خلايا «داعش» النائمة تعاود خوض معارك كر وفر مع القوات العراقية

رغم ما يتردد عن أزمة عميقة داخل قيادة التنظيم

TT

خلايا «داعش» النائمة تعاود خوض معارك كر وفر مع القوات العراقية

رغم ما تردد عن أزمة عميقة يعانيها تنظيم داعش على مستوى القيادة، فإن خلاياه النائمة في العراق تعاود بين آونة وأخرى التعرض للقوات الأمنية العراقية على طريقة الكر والفر. وكانت معلومات نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، أشارت إلى أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، نجا من محاولة انقلاب داخلية خلال الشهر الماضي على يد مقاتلين أجانب غربي سوريا. ورصد البغدادي مكافأة لمن يقتل الملقب بأبي معاذ الجزائري، الذي يرجح أن يكون واحداً من بين 500 مقاتل في صفوف هذا التنظيم في المنطقة. ولم يوجه «داعش» الاتهام إلى الجزائري بالضلوع في محاولة اغتيال زعيمه؛ لكن التنظيم المتشدد لم يعتد على تخصيص المكافآت مقابل تصفية بعض الأفراد.
في الأنبار، أعلن مصدر مطلع أمس، أن استخبارات المحافظة حققت أكبر إنجاز أمني منذ عام 2014 بـ«تفكيك أكبر خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي» وأنها كانت تخطط لعرض أكثر من 200 إرهابي أمام وسائل الإعلام، في مقر قائمقامية الرمادي في وقت لاحق أمس.
في مقابل ذلك، أعلن قيادي في هيئة الحشد الشعبي، أن الوضع الأمني في العراق سيما المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي ما زال هشاً. وقال كمال الحسناوي في تصريح أمس، إن «الخلايا الإرهابية النائمة مستمرة بتهديد الأمن؛ خاصة بالمناطق الصحراوية بمحافظة الأنبار وبعض مناطق سامراء في محافظة صلاح الدين؛ حيث تخلق بين فترة وأخرى إرباكاً أمنياً». ودعا الحسناوي الأجهزة الأمنية إلى «أن تكون على أهبة الاستعداد للقضاء على تلك الخلايا».
وفي سياق عمليات الكر والفر، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية الإطاحة ببراد أسلحة عناصر «داعش»، وحلقة الوصل مع الإرهابيين في قرية كنعوص، جنوب مدينة الموصل. وقالت المديرية في بيان لها، إن مفارزها «تمكنت خلال عملية استخبارية نوعية نُفذت وفق معلومات دقيقة، من الإطاحة بأحد الإرهابيين المهمين المندسين في مخيم حمام العليل بالموصل؛ حيث كان يعمل براداً لأسلحة عصابات (داعش)». وأضافت أن «الإرهابي كان يعمل عنصر ارتباط مع الإرهابيين الموجودين في الجزرات في قرية كنعوص، بعد هروبه من القرية واختبائه في مخيم حمام العليل، وهو من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق المادة 4 إرهاب».
وبشأن استمرار العمليات التي يقوم بها تنظيم داعش في كثير من المناطق، لا سيما المحررة منها في المحافظات الغربية، يقول حيدر الملا، عضو البرلمان العراقي السابق والقيادي في تحالف الإصلاح والإعمار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «استكمال خطوات النصر العسكري كان ينبغي أن تتبعه خطوات سياسية واجتماعية واقتصادية تعززه، وتقطع الطريق أمام كل محاولات عودة التنظيم الإرهابي أو التفافه على ما تحقق؛ لأن الجهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، إنما هو جزء لا يتجزأ من المعركة ضد الإرهاب بكل تفاصيلها». وأضاف الملا أن «عدداً من قياديي تلك المناطق، وفي مقدمتهم رئيس البرلمان السابق والنائب الحالي عن الموصل أسامة النجيفي، كان من بين أوائل من حذروا من خطورة عودة انتعاش خلايا (داعش) إذا لم يعالج واقع المحافظات المحررة». ودعا الملا إلى «تبني مشروع متكامل يقوم على التأهيل على كل المستويات، لكي يقطع الطريق أمام كل محاولات الالتفاف».
من جهته، يرى الخبير الأمني المتخصص، فاضل أبو رغيف، أن «تنظيم داعش يحاول تكييف نفسه مع ما خسره من موارد بشرية، بدل الدخول في مواجهة عسكرية»، مبيناً أنه «لتحقيق هذه الغاية، يسعى إلى إيجاد مناطق نفوذ جديدة». وأوضح أبو رغيف أن «دعوات الفرار التي وجهها التنظيم إلى مقاتليه الأجانب هي (محاولة أخيرة) لإعادة بناء صفوفه خارج ما كان يطلق عليها أرض التمكين».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.