أصدرت القيادة العامة في قوات النظام السوري أمرا إداريا بتسريح من تجاوز عمره الـ42 عاما من الخدمة الاحتياط، عدا الأطباء البشريين، وفق ما جاء في البيان الرسمي الصادر أمس الخميس، الذي نص على أن الأمر الإداري «ينهي الاحتفاظ والاستدعاء للضباط وصف الضباط والأفراد المحتفظ بهم والاحتياط المدني المستدعى (ملتحق)، ممن بلغ عمرهم 42 عاما فأكثر، عدا الأطباء البشريين».
كما ينهي الأمر الإداري «الاحتفاظ والاستدعاء للضباط وصف الضباط والأفراد والاحتياط (ملتحق) واستبعاد من له دعوة احتياطية ممن حصل على نسبة معلولية 35 في المائة، كما ينهي الاحتفاظ بالضباط الاحتياطيين دورات 250 – 251 – 253، عدا الأطباء البشريين، ويستبعد من لديه فرار أو خدمة مفقودة تتجاوز 30 يوما، على أن يبدأ تنفيذ هذا الأمر من تاريخ 10 فبراير (شباط) الحالي».
وجاء هذا القرار في وقت ما تزال تتواصل فيه حملات النظام لسوق المطلوبين إلى الخدمة الاحتياطية من الشوارع، وبحسب مصادر أهلية، كانت دوريات السوق إلى الخدمة منتشرة في منطقة البرامكة المكتظة وسط العاصمة دمشق، حيث تقع عدة كليات تابعة لجامعة دمشق، ودوائر حكومية، التي يراجعها عدد كبير من السوريين يوميا. وأضافت المصادر أن بعض الدوريات تستغل التجمعات وطوابير توزيع الغاز المنزلي، لشن حملات بحث عن المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياط.
وكانت مصادر إعلامية معارضة قد تحدثت في وقت سابق عن صدور قوائم جديدة بأسماء عشرين ألف مطلوب للخدمة الاحتياطية تشمل مكلفين من مواليد 1974 وحتى 1979. وكان الممثل الكوميدي السوري بشار إسماعيل المعروف بولائه الشديد للنظام قد طالب بتسريح الشباب من الخدمة العسكرية واستدعاء الشيوخ إلى الخدمة الاحتياطية. وقال بشار إسماعيل في رسالة مصورة على الإنترنت: «نحن كبار السن من تجاوز الستين من العمر ليس لدينا لا شغلة ولا عملة فقط نعد السنوات المتبقية من أعمارنا وأصبحنا عالة على المجتمع، فقط مستهلكين ولسنا منتجين، أرجو إعفاء الشباب الذين هم عماد الوطن وأدوات النهوض به من الاحتياط واستدعاءنا نحن الختايرة للقيام بواجب الدفاع عن الوطن وحمايته فإذا كان هناك حرب نموت غير مأسوف علينا».
ومن المفارقة ما شاع عن هروب المغني السوري الشاب حسام جنيد من سوريا، بعد استدعائه لخدمة الاحتياط وهو صاحب أغنية «ياريتني عسكري»، ورغم نفيه الهروب من الاحتياط بالقول إنه غادر عن طريق مطار دمشق وسيعود من خلاله قريبا، فإن هذه المفارقة تؤكد أن الخدمة الاحتياطية باتت كابوسا يقض مضاجع الشباب السوريين، لا سيما المعيلين لأسرهم. ووفق المصادر الأهلية في دمشق، فإن دعوة إلى خدمة الاحتياط بلغ بها ثلاثة أشقاء، مهجرون يعيشون أوضاعا معيشية مزرية، إذ يعملون بأعمال خدمية شاقة، لإعالة أطفالهم، وتلبية الدعوة تعني ترك عوائلهم لتموت من الجوع.
وكان النظام السوري قد أصدر في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، عفوا يشمل «كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي»، شرط أن يسلموا أنفسهم خلال مدة محددة.
وعقب المرسوم سقطت الدعوات الاحتياطية عن المتخلفين بموجب مرسوم العفو، لكن جميع أسماء الاحتياط التي شطبت، أعيد طلبها مجددا، إلى جانب أسماء جديدة طلبت لأول مرة.
النظام يسرّح من تجاوز الـ42... ويواصل حملات الخدمة العسكرية
النظام يسرّح من تجاوز الـ42... ويواصل حملات الخدمة العسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة