القبض على إرهابي تونسي محكوم بـ48 سنة سجناً

اتُّهم بالتورط في عدد من العمليات الإرهابية

TT

القبض على إرهابي تونسي محكوم بـ48 سنة سجناً

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بمنطقة دوار هيشر (غربي العاصمة التونسية) القبض على إرهابي تونسي يبلغ من العمر 30 سنة. وأكدت أنه محل مجموعة من الأحكام القضائية الغيابية بالسجن لا تقل عن 48 سنة. وأشارت وزارة الداخلية التونسية إلى أنه معروف بسجله الأمني لدى قوات مكافحة الإرهاب، التي ترصدت تحركاته وألقت القبض عليه داخل منزله. وبشأن التهم الموجهة إليه، أكدت المصادر نفسها أنه متورط في عدد من العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة التونسية، ومن بينها الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف «باردو» يوم 18 مارس (آذار) 2015، وكذلك الهجوم الإرهابي الذي كانت حافلة للأمن الرئاسي هدفاً له يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها. وأكدت أن المتهم قد ثبتت ضده تهم بالتورط في التواصل مع قيادات تونسية التحقت منذ سنوات بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا. كما أن المتهم قد قدم في مناسبات عدة الدعم اللوجستي لعدد من العناصر الإرهابية، سواء من خلال إخفائها عن ملاحقات أجهزة الأمن، أو عبر مساعدتها على مغادرة الحي الشعبي الذي يقطنه غربي العاصمة التونسية.
وكانت منطقة دوار هيشر المتاخمة للعاصمة التونسية، قد احتضنت سنة 2012 مؤتمراً لتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، وذلك إثر منع انعقاده بمدينة القيروان (وسط). وتؤكد تقارير أمنية أن عدداً من المتهمين بالإرهاب في منطقة دوار هيشر قد التحقوا بالإرهابيين المنتشرين في الجبال الغربية للبلاد، بولايات (محافظات) القصرين وجندوبة وسيدي بوزيد.
على صعيد متصل، تمكنت أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب بمنطقة منزل بورقيبة (60 كيلومتراً شمال العاصمة التونسية) من تفكيك خلية إرهابية مكونة من ثلاثة أشخاص، وأكدت أنهم ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية، وأنهم بايعوا تنظيماً إرهابياً، وتبنوا أفكاره المتطرفة. وخلال مداهمة منزل العنصر الرئيسي في هذه الخلية الإرهابية، تم حجز مجموعة من الوثائق والكتب التي تؤكد انتماء الخلية الإرهابية إلى تنظيمات محظورة. ومن المنتظر توجيه تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي للخلية المكتشفة، وتحويلها إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، المختص في النظر في القضايا الإرهابية.
في غضون ذلك، ألقت أجهزة الأمن بالمدينة نفسها القبض على شاب، نعت العاملين في المؤسسة العسكرية ورجال الدولة بـ«الطاغوت». وأكدت مصادر أمنية تونسية أن عمر هذا المتهم لا يتجاوز 30 سنة، وقد توجه بتلك النعوت إلى العسكريين العاملين في الأكاديمية البحرية الموجودة بمدينة منزل بورقيبة. وتشير تقارير أمنية تونسية إلى أن عدداً يتراوح ما بين 300 و400 خلية إرهابية نائمة ما زالت تهدد أمن تونس واستقرارها، فيما لا يزال نحو 85 عنصراً إرهابياً متحصنين في المناطق الغربية للبلاد، ويهددون بشن هجمات إرهابية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.