«بلاك ميرور»... فيلم تفاعلي يسمح لك باختيار مجريات المغامرة

يقدم نوعاً جديداً من الترفيه ويزيد متعة معاودة مشاهدة العروض مع حماية من قرصنة الأفلام

صورة لخيارات المسارات باللغة العربية
صورة لخيارات المسارات باللغة العربية
TT

«بلاك ميرور»... فيلم تفاعلي يسمح لك باختيار مجريات المغامرة

صورة لخيارات المسارات باللغة العربية
صورة لخيارات المسارات باللغة العربية

إن مللت من الخيارات غير المنطقية لشخصيات الأفلام أو تلك التي لا تعجبك وتؤدي إلى نهاية غير مثيرة، فتستطيع تغيير ذلك في فيلم «بلاك ميرور: باندرسناتش» Black Mirror: Bandersnatch الخاص بـ«نتفليكس»، والذي يعتبر فيلما تفاعليا يمكن التحكم بمجرياته من خلال خيارات تظهر على الشاشة وتؤدي إلى تغيير في مجريات القصة. ولا يُعتبر هذا الفيلم محاولة للفت الانتباه لمشاهدته، بل يمهّد الطريق أمام سبل جديدة مقبلة حتما للاستمتاع بعرض الفيديو وترسيخ منصات البث عبر الإنترنت كوسيلة مبتكرة لتقديم محتوى لا يستطيع تلفزيون بث الأقمار الصناعية تقديمه، ووسط جديد لا يمكن قرصنته.

قصة الفيلم
تدور قصة الفيلم حول شاب يرغب في برمجة لعبة إلكترونية في فترة ثمانينات القرن الماضي، ويصل إلى شركة إنتاج وتوزيع مشهورة تتبنى مشروعه، ليصطدم بحاجز الابتكار وبعض المتاعب التقنية خلال تطوير اللعبة. ويتعرف اللاعب على أحد أشهر مبرمجي الشركة الذي يخبره بوجود قوى خفية تدير العالم، ليبدأ المبرمج بالشعور بها من خلال القرارات التي يتخذها المستخدم بالنيابة عنه. ولن نذكر المزيد من تفاصيل القصة ونتركها لكم لتختاروا المسار المناسب لكم.

آلية الاختيار
لدى البدء بمشاهدة الفيلم، سيظهر أمام المستخدم عرص قصير يخبره بكيفية اختيار المسار إن كان جهازه متوافقا مع هذه التقنية. ولدى المستخدم 10 ثوان للاختيار وإلا سيختار الفيلم المسار القياسي. وتبلغ مدة الفيلم ساعة ونصف الساعة، ولكن يمكن الوصول إلى أولى نهاياته في نحو 40 دقيقة فقط، مع وجود أكثر من ساعتين وربع إضافيتين من المحتوى وفقا لخيارات اللاعب تنقسم إلى 250 مشهدا. ويقدم الفيلم 5 نهايات فريدة من نوعها و7 نهايات متقاربة نوعا ما، والكثير من المسارات المختلفة التي توصل المستخدم إلى واحدة من هذه النهايات. وفي حال اختار المستخدم مسارا تسبب بوفاة الشخصية الرئيسية أو أدى إلى فشلها في تحقيق هدفها، فسيعرض الفيلم موجزا للمجريات من البداية ويضع المستخدم في نقطة الخيار السابق الذي أدى لذلك، ليتسنى له المضي في مسار جديد.
ولدى مشاهدة «الشرق الأوسط» للفيلم، كان من اللافت سرعة عرض المشاهد بعد الاختيار، دون وجود أي انقطاع في البث أو توقف عرض الفيلم. ويعود الفضل في ذلك إلى آلية تحميل المشاهد التالية وحفظها على جهاز المستخدم قبل الوصول إليها، ومن ثم عرض المشهد المرادف لاختيار المستخدم. ويتم تحميل المشاهد قبل بدء عملية الاختيار، حيث يعرض الفيلم الخيارات بطريقة ذكية تعرض نصوص الخيارات على الشاشة أثناء مشاهدة مجريات الأحداث، وهي خيارات ستؤثر على مجريات المشهد بعد 10 ثوان، وليس فورا، ليتمكن الجهاز من تحميل هذه المشاهد. ويمكن اختيار المسار المرغوب من خلال أداة التحكم عن بُعد على التلفزيونات الذكية، أو من خلال الفأرة على الكومبيوتر الشخصي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر يعني أنه لا يمكن مشاهدة الفيلم على بعض الأجهزة التي لا تدعم هذه التقنية، مثل Chromecast وApple TV. كما يدعم الفيلم عرض الخيارات بلغات مختلفة، من بينها اللغة العربية.
ويعرض الفيلم الخيارات بطريقة بسيطة في البداية لا تؤثر على المجريات، وذلك ليتعلم اللاعب آلية الاختيار، مثل اختيار نوع رقائق الذرة وقت الإفطار، ليشاهد إعلانا مرتبطا بخياره على التلفزيون في عالم الفيلم، للدلالة على أن خيارات المستخدم ستؤثر على المجريات. وتتطور الخيارات مع مرور أحداث الفيلم لتصل إلى مراحل مفصلة في المجريات وتغيرها بشكل جذري. وسيكتشف المستخدم لاحقا أن قصة الفيلم لا تتمحور حول تطوير الشخصية للعبة الإلكترونية، بل حول الإرادة وتأثير القرارات على الغير.

ترفيه تفاعلي
ولا يُعتبر هذا الفيلم الأول من نوعه في التفاعل مع المستخدم، حيث أطلقت الشركة حلقة خاصة من مسلسل Stretch Armstrong and the Flex Fighters الكارتوني خلال العام الماضي الذي يستهدف الصغار، يمكن من خلالها اختيار مجريات الأحداث، بالإضافة إلى طرح مسلسلي Puss in Book وBuddy Thunderstruck بآلية مشابهة. ولكن فيلم «بلاك ميرور: باندرسناتش» جعل هذه الفكرة تنتشر بسبب شهرة مسلسل «بلاك ميرور» الذي بُني الفيلم عليه، وبسبب التمثيل المتقن للطاقم.
ويمزج الفيلم بين الألعاب التفاعلية المبنية على ممثلين حقيقين وبين الأفلام، ليحصل المستخدم على الترفيه التفاعلي. وتعود الألعاب التفاعلية المبنية على الممثلين والتصوير الحقيقي إلى تسعينات القرن الماضي لدى بدء انتشار الأقراص الليزرية في أجهزة الألعاب والكومبيوترات الشخصية، مثل Mad Dog McCree وWho Shot Johnny Rock? وNight Trap بسبب وجود سعة تخزينية إضافية تسمح بحفظ مشاهد متعددة تتغير وفقا لخيارات اللاعب. وسيشاهد اللاعب عروضا مسجلة لمجريات اللعبة التي تم تصويرها في بيئة حقيقية وممثلين حقيقيين، ويختار مسارات تؤثر على مجريات اللعب.
ولكن هذا النوع من الترفيه كان محصورا على اللاعبين وعلى أجهزة الألعاب، بينما يوسع هذا الفيلم القاعدة الجماهيرية لتشمل محبي الأفلام ومن خلال أي تلفزيون أو شاشة كومبيوتر.

فوائد كثيرة
ونظرا لطبيعة مكونات هذا النوع من الترفيه، فإنه من المستحيل حاليا قرصنة الفيلم بجميع مساراته، ولكن تم قرصنة الفيلم بمسار محدد ونشره عبر الإنترنت، ولا يُتوقع أن يقوم القراصنة بسرقة جميع مشاهد الفيلم وتطوير برنامج لعرض الفيلم يأخذ بعين الاعتبار اختيارات المستخدم وينقله إلى المسار المحدد، ذلك أن هذه العملية مضنية، وقد تغير «نتفليكس» آلية الاختيار وتعيد القراصنة إلى نقطة الصفر، ناهيك عن الحاجة لتحميل مشغل خاص على جهاز المستخدم وتحميل ملف ضخم للفيلم يحتوي على جميع المشاهد لجميع المسارات.
ويسهم هذا النوع من العروض بترسيخ مكانة الشركة في قطاع الترفيه وتقديم محتوى مبتكر يسمح للمستخدمين بالاستمتاع أكثر لدى معاودة مشاهدة الفيلم وتجربة قصص مختلفة في كل مرة، وهي ميزة غير موجودة في عروض البث التقليدية عبر الأقمار الصناعية. وسيكون ممتعا اختيار هوية المجرم في فيلم بوليسي (سواء كان الاختيار صحيحا أم لا)، أو مع أي مجموعة من الأصدقاء سيذهب المستخدم في فيلم رعب، أو الكوكب الذي يجب السفر إليه في فيلم خيال علمي، وغيرها من الخيارات الممتعة لمشاهدة المحتوى والتفاعل معه.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)

أطلقت شركة «أبل» الأربعاء تحديثات لنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، «أبل إنتلدجنس»، الذي يدمج وظائف من «تشات جي بي تي» في تطبيقاتها، بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، في هواتف «آيفون».

وستُتاح لمستخدمي هواتف «أبل» الذكية وأجهزتها اللوحية الحديثة، أدوات جديدة لإنشاء رموز تعبيرية مشابهة لصورهم أو تحسين طريقة كتابتهم للرسائل مثلاً.

أما مَن يملكون هواتف «آيفون 16»، فسيتمكنون من توجيه كاميرا أجهزتهم نحو الأماكن المحيطة بهم، وطرح أسئلة على الهاتف مرتبطة بها.

وكانت «أبل» كشفت عن «أبل إنتلدجنس» في يونيو (حزيران)، وبدأت راهناً نشره بعد عامين من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، «تشات جي بي تي».

وفي تغيير ملحوظ لـ«أبل» الملتزمة جداً خصوصية البيانات، تعاونت الشركة الأميركية مع «أوبن إيه آي» لدمج «تشات جي بي تي» في وظائف معينة، وفي مساعدها «سيري».

وبات بإمكان مستخدمي الأجهزة الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي من دون مغادرة نظام «أبل».

وترغب المجموعة الأميركية في تدارك تأخرها عن جيرانها في «سيليكون فالي» بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن شركات أخرى مصنّعة للهواتف الذكية مثل «سامسونغ» و«غوغل» اللتين سبق لهما أن دمجا وظائف ذكاء اصطناعي مماثلة في هواتفهما الجوالة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وتطرح «أبل» في مرحلة أولى تحديثاتها في 6 دول ناطقة باللغة الإنجليزية، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

وتعتزم الشركة إضافة التحديثات بـ11 لغة أخرى على مدار العام المقبل.