تونس: «النداء» «يستميل» قياداته المنشقة تحضيراً للانتخابات المقبلة

مسيرة السبت المقبل للمطالبة بإنهاء أزمة التعليم

الشاهد خلال جلسة سابقة للبرلمان التونسي (إ.ب.إ)
الشاهد خلال جلسة سابقة للبرلمان التونسي (إ.ب.إ)
TT

تونس: «النداء» «يستميل» قياداته المنشقة تحضيراً للانتخابات المقبلة

الشاهد خلال جلسة سابقة للبرلمان التونسي (إ.ب.إ)
الشاهد خلال جلسة سابقة للبرلمان التونسي (إ.ب.إ)

أعلنت الهيئة السياسية لحزب النداء التونسي، التي يرأسها حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الحالي، تشكيل «لجنة مصالحة وطنية»، تتكوّن من 9 قياديين من الحزب، مهّمتها القيام بالمشاورات اللازمة من أجل «الانفتاح على الشخصيات الوطنية، والمصالحة مع أبناء الحركة»، الذين غادروها استعداداً لعقد المؤتمر الانتخابي الأول للحزب، يومي 2 و3 مارس (آذار) المقبل.
وأوضحت الهيئة أن هذه اللجنة ستبقى مفتوحة أمام أعضاء المكتب التنفيذي الذين غادروها في السابق، وعبّروا عن استعدادهم للعودة إلى صفوف حزب النداء.
وبهذا الخصوص، قال بوجمعة الرميلي، قيادي «النداء» لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه «يعمل جاهداً على إنجاح المؤتمر المقبل، باعتباره محطة أساسية لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الحالية»، مؤكداً سعي الحزب إلى الانفتاح على الطاقات والمبادرات «حتى يبقى حزباً وسطياً مرجعيته حداثية، والعمل على انخراط شخصيات جديدة تؤمن بنفس المشروع السياسي، واستعادة المغادرين له، وتجاوز الخلافات السياسية».
وتضم قائمة المغادرين عدداً من القيادات السياسية، التي انشقت عن «النداء» وشكلت أحزاباً سياسية خاصة بها، ومن بينها محسن مرزوق الذي شغل منصب أمين عام حزب النداء، قبل أن يغادره بعد خلافه مع نجل الرئيس الحالي ليؤسس حزب «حركة مشروع تونس»، وسعيد العايدي الذي أسس حزب «بني وطني»، والطاهر بن حسين الذي أسس حزب «المستقبل»، ورضا بلحاج الذي أسس بدوره حزب «تونس أولاً»، قبل أن يعود إلى الصفوف الأولى لحزب النداء، علاوة على يوسف الشاهد الذي أسس حزب «تحيا تونس».
وكانت كتلة حركة نداء تونس في البرلمان قد شهدت موجة من الاستقالات، وهو ما نجم عنه تراجع عدد نوابها من 86 نائباً، بعد فوزها بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية لسنة 2014، إلى 41 نائباً فحسب، وفق آخر تحيين لتركيبة الكتل البرلمانية. كما تخلت عن المرتبة الثانية وراء حركة النهضة (68 نائباً) لكتلة الائتلاف الوطني (44 نائباً)، وهي كتلة داعمة لرئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
واختار كثير من النواب الغاضبين الالتحاق بكتلة الائتلاف الوطني، وهو ما خلق تنافساً سياسياً قوياً بين حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الحالي، ويوسف الشاهد الذي جمّد حزب النداء عضويته، ولم يتخذ قراراً نهائياً بطرده من الحزب، على الرغم من أن جميع المراقبين يؤكدون أن حزب «تحيا تونس»، الذي أعلن عنه قبل أيام سيتولى زعامته الشاهد نفسه. وفي هذا السياق يرى بعض المراقبين للشأن السياسي المحلي أن حزب النداء قد يعمل من خلال لجنة المصالحة على استمالة رئيس الحكومة، واستعادته إلى صفوف الحزب.
على صعيد غير متصل، أعلن حسن عبد العزيز، المنسّق الوطني لجمعية «أولياء غاضبون» (جمعية مستقلة) أنهم يعتزمون تنظيم مظاهرة وطنية كبرى يوم السبت المقبل بهدف مواصلة الضغط على الحكومة واتحاد الشغل (نقابة العمال) من أجل إنقاذ السنة الدراسية الحالية والإنهاء الفوري لمقاطعة الامتحانات، في إشارة إلى أزمة التعليم الثانوي المستفحلة دون حل.
وأكد عبد العزيز أن الأولياء الذين خرجوا في مسيرة مليونية قبل أيام، سيعيدون الاحتجاج بنفس الوتيرة من أجل مصلحة التلاميذ الصغار، على حد قوله.
يذكر أن نقابات التعليم الثانوي تطالب بمراجعة القيمة الماليّة للمنح الخصوصية، المتعلقة بمنحة العودة المدرسية، ومنحة الامتحانات الوطنية، ومنحة العمل الدوري، وتفعيل الاتفاق القاضي بتصنيف مهنة مدرسي التعليم الثانوي والإعدادي بجميع رتبهم ضمن الأعمال الشاقة والمرهقة، بما يسمح لهم بالتقاعد الاختياري في سنّ 55، و30 سنة عمل. لكن وزارة التربية رفضت هذه المطالب، وهددت في المقابل بالاقتطاع من رواتب الأساتذة تحت ذريعة «العمل غير المنجز».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.