مادورو: ترمب يريد تحويل بلادي إلى «فيتنام»

أكد ترحيب فنزويلا بالمساعدة الروسية

لوحة جدارية كبيرة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في كراكاس (أ. ف. ب)
لوحة جدارية كبيرة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في كراكاس (أ. ف. ب)
TT

مادورو: ترمب يريد تحويل بلادي إلى «فيتنام»

لوحة جدارية كبيرة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في كراكاس (أ. ف. ب)
لوحة جدارية كبيرة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في كراكاس (أ. ف. ب)

ضمن المشاهد المتسارعة للأزمة الفنزويلية على الصعيدين المحلي والدولي، اتّهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، اليوم (الأربعاء)، الإدارة الأميركية بالسعي إلى تحويل بلاده إلى فيتنام في أميركا اللاتينية.
وجاء كلام مادورو في تغريدة على "تويتر" قال فيها: "أيها الأميركيون أطلب مساعدتكم لمنع تدخل إدارة وحكومة الرئيس دونالد ترمب في شؤوننا، وهو الذي يعتزم أن يحول فنزويلا إلى فيتنام في أميركا اللاتينية". وأضاف: "لا تدعوا ترمب يفعل ذلك".
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن روسيا مستعدة للمساعدة في تحقيق تسوية في فنزويلا من دون التدخل في شؤونها الداخلية. وقال اليوم: "تعلمون أنني قلت رسمياً إن روسيا مستعدة للمساهمة الكاملة في حل الوضع السياسي الداخلي في فنزويلا، من دون التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وإن روسيا تعارض بشكل قاطع تدخل أي دولة ثالثة في الشؤون الداخلية لهذا البلد".
وأضاف بيسكوف أن الكرملين يرى أن انفتاح مادورو، على الحوار مع المعارضة " يستحق كل التقدير". وسئل هل تواصلت الحكومة الفنزويلية مع الكرملين في شأن الحوار مع المعارضة فأجاب: "هذا السؤال يجب أن يوجه إلى وزارة الخارجية. حسب المعلومات المتوافرة لدي لا توجد اقتراحات محددة حتى الآن".
ورحّب مادورو، من جهته، بالمساعدة الروسية وقال: "الرئيس فلاديمير بوتين يقدم لنا دائما المساعدة من روسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونحن نقبلها بكل امتنان. ما طلبته من الرئيس بوتين هو الحفاظ على استمرارية الاتصالات، والحصول على كل الدعم على المستويين الدبلوماسي والسياسي في الأمم المتحدة والدفاع عن حقيقة فنزويلا دولياً".
وفي سياق التعاون مع روسيا، أكد الرئيس الفنزويلي أن بلاده تخطط للاستمرار في الحصول على الأسلحة الروسية، وقال: "لدينا دائما خطط للتقدم على صعيد التعاون، بهدف تحسين الدفاع الجوي والتقنيات الصاروخية. وسنواصل هنا تقدمنا. في فنزويلا سنحصل على أحدث الأسلحة في العالم". وأوضح أن الأسلحة تصل من روسيا "شهريا. خلال كل شهر هناك تعاون وهذا أمر طبيعي ولا غرابة فيه".



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.