اسكوتلندا تتمسك بشرعية امتلاكها «حجر خوفو»... ومصر تنتظر الأوراق

اسكوتلندا تتمسك بشرعية امتلاكها «حجر خوفو»... ومصر تنتظر الأوراق
TT

اسكوتلندا تتمسك بشرعية امتلاكها «حجر خوفو»... ومصر تنتظر الأوراق

اسكوتلندا تتمسك بشرعية امتلاكها «حجر خوفو»... ومصر تنتظر الأوراق

في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، فاجأ المتحف الوطني الاسكوتلندي العالم بإعلان افتتاح معرض للآثار في 8 فبراير (شباط) الحالي، قال إنه سيتضمن عرض كتلة حجرية تمثل جزءاً من الكساء الخارجي لهرم خوفو.
وقال المتحف في إعلانه عن المعرض إنه يقام في الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأثري الاسكوتلندي شارل بيازي سميث، الذي رتب لإحضار الحجر من مصر إلى المملكة المتحدة قبل نحو 147 عاماً.
ولم يمر هذا الإعلان برداً وسلاماً على المتحف، حيث أثار حالة من الجدل والصخب في الأوساط الأثرية، وتجاوبت وزارة الآثار المصرية مع هذا الجدل بمطالبة المتحف عن طريق الخارجية المصرية بإثبات شرعية امتلاكه هذا الحجر.
المتحف من جانبه تعامل مع المطالبات المصرية قبل وصولها بشكل رسمي بثقة بدت واضحة في تصريحات مديره جوردون رينتول، الذي قال لصحيفة «الغارديان» البريطانية قبل يومين من افتتاح المعرض، إن الحجر لم يكن مسروقاً من قبل الأثري الاسكوتلندي، وإنهم راضون تماماً عن عدم وجود مشكلة تتعلق بعدم مشروعية انتقاله إليهم قبل 147 عاماً.
وفي أحدث تطور، قالت سوزان جراي المتحدثة باسم المتحف لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطالبات الرسمية من الحكومة المصرية وصلت إلى المتحف بالفعل عن طريق السفارة المصرية، وإنهم ردوا عليها بالأوراق التي تثبت خروج الحجر من مصر بشكل شرعي وقانوني».
وأضافت جراي: «تم توثيق وجود الحجر في اسكوتلندا بشكل كامل منذ عام 1872 (قبل 147 عاماً)، ولم يتم عرضه على الإطلاق من قبل، ولا يبدو أن السلطات المصرية كانت على دراية بوجوده لدينا إلا عندما تم الإعلان عن المعرض».
وأضافت: «الحجر الآن ضمن مقتنيات المعرض الذي افتتح في 8 فبراير، ويهدف لإعادة اكتشاف مصر القديمة، وكيف تطورت هذه الحضارة عبر التاريخ، وهو أحد المقتنيات التي تساعد في سرد قصة بناء الأهرامات».
من جهتها، أعلنت وزارة الآثار المصرية أنها لم تتلقَ الرد الرسمي من المتحف الاسكوتلندي إلى الآن. وقال شعبان عبد الجواد المشرف العام على إدارة الآثار المستردة بالوزارة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كوزارة آثار طلبنا الاطلاع على مستندات المتحف التي تثبت امتلاك أو حيازة هذه القطعة الأثرية وفي انتظار رد المتحف».
ونفى عبد الجواد وصول الرد إلى الوزارة، مضيفاً: «نحن ما زلنا في انتظاره لاتخاذ الرد الملائم بعد الاطلاع على الأوراق التي في حوزة المتحف».
ورفض الحديث عن سيناريوهات الرد المصري على أوراق الملكية التي سيرسلها المتحف، قائلاً: «لن نستبق الأحدث، ولن نعلن أي رد حتى نرى المستندات وتتم دراستها».
بينما استبق عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، وصول الأوراق الرسمية، وشكك في صحة أن تكون الحجارة المعروضة هي «كساء الهرم الأكبر»، وأنها لا تعدو أن تكون قطعة حجرية غير أثرية تم الحصول عليها من منطقة هضبة الأهرامات.
وقال حواس لـ«الشرق الأوسط»: «كساء الهرم تآكل عبر مر العصور، ولا يوجد لدينا أي صورة لقطعة منه، فكيف وصلت هذه القطعة إلى المتحف الاسكوتلندي؟».
وتعجب حواس من تصريحات المتحف بأن هذه القطعة وصلت إليهم بشكل شرعي، متسائلاً: «إذا كانت بالفعل من كساء الهرم، فكيف خرجت بشكل شرعي؟ هذا أمر مستحيل». وبرر الأثري الشهير إعلان المتحف أنه «محاولة لجذب الزوار لهذا المتحف الفاشل لإنقاذه من حالة ركود يعاني منها».
ورغم ثقته في عدم صحة هذه القطعة وتأكيده أنها ليست من كساء الهرم، لا ينكر على وزارة الآثار تعاملها مع القضية بجدية، وقال: «قد نكتشف في النهاية أننا أمام عملية نصب تستغل فيها الحضارة المصرية».
وكان المتحف قد أعلن أن الأثري الاسكوتلندي تشارلز بيازي سميث، قد أجرى مع زوجته جيسي، عالمة جيولوجيا، أول دراسة استقصائية دقيقة على نطاق واسع على الهرم الأكبر عام 1865، وحصلا على تلك القطعة إبان ذلك، وعرضوها في أول الأمر بمنزلهما في إدنبره، قبل أن يتم تسليمها للمتحف.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.