جهاز الأمن السوداني يعلن إطلاق «جميع معتقلي الاحتجاجات»

في ظل مظاهرات جديدة شهدتها الخرطوم

مشاركون في احتجاجات ضد الحكومة في أم درمان أمس (أ.ف.ب)
مشاركون في احتجاجات ضد الحكومة في أم درمان أمس (أ.ف.ب)
TT

جهاز الأمن السوداني يعلن إطلاق «جميع معتقلي الاحتجاجات»

مشاركون في احتجاجات ضد الحكومة في أم درمان أمس (أ.ف.ب)
مشاركون في احتجاجات ضد الحكومة في أم درمان أمس (أ.ف.ب)

أعلن جهاز الأمن السوداني، أمس الثلاثاء، الإفراج عن معتقلين ومحتجزين ألقي القبض عليهم في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما خرج مواطنون في مظاهرات جديدة بعدد من أحياء الخرطوم ومدن أخرى، لكن قوات الأمن تصدت لها واعتقلت عدداً من المشاركين فيها.
ووزع «مجلس الإعلام الخارجي»، أمس، نشرة عاجلة على مراسلي وكالات الأنباء والصحف الأجنبية، جاء فيها أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله «قوش» أصدر أمراً بالإفراج عن «جميع» المعتقلين السياسيين الذين ألقي القبض عليهم خلال المظاهرات الأخيرة.
وألقى جهاز الأمن والمخابرات القبض على عدد كبير من النشطاء والسياسيين والمتظاهرين في إطار جهوده للتصدي لمنظمي الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. واعترفت الحكومة السودانية في بداية الاحتجاجات بتوقيف أكثر من 800 ناشط ومتظاهر، لكن المعارضة تقول إن عددهم أكبر من ذلك بكثير.
وقالت «لجنة التضامن مع المعتقلين السياسيين»، وهي جهة موالية للمعارضة وتتولى متابعة شؤون الموقوفين، إن السلطات لم تفرج بعد عن أي معتقل، بيد أنها رجحت أن يكون القرار قيد التنفيذ فعلاً.
ونقل موقع «باغ نيوز» الصحافي على شبكة الإنترنت عن مصادر أمنية تأكيدها أن القرار يشمل «جميع المعتقلين»، وأن مدير جهاز الأمن زار بالفعل معتقلات وسجوناً ثم أصدر قراره بالإفراج عن الموقوفين. وعلى رغم هذا القرار، فإن هناك توقعات بأن يبقي جهاز الأمن على بعض المعتقلين رهن الاحتجاز، ومن بينهم بعض المنتمين إلى «تجمع المهنيين السودانيين» الذي يلعب دوراً كبيراً في تنظيم الاحتجاجات.
وذكرت صحيفة «سودان برس» الصادرة على شبكة الإنترنت والقريبة من الحكومة، أن مدير جهاز الأمن أمر بإطلاق سراح أكثر من 130 معتقلاً سياسياً، لكن مئات آخرين سيبقون في الاحتجاز لمزيد من التحقيقات.
ميدانياً، تظاهر مجدداً مواطنون في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم، ليلة أمس، استجابة لنداء وجهه «تجمع المهنيين السودانيين». وأفيد بأن قوات الأمن فرّقت بعض هذه الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع والهراوات. وأشار «تجمع المهنيين»، في بيان على صفحته في «فيسبوك»، إلى مشاركة واسعة في احتجاجات قال إنها جرت في مناطق جبرة، وبري، وبحري، والمهندسين، والكلاكلة، وبانت، والموردة، وشمبات، والعباسية. مضيفاً أن الأجهزة الأمنية تعاملت معها بعنف وأجرت عمليات دهم واعتقالات.
وفي بورتسودان، شرق البلاد، نظم آلاف اعتصاماً في ميدان «ديم عرب» استجابة لدعوة من «تجمع المهنيين» للمطالبة بتنحي الحكومة.
من جهته، قال حزب «الأمة» القومي بقيادة الصادق المهدي، في بيان أمس، إن قوات أمنية حاصرت داره الكائنة بمدينة أم درمان بعدد كبير من سيارات الدفع الرباعي، واعتقلت موظفاً يعمل في الدار. وتابع البيان أن «مثل هذا الإجراء لن يثني الحزب عن طريق المقاومة والنضال والعمل من أجل إسقاط هذا النظام وبناء سودان جديد».
وكان المهدي قد أعلن في خطبة الجمعة الماضية التحاقه بالاحتجاجات ومطالبته بتنحي حكومة الرئيس عمر البشير.
في غضون ذلك، دعا تحالف «الجبهة الثورية» المعارض بقيادة مني أركو مناوي، القوى السياسية السودانية و«تجمع المهنيين» إلى العمل على تطوير ما يُعرف بـ«إعلان الحرية والتغيير» إلى ميثاق سياسي لرسم ملامح الفترة الانتقالية المقبلة. وقال نائب رئيس قطاع الإعلام في «الجبهة الثورية» الهادي يحيى إدريس، في بيان، إن الاتفاق على الميثاق السياسي وقضايا الفترة الانتقالية ومهمات حكومتها وإدارتها سيشكل «دفعة معنوية كبيرة» للمعارضين.
ويضم تحالف «الجبهة الثورية» الحركة التي يرأسها مني أركو مناوي «حركة تحرير السودان» و«حركة العدل والمساواة» و«الجبهة الشعبية» و«الاتحادي الديمقراطي» وقوى أخرى. وكانت الجبهة قد تعرضت لانشقاق قبل أعوام وأصبحت هناك «جبهة ثورية» أخرى بقيادة مالك عقار الذي يرأس فصيل «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.