قيادي في «البيشمركة» السورية: مستعدون للانتشار شرق الفرات

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه ليست هناك خطة واضحة للمنطقة الأمنية

TT

قيادي في «البيشمركة» السورية: مستعدون للانتشار شرق الفرات

أبدى قيادي في «بيشمركة - روج أفا» الاستعداد للانتشار شرق سوريا، لكنه أشار لعدم وجود خطة واضحة لإقامة «منطقة أمنية» شمال شرقي سوريا بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية القوة الرئيسية في «قوات سوريا الديمقراطية» التي تدعمها واشنطن من جهة والجيش التركي وفصائل سورية معارضة من جهة أخرى.
وكانت «الشرق الأوسط» أفادت أنّ رئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا عرض خطة على مسؤولين أميركيين وأتراك ورئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني، نشر قوة عسكرية قوامها نحو 10 آلاف مقاتل عربي وكردي، على طول الحدود الشمالية مع تركيا في «المنطقة الأمنية» المزمع إنشاؤها شمال شرقي البلاد، بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
ودعت الأمانة العامة لـ«المجلس الوطني الكردي» المعارض، في بيان نُشر على حسابها الرسمي، أنْ يكون لـ«بيشمركة روج أفا» وهي قوة عسكرية مشكلة في إقليم كردستان العراق، ويتحدر جميع أفرادها من المناطق الكردية السورية، دور فاعل في المنطقة الأمنية، وقال البيان: «بهدف حماية المنطقة وتطمين دول الجوار وإقامة علاقات جيدة على قاعدة الاحترام المتبادل»، وأكد أعضاء الأمانة العامة الذين عقدوا اجتماعاً موسعاً الأسبوع الماضي في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، «إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لدى الأوساط الدولية والإقليمية لاعتماد المبادرات السلمية التي تهدف لحماية الشعب الكُـردي، وكافة المكونات الأخـرى وجعل مناطقه آمنة وسالمة من الأخطار المحدقة به»، بحسب البيان.
واتصلت «الشرق الأوسط» بالقيادي في «بيشمركة روج أفا» المقدم دلوفان روباربي الذي قال: «نعم تداول وفد المعارضة السورية مع الرئيس بارزاني وقادة المجلس الكردي، إمكانية مشاركتنا في المنطقة الأمنية بالتعاون مع قوات النخبة العربية، كانت عبارة عن نقاشات عامة نظراً لعدم وجود خطة واضحة، وغياب معالم هذه المنطقة المزمع إنشاؤها على طول حدود مناطقنا الكردية مع تركيا، وأنوه أننا قوة عسكرية من أبناء سوريا، نتطلع أنْ يكون لنا دور في حماية مناطقنا، كون أيادينا لم تتلطخ بالدماء، ولم نشارك في المعارك الدائرة داخل الأراضي السورية».
وسئل عن وجود أي اتصالات مع «قوات سوريا الديمقراطية»، فأجاب أنه ليست هناك اتصالات لأنّ قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» تشترط العمل تحت مظلتها، و«نحن رفضنا ذلك، نحن نؤمن بالعمل تحت مظلة إدارة مشتركة منتخبة من شعبنا ويشارك فيها جميع مكونات المنطقة، وليس حزب سياسي واحد فرض نفسه على المنطقة بقوة السلاح».
وأوضح ردا على سؤال أن «اسم قواتنا رسمياً هي: «لشكري روج» وتعني كلمة «لشكري» بالعربية الجيش، أما «روج» تعني الشمس، وقوام هذه القوة تصل إلى فرقة عسكرية يصل عددها لأكثر من ستة آلاف مقاتل، تشكلت بإقليم كردستان في مارس (آذار) 2012 من منشقين أكراد من الجيش السوري النظامي هربوا إليها، وشباب رفضوا الالتحاق بالخدمة الإلزامية ومتطوعين من أبناء المناطق الكردية الموجودين هنا، وبتوجيهات من الرئيس بارزاني الذي كلف قيادة قوات «الزيرفاني» لتدريب هذه القوات، تم تشكيل القوة لخدمة المصالح الكردية في حال حدوث فراغ أمني وإداري في المناطق الكردية، حيث تم تخريج عدد من الدورات العسكرية تحت إشراف مسؤولين وخبراء من الكلية الحربية التابعة لإقليم كردستان، وضباط من البيشمركة القدامى، وخضعوا إلى تدريبات الجيوش النظامية ويتقنون استخدام وحمل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتدربوا على جميع أشكال المعارك».
وقال ردا على سؤال آخر: «لم نشارك في المعارك داخل سوريا، لكن عندما هاجم عناصر تنظيم داعش المتطرف على إقليم كردستان منتصف 2014. شاركت قوات «لشكري روج» في المعارك الدائرة شمالي العراق، جنباً إلى جنب مع قوات بيشمركة إقليم كردستان، وخاضت معارك ضارية دفاعاً عن الأرض والإنسان من سنجار إلى نويران، وسقط العديد من مقاتلينا، وحققوا انتصارات وسطرت ملاحم بطولية شهدت لها قادة الإقليم وقوات التحالف الدولي».
وأوضح أن المظلة السياسية للقوات هو «المجلس الوطني الكردي ويتحدث رسمياً باسمنا، وأعتقد أنّ انتشار قواتنا داخل سوريا وتحديداً في المنطقة الأمنية ستساهم في استقرار المنطقة وإبعاد نيران الحرب عن مناطقنا، كما نتعهد بالحفاظ على علاقات حسن الجوار مع الدول الإقليمية، لأننا نؤمن بالتعددية السياسية وبالعيش السلمي المشترك بين كافة المكونات».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.