أعلنت الهيئة السياسية لحزب النداء التونسي، التي يرأسها حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الحالي، تشكيل «لجنة مصالحة وطنية»، تتكوّن من 9 قياديين من الحزب، مهّمتها القيام بالمشاورات اللازمة من أجل «الانفتاح على الشخصيات الوطنية، والمصالحة مع أبناء الحركة»، الذين غادروها استعداداً لعقد المؤتمر الانتخابي الأول للحزب، يومي 2 و3 مارس (آذار) المقبل.
وأوضحت الهيئة أن هذه اللجنة ستبقى مفتوحة أمام أعضاء المكتب التنفيذي الذين غادروها في السابق، وعبّروا عن استعدادهم للعودة إلى صفوف حزب النداء.
وبهذا الخصوص، قال بوجمعة الرميلي، قيادي «النداء» لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه «يعمل جاهداً على إنجاح المؤتمر المقبل، باعتباره محطة أساسية لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الحالية»، مؤكداً سعي الحزب إلى الانفتاح على الطاقات والمبادرات «حتى يبقى حزباً وسطياً مرجعيته حداثية، والعمل على انخراط شخصيات جديدة تؤمن بنفس المشروع السياسي، واستعادة المغادرين له، وتجاوز الخلافات السياسية».
وتضم قائمة المغادرين عدداً من القيادات السياسية، التي انشقت عن «النداء» وشكلت أحزاباً سياسية خاصة بها، ومن بينها محسن مرزوق الذي شغل منصب أمين عام حزب النداء، قبل أن يغادره بعد خلافه مع نجل الرئيس الحالي ليؤسس حزب «حركة مشروع تونس»، وسعيد العايدي الذي أسس حزب «بني وطني»، والطاهر بن حسين الذي أسس حزب «المستقبل»، ورضا بلحاج الذي أسس بدوره حزب «تونس أولاً»، قبل أن يعود إلى الصفوف الأولى لحزب النداء، علاوة على يوسف الشاهد الذي أسس حزب «تحيا تونس».
وكانت كتلة حركة نداء تونس في البرلمان قد شهدت موجة من الاستقالات، وهو ما نجم عنه تراجع عدد نوابها من 86 نائباً، بعد فوزها بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية لسنة 2014، إلى 41 نائباً فحسب، وفق آخر تحيين لتركيبة الكتل البرلمانية. كما تخلت عن المرتبة الثانية وراء حركة النهضة (68 نائباً) لكتلة الائتلاف الوطني (44 نائباً)، وهي كتلة داعمة لرئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
واختار كثير من النواب الغاضبين الالتحاق بكتلة الائتلاف الوطني، وهو ما خلق تنافساً سياسياً قوياً بين حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الحالي، ويوسف الشاهد الذي جمّد حزب النداء عضويته، ولم يتخذ قراراً نهائياً بطرده من الحزب، على الرغم من أن جميع المراقبين يؤكدون أن حزب «تحيا تونس»، الذي أعلن عنه قبل أيام سيتولى زعامته الشاهد نفسه. وفي هذا السياق يرى بعض المراقبين للشأن السياسي المحلي أن حزب النداء قد يعمل من خلال لجنة المصالحة على استمالة رئيس الحكومة، واستعادته إلى صفوف الحزب.
على صعيد غير متصل، أعلن حسن عبد العزيز، المنسّق الوطني لجمعية «أولياء غاضبون» (جمعية مستقلة) أنهم يعتزمون تنظيم مظاهرة وطنية كبرى يوم السبت المقبل بهدف مواصلة الضغط على الحكومة واتحاد الشغل (نقابة العمال) من أجل إنقاذ السنة الدراسية الحالية والإنهاء الفوري لمقاطعة الامتحانات، في إشارة إلى أزمة التعليم الثانوي المستفحلة دون حل.
وأكد عبد العزيز أن الأولياء الذين خرجوا في مسيرة مليونية قبل أيام، سيعيدون الاحتجاج بنفس الوتيرة من أجل مصلحة التلاميذ الصغار، على حد قوله.
يذكر أن نقابات التعليم الثانوي تطالب بمراجعة القيمة الماليّة للمنح الخصوصية، المتعلقة بمنحة العودة المدرسية، ومنحة الامتحانات الوطنية، ومنحة العمل الدوري، وتفعيل الاتفاق القاضي بتصنيف مهنة مدرسي التعليم الثانوي والإعدادي بجميع رتبهم ضمن الأعمال الشاقة والمرهقة، بما يسمح لهم بالتقاعد الاختياري في سنّ 55، و30 سنة عمل. لكن وزارة التربية رفضت هذه المطالب، وهددت في المقابل بالاقتطاع من رواتب الأساتذة تحت ذريعة «العمل غير المنجز».
تونس: «النداء» «يستميل» قياداته المنشقة تحضيراً للانتخابات المقبلة
مسيرة السبت المقبل للمطالبة بإنهاء أزمة التعليم
تونس: «النداء» «يستميل» قياداته المنشقة تحضيراً للانتخابات المقبلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة