الحوار الفلسطيني في موسكو... تأكيد عدم تضارب الدورين الروسي والمصري

بيان مشترك سيرصد نقاط الاتفاق ويمنح موسكو ورقة ضغط

المستعرب الروسي نعومكين يتوسط عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في لقاء موسكو أمس (الشرق الأوسط)
المستعرب الروسي نعومكين يتوسط عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في لقاء موسكو أمس (الشرق الأوسط)
TT

الحوار الفلسطيني في موسكو... تأكيد عدم تضارب الدورين الروسي والمصري

المستعرب الروسي نعومكين يتوسط عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في لقاء موسكو أمس (الشرق الأوسط)
المستعرب الروسي نعومكين يتوسط عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في لقاء موسكو أمس (الشرق الأوسط)

انطلقت أمس، في موسكو، جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية بحضور 12 وفداً، يمثل 9 منها فصائل منضوية في إطار منظمة التحرير، فضلاً عن وفدي حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من خارجها، وكان لافتاً حضور تنظيم «الصاعقة» القريب من النظام السوري، بعدما ترددت معطيات في وقت سابق أنه لن يشارك في جلسات الحوار.
وافتتحت جلسات الحوار بكلمة ترحيبية باسم روسيا قدمها مدير «معهد الاستشراق»، فيتالي نعومكين، الذي كلفته الخارجية الروسية بإدارة الحوار، وشدد على أن موسكو تسعى إلى لعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين وتجاوز الأزمة الداخلية، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن «الهدف ليس التدخل في الشؤون الفلسطينية، بل تقديم إمكانية ومنصة للحوار في كل القضايا المطروحة بحرية».
وبدت هذه العبارات موجهة بشكل أساسي لتقليص المخاوف من أن تكون موسكو تسعى إلى لعب دور مواز للجهود المصرية المبذولة لدفع ملف المصالحة، وهو أمر أكدت عليه كل الوفود المشاركة، التي أشارت إلى أن «الحوارات الفلسطينية في موسكو تشكل استكمالاً للدور المصري الأساسي وليس بديلاً عنه».
وأبلغ رئيس وفد «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» فهد سليمان، «الشرق الأوسط»، أن الغرض الأساسي من الاجتماع يمكن من تبديد الأجواء التنافرية وكسر الجمود بين مختلف الفصائل، خصوصاً «فتح» و«حماس»، نظراً لأن آخر اجتماع للفصائل كان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، مشيراً إلى أن انعقاد الحوار «بحد ذاته خطوة إيجابية».
ولفت إلى توافق على إصدار وثيقة مشتركة تحمل تسمية «بيان موسكو»، ولها أهمية خاصة لأنها تجمل القضايا المشتركة المتفق عليها، كما أنها ستعد «سلاحاً بيد الروس» لتعزيز انخراطهم في النشاط السياسي المتعلق بتطورات الملف الفلسطيني. وأوضح أن إحدى فقرات البيان تطلب من روسيا «إبلاغ المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بنتائج اللقاء الفلسطيني في موسكو»، ما يعني أن هذه الورقة ستمنح موسكو القدرة على تنشيط سياستها في الملف الفلسطيني.
وأشار سليمان إلى أن الدور الروسي «لا يتعارض مع الدور المصري، لأن روسيا سيكون لديها مجال للعب دور أنشط على الصعيد السياسي، بينما الدور المصري يتجاوز السياسي إلى الآليات العملية لتنفيذ أي اتفاقات».
واطلعت «الشرق الأوسط» على الورقة الأساسية التي قدمتها حركة حماس إلى جولة الحوار، وتضمنت ثلاثة عناصر رئيسية، أولها حماية القضية الفلسطينية عبر التصدي لمشروعات التصفية عبر إعلان رفض أي حديث عن دولة في غزة أو انفصال غزة عن الضفة، ورفض «صفقة القرن» وتحركات واشنطن حول ملف القدس وغيره من الملفات.
والثاني يتعلق بترتيب البيت الداخلي عبر التأكيد على الوحدة وإنجاز المصالحة عن طريق إطلاق حوار واسع يعالج كل القضايا الخلافية الحالية، ووضع تصور لتأسيس حكومة وحدة وطنية موسعة، والتحضير لانتخابات شاملة تجري في الضفة والقطاع عبر تركيز الحوار الوطني على آليات مثل وقف التراشق الإعلامي وتوفير أرضية لإنجاح الحوار. والثالث ركز على آليات إنهاء الحصار على غزة وتحسين الوضع الإنساني.
إلى ذلك، أكد سفير دولة فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، أن الحوارات تشكل «استكمالاً للجهود المصرية» المبذولة، وقال إن «روسيا تحظى بالاحترام لدى كل الفصائل الفلسطينية، وهنا تكمن أهمية هذا الحوار»، لافتاً إلى أن «اللقاءات تشكل خطوة لمراجعة ملف العلاقات الفلسطينية الفلسطينية بشكل هادئ وأمين»، وأعرب عن أمل في أن «تؤدي مشاورات موسكو بين الفصائل الفلسطينية إلى رؤية مشتركة تسفر عن فتح قناة إيجابية، ولملمة الصف الفلسطيني بصورة مناسبة تمكننا من مواجهة تحديات المنطقة وتحديات السياسات الإسرائيلية والأميركية».
ورأى نوفل أن «الجميع لديه رغبة في الاستماع لرؤية موسكو الأخيرة في هذا الملف على وجه التحديد، بالتأكيد سيخرج بيان مشترك نسميه (ورقة موسكو) أو (ورقة الفصائل في موسكو)، الأكيد أن الورقة تشكل خريطة الطريق لهذه المرحلة».
ونصت مسودة البيان الختامي، بالإضافة إلى الفقرة المتعلقة بتفويض روسيا إبلاغ الجهات الدولية بنتائج الاجتماعات، على تأكيد التزام الأطراف بـ«اتفاق القاهرة» الموقع بين الفصائل في 2017، والإعراب عن قلق مشترك من محاولات أطراف خارجية عرقلة استعادة الوحدة الفلسطينية. كما أكدت الأطراف المشاركة ثقتها بأهمية مواصلة الجهود للتغلب على الانقسام والعمل على تقريب وجهات النظر، وأكدت الفصائل السعي لحل التناقضات القائمة عن طريق الحوار الشامل والإجراءات الديمقراطية.
وينتظر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم (الثلاثاء)، الوفود المشاركة في الحوارات، ولم توضح الوزارة أسباب تقديم اللقاء الذي كان مقرراً غداً في ختام المحادثات الفلسطينية. لكن مصادر روسية رأت في حرص لافروف على لقاء المشاركين «تأكيداً على الأهمية التي توليها موسكو لدفع الحوارات الداخلية الفلسطينية، وتأكيداً أيضاً على عزم موسكو توسيع مساحة نشاطها وجهودها في الملف الفلسطيني».
ورغم أن الأوساط الروسية كانت أكدت عدم توقع «اختراق» لجهة أن «الأزمة مستفحلة، ولا يمكن تحقيق إنجاز ضخم لتجاوزها في عدة جلسات من الحوار»، لكن التوافق على صدور البيان الختامي المشترك شكل إنجازاً مهماً للمنظمين، وفق تعليق دبلوماسي روسي رأى أن الانطلاق من النقاط المشتركة في البيان يوفر فرصة لعقد لقاءات أخرى لمواصلة النقاشات.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.