلطات بالارتباط بغولن الحليف الوثيق السابق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزبه (العدالة والتنمية الحاكم)، والمقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، كمنفى اختياري، منذ عام 1999، الذي ينفى أي صلة له بهذه المحاولة.
وتأتي هذه الاعتقالات بعد يوم واحد من إصدار النيابة العامة في إسطنبول، أول من أمس، مذكرات اعتقال بحق 57 شخصاً على خلفية اتهامهم بالانتماء لحركة غولن.
ووجهت النيابة إليهم تهمة استخدام تطبيق الرسائل القصيرة المشفرة (بايلوك)، الذي حظرته السلطات بدعوى أن أتباع غولن استخدموه مساء يوم 15 يوليو 2016 للتواصل خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، عندما حاولت مجموعة من الجنود الإطاحة بالحكومة.
وتشن السلطات التركية، بشكل شبه يومي، منذ وقوع محاولة الانقلاب، حملات اعتقال طالت مئات الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، بدعوى الارتباط بحركة غولن، فيما تقول المعارضة التركية إن محاولة الانقلاب كانت «عملية مدبرة» لاتخاذها ذريعة لتصفية المعارضين من الجنود ومنتسبي منظمات المجتمع المدني.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثفت السلطات التركية حملتها في صفوف الجيش، والقوات الجوية تحديداً، حيث تم اعتقال نحو 80 من الطيارين وضباط كبار بدعوى الارتباط بحركة غولن.
وبعد محاولة الانقلاب الفاشل، أطلقت السلطات التركية ما سمته «حملة تطهير» طالت كثيراً من مؤسسات الدولة وأسفرت عن اعتقال عشرات الآلاف من المتهمين بأنهم أتباع لغولن، لكنها توسعت لتشمل أطيافاً مختلفة من المعارضة. وتواجه الحملة انتقادات واسعة من الغرب والمنظمات الحقوقية الدولية، فضلاً عن المعارضة التركية التي تعتبر أن الرئيس رجب طيب إردوغان يستغل محاولة الانقلاب الفاشلة للقضاء على جميع معارضيه.
وبحسب أرقام صدرت عن وزارة الدفاع التركية أخيراً، أنهت السلطات التركية خدمة 15 ألفاً و213 من ضباط الجيش منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة. ويتهم إردوغان، حليفه الوثيق السابق فتح الله غولن، بتدبير محاولة الانقلاب، وهو ما ينفيه غولن بشدة، فيما تقول المعارضة التركية إن أحداث ليلة 15 يوليو 2016 كانت «انقلاباً مدبراً» لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وبحسب تقارير لمنظمات حقوقية دولية، استجوبت السلطات التركية أكثر من 400 ألف شخص وسجنت أكثر من 77 ألفاً في انتظار المحاكمة منذ محاولة الانقلاب، واتخذت قرارات إيقاف عن العمل أو إقالة بحق أكثر من 175 ألف موظف وعسكري.
وفي 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفاً و239 شخصاً، بينهم أكثر من 52 ألفاً بشبهة الانتماء إلى حركة غولن.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».