الحكومة اليمنية تأمل إنقاذ «اتفاق السويد» في ظل التعنت الحوثي

الجيش الوطني يدفع بقوات خاصة لتعزيز تقدمه في صعدة وحجة

بائع خضار في سوق شعبية بصنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
بائع خضار في سوق شعبية بصنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

الحكومة اليمنية تأمل إنقاذ «اتفاق السويد» في ظل التعنت الحوثي

بائع خضار في سوق شعبية بصنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
بائع خضار في سوق شعبية بصنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)

عبّرت الحكومة اليمنية، على لسان المتحدث باسمها راجح بادي، عن آمالها بإنقاذ اتفاق السويد، في ظل مواصلة الجانب الحوثي التعنت، وعدم تنفيذ الاتفاق، وعدم تغيير أي شيء على أرض الواقع. وجاء هذا تزامناً مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى الحديدة، للمرة الأولى منذ إبرام الاتفاق الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هناك جهوداً تبذل لإنقاذ الاتفاق، مضيفاً أن خروقات الميليشيات الانقلابية مستمرة ومتصاعدة، ووصلت إلى حد قصف مخيم للنازحين، وتابع: «التحشيد مستمر، وكذلك حفر الخنادق واستقدام التعزيزات من خارج محافظة الحديدة؛ كل ذلك مؤشر على نوايا الحرب لدى الميليشيات، وليس السلام».
وعبّر بادي عن الأمل في أن ينجح المبعوث الأممي في مهمته بالحديدة «لكن ذلك يتطلب المزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية التي تضرب بكل القرارات الدولية عرض الحائط، ولا نتوقع منها الاستجابة لمساعيه الرامية لتنفيذ الاتفاق».
وتزامناً مع المساعي المبذولة لإنقاذ اتفاق السويد، دفع الجيش الوطني اليمني بتعزيزات عسكرية، تضم كتائب من القوات الخاصة، إلى جبهتي حجة وصعدة خلال اليومين الماضين، لتسريع تقدم الجيش نحو مراكز تلك المدن التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية. وتأتي هذه التعزيزات مدعومة بضربات نفذها طيران تحالف دعم الشرعية ضد أهداف تتبع للميليشيات في مسقط رأس زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، وشملت مراكز القيادة والسيطرة وخطوط الاتصال وأماكن تجمع الميليشيات.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد ركن عبده مجلي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش يتجه إلى إنهاء وجود الميليشيات الانقلابية في جبهتي صعدة وحجة في أسرع وقت ممكن، رغم الصعوبات التي تواجه تقدمه، وفي مقدمها نشر الألغام، وطبيعة المنطقة الجبلية، الأمر الذي دفع الجيش إلى الزج بتعزيزات عسكرية، منها كتائب من القوات الخاصة المدربة على أعلى المستويات للقتال في الجبال، والوصول إلى قمم جبال مران». وأشار إلى أن الجيش يعوّل على دخول القوات الخاصة لتسريع العمليات العسكرية، والتقدم لتحقيق النصر، خصوصاً أنها نجحت في أولى لحظات دخولها في تحقيق انتصارات سريعة في كتاف وباقم بصعدة.
وتطرق مجلي إلى أن الجيش الوطني سيستكمل عملياته بسرعة عالية، مع الدعم اللوجيستي والعسكري المقدم من قوات التحالف في جبهة صعدة، الذي يشمل أسلحة متوسطة وثقيلة متنوعة وكاسحات ألغام سيكون لها تأثير كبير في تحرير تلك المناطق. وتابع: «الجيش يتقدم بسرعة، ويضرب الأهداف، مع تنوع التكتيكات العسكرية التي نفذها، من التفاف وتطويق ونشر للكمائن، وهذا ساعد في انهيار مقاتلي الميليشيات، ورصد فرار العشرات منهم إلى مواقع أخرى في اليومين الماضيين». وأكد المتحدث اكتشاف مواقع أسلحة للميليشيات نهبتها من مستودعات القوات المسلحة، مع سقوط العشرات من الأسرى في قبضة الجيش الوطني.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.