مصر تعيد فتح معبر رفح في الاتجاهين لثلاثة أيام

فلسطينيون ينتظرون عند معبر رفح الحدودي بجانب غزة أمس للمرور عبر الأراضي المصرية (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون عند معبر رفح الحدودي بجانب غزة أمس للمرور عبر الأراضي المصرية (رويترز)
TT

مصر تعيد فتح معبر رفح في الاتجاهين لثلاثة أيام

فلسطينيون ينتظرون عند معبر رفح الحدودي بجانب غزة أمس للمرور عبر الأراضي المصرية (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون عند معبر رفح الحدودي بجانب غزة أمس للمرور عبر الأراضي المصرية (رويترز)

فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، أمس الثلاثاء، في كلا الاتّجاهين لثلاثة أيام، بعد ثلاثة أسابيع من إغلاقه جزئياً بسبب خلافات فلسطينية داخلية.
وأعلن مصدر مسؤول في المعبر الذي تسيطر عليه حماس «أن البوابة المصرية للمعبر فتحت في تمام العاشرة صباحاً، وبدأ دخول الحافلات المجهزة بالمسافرين من الطرف الفلسطيني».
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، إن مئات المواطنين احتشدوا منذ ساعات الصباح الباكر أمام بوابة معبر رفح في انتظار سماع أسمائهم في كشوفات السفر رغم البرد القارس.
وقالت سمر عبيد (30 عاما) وهي تبكي قبل أن تغادر مع ابنها: «جئت لزيارة لأهلي ثم أغلق معبر رفح. اكتشفنا أن ابني مصاب بسرطان الدم، وهو مصري ويجب أن يعود إلى مصر للعلاج لعدم توفر العلاج في غزة، وكل تأخير فيه خطر على حياته».
أما هويدة الجبالي التي غادرت مع ابنها البالغ من العمر 28 سنة، فقالت إن «فتح المعبر لثلاثة أيام لا يكفي. كثير من الناس لديهم احتياجات إنسانية ومرضى وطلاب ورجال أعمال...».
وأوضحت أنها ستسافر من مصر إلى أبوظبي حيث حصل ابنها على فرصة عمل، بعد أن فشل في إيجاد عمل في غزة «حيث أصبح الوضع سيئا والشباب ليست لديهم فرص للعمل».
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع أكدت مساء الاثنين أن معبر رفح البري سيفتح الثلاثاء.
وسحبت السلطة الفلسطينية موظفيها من معبر رفح في 6 يناير (كانون الثاني) احتجاجا على «ممارسات حماس ضد حركة فتح».
وعلى أثر ذلك استعادت وزارة الداخلية التابعة لحماس إدارة المعبر وتفاوضت مع السلطات المصرية بهذا الشأن. ومنذ ذلك الوقت، قررت مصر إغلاق المعبر أمام المغادرين من القطاع، فيما سمحت للعائدين إليه بالدخول.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد إلى الخارج لسكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. وتفتح مصر المعبر للحالات الإنسانية على فترات متباعدة، فيما تفرض إسرائيل حصارا خانقا منذ عشر سنوات على القطاع.
وكانت حماس تدير معبر رفح الحدودي مع مصر، ومعبري كرم أبو سالم وبيت حانون (إيريز) الحدوديين مع إسرائيل، منذ سيطرتها بالقوة على القطاع في صيف 2007 قبل أن تتسلم حكومة التوافق الفلسطينية إدارة معابر القطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 إثر تفاهمات مع حماس. لكن هذه التفاهمات انهارت.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.