بوتفليقة يجدد عهدة سابعة لرئيس مجلس الأمة الجزائري

شقيقا الرئيس رفضا الحديث عن موقفه من الانتخابات المقبلة

TT

بوتفليقة يجدد عهدة سابعة لرئيس مجلس الأمة الجزائري

بينما أعلنت الرئاسة في الجزائر، أمس، عن تجديد عهدة رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية) عبد القادر بن صالح، للمرة السابعة منذ 2002، كشف رئيس أحد الأحزاب الموالية للرئيس بوتفليقة عن اجتماع لمجموعة «الأغلبية الرئاسية»، سيُعقد «قريباً»، بغرض الإلحاح عليه للترشح لولاية خامسة، بمناسبة الرئاسية التي ستنطلق في 18 من أبريل (نيسان) المقبل.
واختار بوتفليقة التمديد لابن صالح ضمن «الثلث الرئاسي»، المعيّن بـ«مجلس الأمة» (48 عضواً من أصل 144 عضواً). ورأى مراقبون في ذلك «مؤشر ثقة قوية»، يربط الرئيس بابن صالح منذ سنين طويلة.
وحسب الدستور، يعد رئيس «مجلس الأمة» الرجل الثاني في الدولة، إذ يمكنه أن يكون رئيساً للبلاد لفترة 60 يوماً، يتولى خلالها تنظيم انتخابات رئاسية، في حال استقالة أو وفاة الرئيس المنتخب.
وجرى، أمس، تنصيب الأعضاء الجدد لـ«مجلس الأمة»، تبعاً لنتائج التجديد النصفي لأعضاء هذه الهيئة، التي جرت في 29 من الشهر الماضي. واحتفظ الرئيس بغالبية أعضاء «الثلث الرئاسي» التابعين له، وغالبيتهم وزراء سابقون عُرفوا بولائهم الشديد له. وتعد العضوية في المجموعة البرلمانية، التي تتبع الرئيس، بمثابة «هدية» مقابل الوفاء له.
وقال ابن صالح في خطاب بمناسبة التنصيب، إن أعضاء الغرفة الثانية «مطالبون باستغلال وزنهم ومكانتهم بين أفراد الشعب، للمساهمة في تحفيز المواطن على صناعة الحدث، وإنجاح الموعد الرئاسي». مشيراً إلى أن «انتخاب أعضاء المجلس الجدد يأتي في ظرف سياسي خاص، ومرحلة جد صعبة». كما أوضح ابن صالح أنه «يشعر بالارتياح لوجود الرأي المخالف ضمن الهيئة، وتلك ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني»، في إشارة إلى أربعة برلمانيين فقط من المعارضة، ينتمون إلى «جبهة القوى الاشتراكية» (أقدم حزب معارض)، التي دعت إلى مقاطعة الاستحقاق الرئاسي، بذريعة أنه «محسوم النتيجة للمرشح الذي سيختاره النظام».
وأضاف ابن صالح موضحاً: «أملنا أن تسهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية، وذلك ضمن هيئتنا، وتثري الأداء البرلماني فيها»، معتبراً أن «مجلس الأمة فضاء واسع للحكمة، ومكان مفضل للحوار، ومنبر للنقاش. كما يشكل مدرسة كبيرة وإطاراً مواتياً للممارسة الديمقراطية، والأداء السياسي المسؤول، وكذا حصناً منيعاً لحماية نظام بلادنا الجمهوري ووحدتها الوطنية».
في سياق متصل، قال عمر غول، عضو «مجلس الأمة» ورئيس «تجمع أمل الجزائر»، لصحافيين، أمس، إن أحزاب «تحالف الأغلبية الرئاسية» ستلتقي «قريباً» (من دون تحديد تاريخ)، لمناشدة الرئيس من جديد الترشح لفترة خامسة. ويصل عدد هذه الأحزاب إلى أربعة، هي: «جبهة التحرير الوطني» (تملك الأغلبية في كل المجالس)، و«التجمع الوطني الديمقراطي» (يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى)، و«الحركة الشعبية الجزائرية» (بقيادة وزير التجارة سابقاً عمارة بن يونس)، إضافة إلى «أمل الجزائر».
وأضاف غول: «نؤكد مرة أخرى أن مرشحنا لرئاسية أبريل هو عبد العزيز بوتفليقة، ولا شك في ذلك». وبسؤاله عن تصريحات اللواء المتقاعد علي غديري، مرشح الرئاسية، التي جاء فيها أنه «عازم على إلحاق هزيمة بالنظام» في الانتخابات، أوضح غول أن «كل راغب في كرسي الرئاسة، سيعرض بضاعته على الشعب، والشعب سيختار أفضلها».
وجمع معاذ بوشارب، «منسق» حزب «جبهة التحرير»، مساء أمس، كتلتي الحزب في غرفتي البرلمان، استعداداً لاجتماع كبير يعقد في التاسع من الشهر المقبل، سيخصص -حسب قياديين في الحزب- لحملة الدعاية للولاية الخامسة. ويترقب مناضلو الحزب إعلان بوتفليقة عن ترشحه، قبل نهاية الشهر المقبل.
وقانوناً تنتهي آجال إيداع ملفات الترشح، بـ«المجلس الدستوري» في 3 من مارس (آذار) المقبل. علماً بأن بوشارب هو أيضاً رئيس «المجلس الشعبي الوطني».
وسعى نشطاء بحزب الأغلبية لدى شقيقي الرئيس سعيد بوتفليقة وناصر بوتفليقة، أول من أمس، بمناسبة تشييع رئيس «المجلس الدستوري»، مراد مدلسي، لمعرفة إن كانت لديه رغبة في تمديد حكمه، غير أنهما رفضا التعاطي مع الموضوع.
يشار إلى أن سعيد هو مستشار الرئيس وأقرب شخص إليه في العائلة. أما ناصر، أصغر الأشقاء، فهو أمين عام بوزارة التكوين المهني، ونفوذه في الدولة يفوق سلطات كل أعضاء الحكومة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.