ريا الحسن تتسلّم وزارة الداخلية مع وعد بضمان الاستقرار الأمني

المشنوق لا يصدق أن ثقة الحريري به أصبحت «ماضياً مضى»

وزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن خلال احتفال التسلم والتسليم أمس (إ.ب.أ)
وزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن خلال احتفال التسلم والتسليم أمس (إ.ب.أ)
TT

ريا الحسن تتسلّم وزارة الداخلية مع وعد بضمان الاستقرار الأمني

وزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن خلال احتفال التسلم والتسليم أمس (إ.ب.أ)
وزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن خلال احتفال التسلم والتسليم أمس (إ.ب.أ)

ضمن سلسلة التسلّم والتسليم بين الوزراء اللبنانيين في الحكومة الجديدة، تسلمت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن مهام الوزارة من سلفها نهاد المشنوق الذي نوّه بأنها فخر للبنان واللبنانيين، كونها «السيدة اللبنانية الأولى التي تتسلم وزارتين سياديتين (المال والداخلية) والأولى عربياً في الداخلية».
وفيما أعلنت ريا الحسن عن خطة عملها الوزارية، أطلق المشنوق في يومه الأخير في الوزارة رسائل سياسية للخصوم والحلفاء، معددا إنجازاته ومختصراً مسيرته بالقول: «دخلت من بوابة مواجهة الإرهاب وأخرج منها من بوابة لبنان الآمن».
وأضاف المشنوق: «دخلت إلى هذه الحكومة وقبلها في حكومة تمام سلام على وقع أخطار محدقة بتجربتي الحريرية السياسية التي عانت من الاغتيال الجسدي والمعنوي وأخرج من الحكومة على وقع أخطار للحريرية الوطنية بما هي الدولة والطائف والسلم الأهلي»، وقال: «البعض يقول لي إن ثقة الرئيس سعد الحريري بي أصبحت (ماضياً مضى)، لكنني لن أصدق ذلك».
واختصر المشنوق مرحلة تسلمه الوزارة بعناوين أساسية أهمها، الخطة الأمنية حيث كان الإنجاز الأكبر في طرابلس مع اعترافه بالتقصير في منطقة البقاع قائلاً: «لقد قصرنا لأسباب ناتجة عن الوهج الفاعل للسلاح خارج إطار الدولة وقد طرحت أمام اللبنانيين الأمر وقرعت الأبواب ولم يستمع أحد إلا حين أصبح الفلتان عبئاً» وفيما جدد دعمه للتسوية التي أدت إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية أشار إلى ما وصفه بـ«الفوضى الدستورية خلال السنتين الأخيرتين الذي أسقط من التسوية الكثير من زخمها ومن مضامينها ومن قدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها».
وأبدى خشيته ممن «يراهنون ويسايرون النظام السوري، أن هؤلاء يدفعون البلاد إلى مزيد من الاشتباك السياسي بدلاً من أن تكون الحكومة الحالية بوابة امل جديدة للبنانيين. وأخشى أن تكون العواصف التي تهب على الشرق الأوسط مجرد مقدمات لعاصفة أكبر تقتلع معها الكثير من قواعد السلامة الدستورية والسلام الوطني».
من جهتها، أعلنت ريا الحسن عن خطة عملها في الوزارة، مؤكدة أنها ستعمل على تعزيز التعاون لتضمن استمرارية التنسيق، والاستقرار الأمني للبلد. وتطرقت إلى المسألة «الأصعب» على حد تعبيرها وهي قضية السجون، فقالت: «نحن ننسى أن الهدف من السجون هو إعادة تأهيل السجناء... وأنا أسعى لجلب تمويل بهدف تغيير واقع السجون وصون حقوق السجناء وكراماتهم».
ولفتت ريا الحسن إلى أنها ستتشدد بملاحقة الجرائم خاصة تلك المتعلقة بالتعنيف الأسري، وأنها لن تكون متهاونة أبداً مع مسألة السلاح المتفلت وإطلاق النار وستتعاون بهذا الخصوص مع وزارة الدفاع والأحزاب اللبنانية.
وعلى المستوى البيئي، وعدت ريا الحسن ضمن مخططها أنها ستتعاون مع وزارتي البيئة والعدل لوقف أي نوع من أنواع التلويث والتعدي على البيئة. وختمت: «أريد أن تحاسبونني بناءً على هذا المشروع وهذه الخطة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.