مظاهرات حاشدة في أم درمان تنديداً باعتقال محتجات

مظاهرات حاشدة في أم درمان تنديداً باعتقال محتجات
TT

مظاهرات حاشدة في أم درمان تنديداً باعتقال محتجات

مظاهرات حاشدة في أم درمان تنديداً باعتقال محتجات

فرقت أجهزة الأمن السودانية مظاهرة حاشدة في العاصمة الشعبية السودانية «أم درمان»، خرجت استجابة لدعوة «تجمع المهنيين السودانيين»، ومناصرة للمعتقلين من النساء والرجال، وللمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته، فيما تعهد مدير جهاز الأمن بعدم السماح بانزلاق البلاد إلى الفوضى.
وبدأت الاحتجاجات بـ«مظاهرة تحدي» نفذتها «مبادرة لا لقهر النساء»، بالقرب من «سجن النساء»، الذي تقول المعارضة إن المئات من الفتيات والسيدات يقبعن داخله إثر توقيفهن بسبب مشاركتهن في المظاهرات الشعبية التي تجتاح البلاد منذ قرابة الشهرين. وفور ترديد النساء للهتافات المطالبة بتنحي الحكومة، ورفع لافتات عليها شعارات ثورية، انضمت إليهن أعداد إضافية من النساء والرجال، وسارت المظاهرة على مرأى من القوات الأمنية الكبيرة التي حشدت حول محيط المكان المحدد للتجمع (سجن النساء)، للحيلولة دون تسيير المظاهرة.
وفي مظهر غير معهود، سدت عربات من طراز «لاندكروزر بك أب»، عليها رجال بثياب قوة نظامية، الطريق المار أمام السجن، وحالت دون وصول المظاهرة إليه، فاضطر المتظاهرون، وغالبيتهم من النساء، إلى تغيير مسار المظاهرة إلى شارع جانبي. وبالقرب من «شارع الدكاترة»، أشهر شوارع المدنية، كانت هناك مظاهرة آتية من سوق المدينة القديمة، لتلتحم بتلك الآتية من سجن النساء. وبعد أن توحدت المظاهرتان، شرع المحتجون في ترديد هتافات مناوئة لنظام الحكم تطالب بتنحيه.
وأطلقت الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع على المحتجين بكثافة، رغم وجود عدد من المشافي العامة والخاصة في محيط منطقة إطلاق «قنابل الغاز».
وقال شهود إن سلطات الأمن شنت حملة «اعتقالات» بين المتظاهرين، بعد أن حصرتهم في شوارع المدينة الضيقة، ونقلوا أن الصحافية درة قمبو اقتيدت إلى جهة مجهولة في أثناء تغطيتها للمظاهرات، وقدروا أن عدد المعتقلين أمس تجاوز الثلاثين متظاهراً، معظمهم ألقي القبض عليهم داخل مستشفى قريب حاولوا الاختباء فيه.
ومن جهته، قال مدير الأمن السوداني صلاح عبد الله «قوش» إن القوات النظامية كافة مصطفة وراء ما سماه «الشرعية»، وإن سبيل التغيير الوحيد هو صندوق الانتخابات. ونقلت صحيفة «باج نيوز» على الإنترنت عن الرجل قوله إنهم لن يسمحوا بـ«انزلاق السودان إلى الفوضى»، وذلك في إشارة إلى مزاعم بأن البلاد قد تسقط في الفوضى حال استمرار المظاهرات والاحتجاجات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.