الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة

دعا عقب اجتماع أمام «التعاون الإسلامي» قطر لتوحيد مواقفها مع دول الخليج

الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة
TT

الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة

الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة

رحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم (الثلاثاء) بتسمية رئيس وزراء جديد في العراق خلفا لنوري المالكي.
وبخصوص تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة، قال الامير سعود الفيصل بالانجليزية ردا على سؤال "انه خبر سار تلقيته للتو".
وفي موضوع غزة، كشف الأمير سعود الفيصل، أن العمل جار بين السعودية ومجموعة من المانحين لتوفير نصف مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تحرك الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم الداخلية، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية ستمكن من إنهاء الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الطارئ الثاني الموسع للجنة التنفيذية في منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية اليوم (الثلاثاء)، حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة، وبحضور الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء الفلسطيني، وعدد كبير من الوزراء؛ وذلك في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة.
وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع "إن علينا ونحن نقف موقف الداعم والمؤيد مع الإخوة الفلسطينيين في صراعهم من أجل البقاء أمام قوة احتلال غاشمة تفلت من القانون الدولي والمبادئ الانسانية، أن نسعى مع الإخوة لنضمن وحدتهم، وليكون الوطن وليس الفصيل هو مربطهم، وأن يكون الحق الفلسطيني لا الأجندات السياسية هي مأربهم".
واستطرد الفيصل بالإشارة إلى المبادرة المصرية والجهود الخيرة التي قامت بها قيادة جمهورية مصر العربية لإنهاء هذه الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن الجهود ستمكن من تحقيق التهدئة في القطاع. وأضاف "أن وقوفنا صفا واحدا خلف حقوق الشعـب الفلسطيني سيجعل العالم يدرك تماماً أنه ليس بوسع إسرائيل أن تستمر في عدوانها على الفلسطينيين دون أن تدفع الثمن، وأن على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائهـا".
وتضمنت كلمة الفيصل "إسرائيل كما نرى لم تتورع، ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى، ودون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية، لتحقيق أغراضها وأهدافها، وليس لها من هدف سوى استئصال الوجود الفلسطيني"، مشددا على "إنه من المهم أن لا نعفي أنفسنا من تحمل المسؤولية، أين روح الأمة الإسلامية، لماذا نحن على ما نحن عليه من ضعف في الشوكة، وتردد في الإرادة، ما الذي جرى ويجري لنا وكيف نصلح دواخلنا حتى نقف أمام التحديات التي تواجهنا دون وهن أو ضعف يعترينا من داخلنا".
وتساءل الفيصل "هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد"، مشيرا إلى "أن ما يحيط بفلسطين من موج متلاطم من الصراع والاقتتال والخلافات ويمتد ليصل لمناطق إسلامية، على امتداد العالم هو واحد من مصادر تراجعنا".
وقال وزير الخارجية "كما أن علينا ونحن نقف موقف الداعم والمؤيد مع الإخوة الفلسطينيين في صراعهم من أجل البقاء أمام قوة احتلال غاشمة تفلت من القانون الدولي والمبادئ الانسانية، علينا أن نسعى مع الإخوة لنضمن وحدتهم، وليكون الوطن وليس الفصيل هو مربطهم، وأن يكون الحق الفلسطيني لا الأجندات السياسية هي مأربهم، ولا بد هنا من الإشارة إلى المبادرة المصرية والجهود الخيرة التي قامت بها قيادة جمهورية مصر العربية لإنهاء هذه الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة؛ تلك الجهود التي تستحق الإشادة والتقدير".
وأكد الفيصل أن السعودية لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية؛ وهي مواقف ثابتة ومعروفة للجميع، حيث أولت حكومة السعودية اهتماما خاصا بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى وعنصرا رئيسا في سياستها الخارجية ولم تتخاذل أو تتقاعس يوماً عن نصرتها بل نذرت نفسها لخدمتها.
وأضاف الفيصل أن بلاده لا زالت تواصل جهودها في المحافل الدولية، وخاصة في الأمم المتحدة والاتصال بالأطراف الفاعلة في مجلس الأمن من أجل وقف سفك الدماء وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه المشروعة.
وأشار الأمير سعود الفيصل إلى أنه قد صدرت مؤخرا توجيهات خادم الحرمين بتخصيص 300 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك لمواجهة أعباء الخدمات الإسعافية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وهي الآن في مرحلة الإنجاز، حيث تم إيصال ما يمكن إيصاله من أدوية ومستلزمات طبية وجاري العمل على استكمال ما تبقى.
وبين الفيصل حيال برنامج إعادة الأعمار في قطاع غزة، أن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام السعودية في هذا الإطار، مفصحا أنه سيتم العمل بالتنسيق مع المانحين الآخرين لتمويل إعادة إعمار المنشآت والمساكن المتضررة من جراء العدوان الغاشم بمبلغ 500 مليون دولار.
ولفت الفيصل إلى أن ظروف إعادة الإعمار تمر بصعوبات كثيرة نتيجة للحصار المستمر والمفروض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يعيق دخول المواد اللازمة للبناء والإعمار، وأن هذا الأمر يتطلب أن تقوم الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى بالعمل على تسهيل إدخال المواد، كما أنها أيضاً لم تتوان عن تقديم المساعدات الإنسانية والمالية لتخفيف معاناة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم داخل الأراضي المحتلة.
وشدد وزير الخارجية السعودي بالقول "لا نريد أن يكون اجتماعنا اليوم تكرارا لاجتماعتنا السابقة ولا نريد أن نحيل اجتماعنا إلى مجلس عزاء ... فلا وقت للعزاء أو استجداء الحلول علينا نحن أن نتغيّر فالله يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فيجب أن نتحرك بكل صدق وأمانة وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات وهي كثيرة إذا ما استغلت ببصيرة واستخدمت بشكل جماعـي". وأضاف "ان وقوفنا صفاً واحداً خلف حقوق الشعـب الفلسطيني سيجعل العالم يدرك تماماً أنه ليس بوسع إسرائيل أن تستمر في عدوانها على الفلسطينيين دون أن تدفع الثمن.. وأن على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها، وعلى الدول الأعضاء في منظمتنا التي ترددت في الوقوف والتصويت مع مصلحة القضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس حقوق الإنسان، أن تراجع مواقفها بأن تلتزم التزاما صادقا بمبادئ ومقاصد ميثاق المنظمة التي أنشئت أصلاً من أجل نصرة القدس والقضية الفلسطينية".
وأكد الفيصل أن التواصل مستمر مع الأطراف ذات التأثير على إسرائيل لحثها على وقف عدوانها على قطاع غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها باعتبارها كيانا محتلا.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع الطارئ الثاني الذي دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزارء الخارجية، "ترى إسرائيل أن لديها الحق لقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين مقابل جندي اسرائيلي واحد، فيما تصنف حماس منظمة إرهابية، وهذا لا يطبق على إسرائيل"، مشيرا إلى أن هذين الموقفين مختلفان بين قوى محتلة تريد تدمير الطرف الآخر وإخراجه من بلده وطرف آخر يدافع عن نفسه.
وزاد الفيصل "إسرائيل ليس لها الحق، بل ليس هناك حق الدفاع عن النفس للمحتل، وهذا يظهر مواقف سيئة للمنطقة، وإسرائيل لن تحقق السلام في المنطقة من خلال النزاع، حيث لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال السلم والسلام مع الفلسطينيين".
من جانب آخر، لفت وزير خارجية السعودية إلى أن المباحثات بين بلدان مجلس التعاون مستمرة ودائمة، بيد أنه العلاقات مع قطر لا تتسم بالأريحية، إذ أن دول الخليج، بحسب وصفه، تحتاج إلى علاقات تكافل وتعاون واتفاق لاسيما في المواقف الدولية، متطلعا أن تسير الأمور مستقبلا في هذا الاتجاه حيث سيبهج ويفرح بلدان الخليج.
وحيال العلاقات السعودية - المصرية في الشأن الفلسطيني، أفصح الأمير سعود الفيصل أن كلا البلدين يعملان بجهد لإيقاف العدوان على الفلسطينيين عبر التعاون المشترك والتواصل مع كل الجهات الفاعلة القادرة على التأثير في إسرائيل لإيقاف سياساتها الحالية في قطاع غزة.
من جهة أخرى، أكد وزير خارجية السعودية، ثقة بلاده في أن تستفيد لبنان من دعم خادم الحرمين للجيش اللبناني، مشددا على أن الدعم جاء لتقوية الجيش بمساعدة المؤسسات السياسية والأمنية اللبنانية لاستتباب الأمن واستقرار الشعب اللبناني ومواجهة أي اعتداءات على لبنان.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.