بعد عامين ونصف عام على انتخابه رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على وقع فضائح الاتحاد الدولي (فيفا) التي أطاحت بالرئيس السابق للاتحاد القاري الفرنسي ميشال بلاتيني، يدخل السلوفيني ألكسندر تشيفيرين اليوم الجمعية العمومية في روما، مرشحاً وحيداً لولاية جديدة من أربع سنوات.
ولم يتقدم أحد بترشحه لمنافسة المحامي البالغ من العمر 51 عاماً، والآتي إلى رئاسة الهيئة الكروية القارية بعد فوزه في انتخابات 2016 على الهولندي مايكل فان براغ.
يُعرَف عن تشيفيرين، الرئيس السابق للاتحاد السلوفيني، عمله بصمت بعيداً عن الأضواء. وبحسب مقربين منه، فإن أفضل ما حققه إلى الآن يتمثل بـ«إصلاح الحوكمة من خلال تحديد فترة ولاية الرئيس القاري بثلاث ولايات من أربع سنوات كحد أقصى، والمحافظة على وحدة الكرة الأوروبية».
كان تشيفيرين مقيداً بعض الشيء خلال ولايته الأولى لأنه كان يتعين عليه تنفيذ قرارات اتخذت في عهد بلاتيني الذي ينهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، عقوبة إيقاف أربعة أعوام عن كل نشاط كروي، على خلفية تلقيه أموالاً بصورة غير شرعية من الرئيس السابق لـ«فيفا» السويسري جوزيف بلاتر.
وفي كلمة ألقاها حديثاً بالعاصمة السلوفينية ليوبليانا، اعتبر تشيفيرين أن تقدمه إلى رئاسة الاتحاد في 2016 أتى في لحظة «نموذجية كانت الفضيحة الأكبر قد شوهت صورة كرة القدم. تقدمت. تم التقليل من شأني، وعندما أدركوا (الخصوم) ذلك، كان الوقت متأخراً».
بعد مفاجأة الوصول إلى المنصب، يأمل السلوفيني في ولايته الجديدة في ترك بصمته من خلال منح مراكز أكثر للأندية الصغيرة مع خلق مسابقتين جديدتين إحداهما مسابقة قارية ثالثة على صعيد الأندية إلى جانب دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ودوري الأمم للمنتخبات التي انطلقت نسختها الأولى في خريف العام الماضي.
ويقول مدير مركز قوانين واقتصاد الرياضة في جامعة ليموج الفرنسية ديدييه بريمو: «من الواضح أن لديه رغبةً في منح المزيد من الفرص للأندية الصغيرة والمنتخبات، لكن من المبكر القول ما إذا كان ثمة تأثير لذلك».
ويقول أحد الاختصاصيين في الكرة الأوروبية: «لا يمكن الحكم كثيراً على سجِلّه منذ قدومه. سيقوم باتخاذ قرارات قوية بعد إعادة انتخابه، ثمة أمور كثيرة ستتغير، البعض ينتظر هذه التغييرات والبعض الآخر يخشاها».
وبعدما اعتبره كثيرون دمية في يد السويسري جاني إنفانتينو، الرئيس الحالي لـ«فيفا» والأمين العام السابق لـ«يويفا»، الذي أسهم بوصوله إلى منصبه القاري بعد توليه رئاسة الاتحاد الدولي، يشوب توتر غير خفي علاقة الرجلين على خلفية الإصلاحات التي يدفع إنفانتينو في اتجاه القيام بها، ولا تلقى دعماً من تشيفيرين والمجموعة الكروية الأوروبية.
ويرتبط ذلك على وجه الخصوص بالدوري العالمي للأمم، وتغيير صيغة كأس العالم للأندية وتوسيعها من 7 إلى 24 نادياً، مع وعود بعائدات إضافية تصل إلى 25 مليار دولار، ما يدفع إلى خشية أوروبية من تهديد ستتعرض له مسابقة دوري الأبطال، والتقليل من أهمية دوري الأمم.
ولقي تشيفيرين مساندة رابطة الدوريات الأوروبية التي يرأسها مالك يوفنتوس الإيطالي أندريا أنيللي، وعمد إلى إجراء بعض الإصلاحات على مسابقة دوري الأبطال، من خلال منح البطولات الأربع الكبرى (إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا وألمانيا) أربعة مراكز مباشرة في المسابقة القارية الأهم، لكنه في المقابل يريد خلق توازن بين الفرق الكبيرة والصغيرة ويتطلع إلى حلول في هذا الصدد وصفها أخيراً بأنها «التحدي الأكبر له» حتى الآن.
وكافح تشيفيرين من أجل تقليص الفجوة المالية بين الأندية الكبرى قليلة العدد وبقية الأندية فيما يُطلَق عليه «منافسة متوازنة» وهو أكبر تحديات الكرة الأوروبية.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف اقترح تشيفيرين وضح حد أقصى لرواتب اللاعبين وفرض ضريبة رفاهية ووضع حد كذلك لتشكيلات الأندية من أجل إصلاح نظام الانتقالات. لكن تشيفيرين واجه صعوبات في فرض معايير ملموسة تتيح، على سبيل المثال، لبطل سويسرا أو صربيا التنافس في ظروف عادلة مع أندية من إنجلترا أو إسبانيا أو ألمانيا أو إيطاليا في دوري الأبطال.
وقال تشيفيرين: «الزمن تغير ونخطط من أجل بعض الإصلاحات لكن لا أستطيع أن أحدد بدقة موعد حدوث ذلك».
وأضاف: «من الواضح لهم (الأندية الكبرى) أن تنافسهم معاً فقط لن يحدث وستكون مباريات في غاية الملل... «يتفهمون أنه من أجل تطوير كرة القدم عليهم تقاسم بعض الأموال مع غيرهم من الأندية».
وقرر الاتحاد الأوروبي العام الماضي إطلاق مسابقة أوروبية ثالثة اعتباراً من موسم 2021 - 2022 يشارك فيها 32 نادياً من الاتحادات الصغيرة.
كما يتعين على تشيفيرين التصدي لمسألة اللعب المالي النظيف الذي كانت من بنات أفكار سلفه بلاتيني، وما إذا كان يستطيع إعادة الثقة في الوقت الذي يعتبر كثيرون بأن أندية كثيرة تخطت الحدود، وتحديداً باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي.
وفي ظل سعيه إلى تعزيز موقعه على رأس هرم الاتحاد الأوروبي، يجد تشيفيرين نفسه أمام سؤال مطروح على المدى المتوسط على الأقل: هل يطمح لرئاسة الاتحاد الدولي مستقبلاً؟
أجاب السلوفيني على هذا التساؤل حديثاً بقوله: «في الوقت الحالي، لست مهتما برئاسة (فيفا) على الإطلاق. لكن إذا سألتموني إذا كان الأمر يهمني بعد 4 أو 8 أو 10 سنوات، فلا أستطيع الإجابة بـ(نعم) أم (لا)».
تشيفيرين يستعد لولاية ثانية في رئاسة «يويفا» بطموح تغيير المسابقات الأوروبية
يتطلع لإجراء إصلاحات على مسابقة دوري الأبطال وحماية الأندية الصغيرة
تشيفيرين يستعد لولاية ثانية في رئاسة «يويفا» بطموح تغيير المسابقات الأوروبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة