انتحاري يفجر نفسه بالقرب من منزل رئيس الوزراء العراقي الجديد

الاتحاد الأوروبي يعدّ لاجتماع استثنائي بشأن الأزمة العراقية.. وكاميرون يقطع إجازته ويعود لبريطانيا

انتحاري يفجر نفسه بالقرب من منزل رئيس الوزراء العراقي الجديد
TT

انتحاري يفجر نفسه بالقرب من منزل رئيس الوزراء العراقي الجديد

انتحاري يفجر نفسه بالقرب من منزل رئيس الوزراء العراقي الجديد

قال مصدران من الشرطة ووسائل إعلام محلية، إن مُفجرا انتحاريا هاجم نقطة تفتيش بالقرب من منزل رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي في بغداد يوم أمس (الثلاثاء). ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن مبنى في المنطقة تضرر بشدة وظل الحطام متناثرا حتى صباح اليوم (الاربعاء)، ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في مكتب العبادي للتعليق على الهجوم. وقال أحدهم انهم في اجتماع.
على صعيد آخر وفي ظل التطورات التي يشهدها العراق في حربه المتصاعدة، قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عطلته وعاد لبريطانيا ليترأس اجتماعا يناقش الأزمة في العراق، بعد ان حثه عدد من الساسة والعسكريين السابقين للتدخل هناك عسكريا.
وتأتي عودة كاميرون لبلاده بعد ان حصل رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي على دعم من الولايات المتحدة وايران، في حين دعا العبادي الساسة العراقيين لإنهاء خلافاتهم التي سمحت لمسلحين بالسيطرة على ثلث مساحة البلاد.
وكان من المقرر ان يعود كاميرون من عطلته الصيفية في البرتغال غدا الخميس، لكن مكتبه أصدر بيانا اليوم ذكر انه عاد بالفعل الى بريطانيا وسيرأس اجتماعا للجنة حكومية لمواجهة الطوارئ.
ودعا عدد من البرلمانيين كاميرون لاستدعاء البرلمان من عطلته الصيفية لبحث الأزمة العراقية، في حين دعا اثنان من كبار العسكريين السابقين على الأقل بريطانيا، لأن تقتدي بأميركا وتتدخل عسكريا لوقف تنظيم الدولة الاسلامية لأسباب انسانية.
وتشارك بريطانيا بالفعل في إسقاط مساعدات للاجئين محاصرين في شمال العراق باستخدام طائرات شحن سي-130.
وارسلت بريطانيا طائرات تورنادو نفاثة وطائرات هليكوبتر من طراز شينوك للمشاركة في جهود الاغاثة.
كما وافقت لندن على شحن امدادات عسكرية مهمة قدمتها دول اخرى للقوات الكردية لمساعدتها على حماية اللاجئين الذين فروا لاقليم كردستان العراق هربا من مقاتلي تنظيم الدول الاسلامية.
من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اليوم الاربعاء ان الاتحاد يعد لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية حول العراق يمكن ان يعقد اعتبارا من هذا الاسبوع.
وقال احد الناطقين باسم اشتون انها "مستعدة لجمع وزراء الخارجية الاوروبيين هذا الاسبوع وتدرس مع الدول امكانية ذلك".
وبذلك تكون اشتون لبت طلب فرنسا وايطاليا اللتين تدعوان منذ عدة ايام الى عقد اجتماع طارئ لدرس طلب الاسلحة لاكراد العراق الذين يحاولون صد تقدم الجهاديين في شمال البلاد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء "اعلم جيدا انها فترة اجازات في الدول الغربية، لكن هناك أشخاصا يموتون، يجب قطع العطلة".
والثلاثاء عقد سفراء دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا لتنسيق تحركاتهم في العراق، لكن ايضا في اوكرانيا وقطاع غزة. واتفقوا على "تعزيز التنسيق الانساني بشكل عاجل وايصال المساعدات للاشخاص النازحين" في العراق، وكذلك على السماح للدول الاعضاء الراغبة بتسليم اسلحة للمقاتلين الاكراد بالقيام بذلك.
وهذه المسالة تثير انقسامات عميقة بين الدول الاعضاء وخصوصا فرنسا التي تؤيد ارسال اسلحة، والسويد التي تعارض ذلك بشدة.
وفي هذا الاطار، اخذ السفراء "علما بمطالب الدعم العسكري التي قدمتها السلطات الكردية لبعض الدول الاعضاء" كما جاء في بيان نشر في ختام الاجتماع واكدوا اهمية "التنسيق مع الشركاء الدوليين حول هذه النقطة".



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.