طرابلس تفتح تحقيقاً في ضبط مدرعات وعربات مهرّبة من تركيا

TT

طرابلس تفتح تحقيقاً في ضبط مدرعات وعربات مهرّبة من تركيا

بدأت النيابة الليبية العامة، أمس، التحقيق في كيفية وصول شحنة ضبطتها السلطات الأمنية في ميناء الخمس، الواقع بين طرابلس العاصمة ومدينة مصراتة غرب ليبيا، ضمَّت عدداً من المدرعات وسيارات الدفع الرباعي ذات الطابع العسكري، تم تهريبها من تركيا داخل خمس حاويات، مساء أول من أمس، وهو ما أثار غضب كثير من الليبيين، الذين طالبوا بضرورة الإسراع في التحقيق بالواقعة.
وقالت مصلحة الجمارك الليبية، في بيان، أمس، إنّ قسم مكافحة التهريب والمخدرات في مدينة الخمس عثر، بتنسيق مع مركز جمرك ميناء البحري، على تسع سيارات دفع رباعي ذات طابع عسكري، داخل خمس حاويات، بساحة التخزين بالميناء، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وفتح تحقيق شامل في الوصول إلى المتورطين في عملية التهريب.
ودان نواب برقة واقعة تهريب السيارات، وطالبوا بتحقيق فوري في عمليات التهريب التي تنطلق من تركيا باتجاه ليبيا، متعهدين بإثارة القضية أمام مجلس النواب في جلسته المقبلة.
من جانبها، قالت سلطات جمارك مطار بنينا الدولي (شرق)، في بيان أمس، إن «السيارات التي ضُبِطت تركية الصنع، وتستخدم في القتال، وتخص جماعة مسلحة»، دون تحديد اسمها، موضحةً أن شحنة السيارات «دون أي مستندات أو جهة تسليم شرعية محددة في ليبيا، مثل وزارة الدفاع أو الداخلية... الأمر الذي يعني أنها تعود لإحدى الميليشيات، أو المجموعات المسلحة المجهولة».
من جهتها، دعت قوة حماية طرابلس، أمس، النائب العام «للتحقيق الفوري والعاجل في شُحنة المدرعات التي أوقفها رجال الجمارك في ميناء الخمس»، مذكّرة بشحنات الأسلحة والذخائر المختلفة التي سبق ضبطها في الميناء ذاته، نهاية العام الماضي. وطالبت القوة في بيانها «بكشف المتورطين في استيراد تلك الشحنة، والاعتمادات المالية المستخدمة لتوريدها، وتوضيح كل الحقائق أمام الشعب الليبي».
وسبق أن ضبطت السلطات الأمنية في ميناء الخمس، في العشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حاويتين محملتين بالأسلحة والذخائر كانتا على متن سفينة آتية من ميناء مرسين في تركيا، في حمولة كانت تشير بياناتها إلى أنّها مواد بناء، وهي الواقعة التي أثارت غضب الليبيين ومطالبات بإدانة تركيا أممياً بتهمة خرق قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يحظر بيع ونقل الأسلحة إلى ليبيا، وهو الأمر الذي استدعى أيضاً زيارة وزير الخارجية التركي مولود أوغلو إلى العاصمة الليبية طرابلس لتهدئة الأمور، والتعهُّد بالتحقيق في الأمر.
ودائماً ما يوجه العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اتهامات إلى تركيا بـ«دعم الإرهاب في ليبيا بالتمويل وإيواء المتطرفين، الذين يستهدفون تدمير الدولة الليبية».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.