«داء الغواص» يتسبب بوفاة الحوت ذي المنقار

أثناء دراسة نفوق إحدى الحيتان (المصدر: الباحثة د. يارا ميراندا)
أثناء دراسة نفوق إحدى الحيتان (المصدر: الباحثة د. يارا ميراندا)
TT

«داء الغواص» يتسبب بوفاة الحوت ذي المنقار

أثناء دراسة نفوق إحدى الحيتان (المصدر: الباحثة د. يارا ميراندا)
أثناء دراسة نفوق إحدى الحيتان (المصدر: الباحثة د. يارا ميراندا)

توصل فريق بحثي إسباني إلى أنّ مرض تخفيف الضغط، أو كما يسمى بـ«داء الغواص»، يصيب الحيتان ذات المنقار، عند تعرضها للسونار البحري، ويتسبب في موتها.
وربط العلماء منذ فترة طويلة بين وفاة بعض الحيتان ذات المنقار والتعرض للسونار البحري، الذي تستخدمه الدّول للكشف عن الغواصات البحرية، لكنّهم لم يتوصّلوا إلى تحديد ما التأثير الذي يحدث السونار ويتسبب في الوفاة.
وفي الدراسة المنشورة أمس في دورية رويال سوسيتي royal society»»، توصل الباحثون من معهد صحة الحيوان، في جامعة لاس بالماس دي غران كناريا بإسبانيا، إلى أنّ استجابة الخوف والإجهاد التي تظهر على الحيتان مع استخدام السونار البحري تؤثر على تكيفها مع الغوص، مما يعرقل الآليات الطبيعية التي يستخدمها الحوت للحد من تراكم النيتروجين في أنسجته، مما يؤدي إلى تكوّن فقاعات هوائية (غازية) في الدورة الدموية وفي الأنسجة، تسبب حالة تعرف باسم «مرض تخفيف الضغط» أو داء الغوص.
ويقوم الغواص بعد انتهاء مهمته بالصعود المنضبط إلى سطح الماء، حتى يتم تفريغ أنسجة الجسم من جزيئات الغاز الخامل (النيتروجين)، إذ يتم إخلاؤها من الأنسجة عبر الدم في الأوردة ومنها إلى الرئتين ثم يتم إطلاقها إلى خارج الجسم، في إطار عملية الزفير، ولكن إذا تم الخروج بطريقة غير منضبطة وبسرعة كبيرة لا تتيح التخلص الطبيعي السليم من جزيئات الغاز المذاب، يحدث تكون لفقاعات هوائية (غازية) في الدورة الدموية وفي الأنسجة، بما يؤدي إلى هذا المرض.
وتقول د.يارا ميراندا، رئيس الفريق البحثي لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «الحيتان مثل الغواص تغوص على بعد كيلومترات من السطح لساعات طويلة، بحثاً عن الطعام في الأعماق، ولكن عندما تبدأ أجهزة السونار في العمل تغادر القاع سريعاً، مما يعرقل آلياتها للحدّ من تراكم النيتروجين في الأنسجة، ويؤدي ذلك إلى وفاتها».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».