ترجيح بريطاني بوصول الجنرال الدنماركي إلى الأردن يوم الأحد

السفير مايكل آرون لـ «الشرق الأوسط»: 20 مراقباً برفقة لوليسغارد ينتظرون تأشيرات من الحوثيين

TT

ترجيح بريطاني بوصول الجنرال الدنماركي إلى الأردن يوم الأحد

أفصحت مصادر دبلوماسية أن الضابط الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد الذي حل مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كومارت يصل بعد غد الأحد العاصمة الأردنية عمّان، يرافقه نحو 20 مراقباً أممياً قبيل الإشراف على الخطة الأممية الجديدة بشأن تنفيذ اتفاق استوكهولم الخاص بالحديدة.
وأوضح مايكل آرون السفير البريطاني لدى اليمن أن الجميع لا يزال بانتظار إصدار التأشيرات الخاصة بالرئيس الجديد لفريق المراقبين الأمميين وفريقه من الحوثيين، لافتاً إلى أن الأمر لا يزال يمثل مشكلة. وقال «الجنرال الدنماركي لوليسغارد سيصل العاصمة الأردنية عمّان يوم الأحد المقبل، وقد يرافقه نحو 20 مراقباً أممياً، ننتظر التأشيرات من الحوثيين وما زالت مشكلة، لكن مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن قال بعد لقائه معهم (الحوثيين) في صنعاء بأن رد فعلهم كان إيجابيا، ما زلنا في انتظار التأشيرات للمراقبين».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أعرب السفير عن تطلع بلاده إلى تقدم ملموس وتنفيذ الانسحاب من الموانئ، عاداً ذلك إذا ما حدث «إيجابياً للغاية». وأضاف أنه تمت مناقشة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل عن ظروف عدم تنفيذ اتفاق استوكهولم الخاص بالحديدة، مضيفا: «ننتظر الآن خطة الأمم المتحدة الجديدة التي وضعها الجنرال باتريك، وكما نعلم مارتن غريفيث وباتريك قدما الخطة للحوثيين وللرئيس هادي، والطرفان قبلا بها وننتظر تنفيذها، كما ننتظر اجتماع اللجنة في الحديدة، وكنت والرئيس متفقين بنسبة 100 في المائة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الحديدة».
وأضاف «أعتقد أنه خلال اليومين الماضيين شهدنا إطلاق الأسير السعودي، والأسرى الحوثيين وهذا أمر إيجابي للغاية، وهناك تفاصيل معقدة بالنسبة للآلاف الآخرين وهذا أمر إنساني مهم جداً، وسوف ندعم جهود الأمم المتحدة في هذا الشأن، ونعتقد أن دور الصليب الأحمر الدولي مهم جداً ونشكرهم على المساعدة التي يقدمونها في هذا الملف».
وبحسب آرون فإنه ناقش كذلك مع هادي الملف الاقتصادي وظروف تحسنه خلال الفترة الأخيرة، وأهمية دفع مرتبات الموظفين لا سيما في محافظة الحديدة لتعزيز تنفيذ اتفاق استوكهولم، وتابع بقوله «نريد مساعدة الحكومة خاصة بشأن الحديدة ودفع مرتبات الموظفين، الرئيس قال بأنه يتفق بأن يتم دفع المرتبات لكل الموظفين اليمنيين القضاء، الأساتذة في الجامعات، المدرسين، الأطباء وغيرهم في كل مكان في البلاد».
يشار إلى أن الجنرال لوليسغارد قاد البعثة الأمميّة في مالي (مينوسما) بين عامي 2015 و2016. قبل أن يصبح الممثل العسكري للدنمارك في حلف دول شمال الأطلسي والاتّحاد الأوروبي. ولد لوليسغارد في عام 1960. وكان خصوصاً مستشاراً عسكرياً لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وخدم في بعثات لحفظ السلام في العراق والبوسنة.
وكان مجلس الأمن الدولي وافق أمس (الخميس) على تعيين الضابط الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد ليحلّ مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كومارت، وفقا لما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين.
وبعيد وصوله إلى اليمن، اعترض الحوثيّون على تعيين كومارت، واتّهمه بعضهم بأنّ لديه أجندة خاصّة. لكنّ الأمم المتّحدة نفت ذلك، مشدّدة على أنّ الأجندة الوحيدة هي تحسين حياة اليمنيين.
وتحدثت مصادر دبلوماسية عن علاقات متوترة للجنرال الهولندي مع كلّ من المتمرّدين الحوثيين ومبعوث الأمم المتّحدة البريطاني مارتن غريفيث.
وفيما نفى المبعوث الأممي التقارير التي تتحدث عن التوتر بينه وبين الجنرال الهولندي، تعتبر الحكومة اليمنية تعامل الأمم المتحدة مع الحوثيين يحمل نوعا من المحاباة، وعدت ذلك في مناسبات عدة «تشجيعا للميليشيات للتمادي في جرائمها».
وتعرّض الجنرال كومارت في 17 يناير (كانون الثاني) لإطلاق نار لم يوقع إصابات، وقالت الأمم المتّحدة إنّها لا تعرف مصدر إطلاق النار. إلا أن مصادر في الحكومة الشرعية اليمنية أكدت حينها أن الميليشيات الحوثية هي ما أطلقت النار.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».