«أخطاء الخصوصية» تضع خبراء الأمن في حالة تأهب دائم

7 هفوات قد تقود إلى أحداث فادحة

«أخطاء الخصوصية» تضع خبراء الأمن في حالة تأهب دائم
TT

«أخطاء الخصوصية» تضع خبراء الأمن في حالة تأهب دائم

«أخطاء الخصوصية» تضع خبراء الأمن في حالة تأهب دائم

عندما يتعلّق الأمن بالخصوصية، فإن الأمور الصغيرة هي التي تؤدي إلى أحداث فادحة.
ينظر الناس غالباً إلى الخصوصية والأمن على أنّهما موضوع واحد. ولكن الحقيقة هي أنّ الخصوصية، ورغم ارتباطها بالأمن، أصبحت نظاماً قائماً بحدّ ذاتها، ما يعني أنّ على خبراء الأمن أن يتعرفوا أكثر على أنواع الأخطاء البسيطة التي يمكن أن تؤدي إلى هفوات خطيرة في الخصوصية.

- نظام الخصوصية
مع بدء تطبيق قانون حماية البيانات العامة (GDPR) في أوروبا الربيع الفائت، وتوقعات دخول قانون الخصوصية في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيّز التنفيذ عام 2020، على الشركات أن تتوقع تعاظم أهمية موضوع الخصوصية في السنوات المقبلة. وقد صادقت كلّ من ولايتي كولورادو وفيرمونت على قوانين للخصوصية، وكذلك فعلت البرازيل، أما الهند فهي في طريقها نحو إقرار قانون خاص بها في هذا الشأن.
يقول مارك بوير، المدير العام ومدير قسم العائدات في شركة «إيغريس سوفتوير تكنولوجيز» إنّه وقبل كلّ شيء، على الشركات أنّ تفكّر بإدراج الخصوصية في تصميم أنظمتها.
يتطلّب مبدأ الخصوصية في التصميم من الشركات طرح الأسئلة التالية: ما نوع البيانات التي نخزنها؟ وما الأهداف التجارية التي تدفعنا إلى تخزينها؟ هل يجب تشفير البيانات؟ كيف سيتمّ إتلاف هذه البيانات عندما تصبح قديمة، وما المدّة المطلوبة لذلك؟ هل هناك قوانين موجبة تنصّ على شروط لإتلاف البيانات؟ كيف ستحمي الشركة المعلومات التعريفية الشخصية للبطاقات المصرفية والمعلومات الطبية؟

- هفوات الرسائل الإلكترونية
1- الرسالة الإلكترونية العرضية: يشير بوير من «إيغريس سوفتوير» في حديث لموقع «دارك ريدنغز» المتخصص في أمن المعلومات، إلى أنّ الكثير من الرسائل الإلكترونية المرسلة خطأَ تُرسل لأن المستخدم يطبع أوّل حرفين من اسم المرسل إليه ويضغط على الاسم الذي يظهر له أولاً. صحيح أنّ تدريب المستخدمين على التحقّق من خانة «إلى» مرّتين قبل الضغط على زرّ الإرسال قد يكون مفيداً بعض الشيء، ولكن تقنيات التعلّم الآلي والذكاء الصناعي تستطيع تعقّب أنماط الإرسال لدى المستخدمين والجهات التي يرسلون الرسائل إليها، ودفعهم إلى التحقّق مرّة أخرى من صحّة هوية المرسل إليه للتأكد من أنهم يرسلونها إلى الشخص الصحيح. أمّا بالنسبة إلى الأشخاص العاملين في مجال المبيعات والصحافة الذين يتعاملون مع جهات اتصال كثيرة، فيمكن اعتماد نظام يعلّمهم عندما تكون المرّة الأولى التي يتواصلون بها مع شخص ما وسؤالهم ما إذا كانوا يريدون فعلاً إرسال هذا الملف.
2- إرسال رسالة من العمل إلى صديق، أو زوج، أو حساب شخصي: يشير بوير أيضاً إلى أنّه على الشركات أن تعيد التفكير بكيفية التحكّم بالمعلومات العملية التي ترسلها إلى موظفيها. فقد تكون هذه الرسائل الإلكترونية تتحدّث عن موضوع عادي كخطط العطلة، أو حول معلومات داخلية مهمة عن منتج جديد. في الحالتين، على الشركات أن تقرّر ما إذا كانت ستسمح لموظفيها بإعادة إرسال هذه الرسائل إلى أشخاص من خارجها أو حجب ميزة إعادة الإرسال عنهم.
3. إضافة المستخدم شخصاً غير مناسب إلى لائحة المرسل إليهم: يمكن للرسائل الإلكترونية أن تصل إلى الأشخاص الخطأ عندما يضيف أحدهم شخصاً إلى لائحة المرسل إليهم ليبقيه على اطلاع، ولكن قد يحصل ويرسل إلى شخص آخر رسالة إلكترونية تحتوي على معلومات سرية لا يصحّ أن يطّلع عليها هذا الشخص المضاف، حسب بوير. في هذه الحالة أيضاً، على الشركات تدريب الأشخاص على إظهار حساسية ضرورية في التعامل مع الرسائل الإلكترونية وهوية الأشخاص الذين يجب أن يحصلوا فعلاً على المعلومات التي يتمّ إرسالها. ويقول إنّ التقنيات التي تستخدم برامج الذكاء الصناعي والتعلّم الآلي قد تساعد في هذا المجال، ويمكن استخدامها أيضاً لحجب الوصول في حال عُرف أن المعلومات أُرسلت إلى شخص لا يحقّ له الحصول عليها.

- المزامنة والمشاركة
4- «المزامنة والمشاركة» تسبب اختراقات محتملة للبيانات: يرى تشاك هولاند، مدير إدارة في شركة «فيرا سيكيوريتي»، أنّ على الشركات أن تعيد النظر بسياسة السماح للموظف باستخدام جهازه الخاص في مكان العمل للقيام بوظيفته، لأنّه وفي كلّ مرّة يعمد فيها الموظف إلى الربط بين جهاز العمل وجهاز محمول آخر، ينقل نسخة من معلومات الشركة إلى سحابته الخاصة. وينطبق الأمر نفسه، وربّما أسوأ، على الموظّف الذي قد ينقل نسخة من معلوماته الشخصية إلى شبكة الشركة التي يعمل فيها.
5- إهمال فصل موظف سابق عن شبكة الشركة: يقول هولاند إنّ على الشركات أن تبدي اهتماماً أكبر بفصل الموظفين الذين تركوا عملهم سواء لأجل وظيفة أخرى أو بسبب سوء الأداء، عن شبكات الشركة. فغالباً ما تترك الشركات الحسابات القديمة مفتوحة، مما يتيح تخزين معلومات حساسة على القرص الصلب في كومبيوتر الموظف السابق أو في بريده الإلكتروني. كما على الشركات أن تعي جيداً أنّ القراصنة يبحثون عن هذا النوع من الحسابات ليحصلوا على معلومات يمكنهم بيعها أو تساعدهم في شنّ اعتداءات على نطاق واسع.
6- ترك الرسائل الإلكترونية وعمليات نقل المعلومات دون تشفير: يجدر بالشركات ألا ترسل أبداً بيانات أو رسائل إلكترونية غير مشفرة عبر شبكة الشركة، حسبما أفاد أحد المسؤولين في شركة «بيج آي دي»... يضيف المسؤول أنّ أقساماً محدّدة كالموارد البشرية والتسويق والمحاسبة عليها أن تبذل اهتماماً إضافياً بأمور الخصوصية والاهتمام بالمعلومات الخاصة والحساسة.
7- استخدام الخصوصية للمساومة في عمليات الدمج والاستحواذ. عندما تأخذ الشركات الخصوصية في حسبانها خلال عمليات الدمج والاستحواذ، غالباً ما تستخدمها لحثّ الشركات الأخرى على خفض سعر الشراء. ولكن بعد إتمام الصفقة، وبدل الاستفادة من الأرباح في الاستثمار بالأمن والخصوصية، غالباً ما تنتقل الشركة إلى العمل فوراً.


مقالات ذات صلة

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بعام 2023 (أدوبي)

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تظهر دراسة جديدة لشركة «سايلزفورس» تراجع الثقة بالشركات لدى 72 في المائة من العملاء حول العالم.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد إيلون ماسك متحدثاً (عن بُعد) عن الابتكار والذكاء الاصطناعي في الاجتماع السنوي السادس عشر للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي تستضيفه سلطنة عمان الاثنين (العمانية)

تحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي والتهديدات السيبرانية على صناديق الثروة السيادية

حذر خبير دولي في إدارة صناديق الثروة السيادية، من التحديات المخاطر التي تمثلها عمليات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي يعلن نجاح إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم التي استهدفت ملايين الضحايا (رويترز)

تعاون عالمي مكن الشرطة من إحباط برمجيات خبيثة استهدفت الملايين

أعلن الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي (يوروجست) اليوم الثلاثاء أن عملية للشرطة العالمية نجحت في إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
خاص شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)

خاص قمة «محللي الأمن» في إندونيسيا تناقش أخطر التهديدات السيبرانية في الشرق الأوسط

هجمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواقع وهمية لزيادة المصداقية وأخرى تستغل ثغرات في رقائق الأجهزة الإلكترونية.

نسيم رمضان (بالي (إندونيسيا))

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».