برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة

الأحزاب تترقب... والنائب موسى يرجح التوجه لعقد جلسة للبحث في الموازنة

نبيه بري .......سعد الحريري
نبيه بري .......سعد الحريري
TT

برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة

نبيه بري .......سعد الحريري
نبيه بري .......سعد الحريري

في ظل غموض لا يزال يلف المشاورات الحكومية، جاءت دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هيئة مكتب المجلس للاجتماع غداً الأربعاء، بعدما كان طالب مرات عدة بانعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار الموازنة. وفيما لم يحدد بري جدول اجتماع الهيئة التي تقع عليها مهمة تقرير جدول الأعمال لجلسات البرلمان، رأى مختلف الأفرقاء في دعوة بري محاولة للضغط باتجاه الإسراع بتشكيل الحكومة أو عقد حكومة تصريف الأعمال جلسة لدراسة موازنة عام 2019 التي دخل موعدها مرحلة دقيقة.
وأقر النائب في كتلة «التنمية والتحرير» عضو هيئة مكتب المجلس ميشال موسى بأن دعوة بري محاولة للحث على الإسراع بتشكيل الحكومة، وهو ما وافقته عليه مصادر قيادية في «تيار المستقبل». ووصفها الخبير القانوني رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية بول مرقص، بـ«الضغط الإيجابي» مع تأكيده على أنه لا يمكن لرئيس البرلمان أن يبعد بضغطه، من الناحية القانونية، أكثر من ذلك، بحيث عليه الانتظار حتى يدرس مجلس الوزراء الموازنة ويحيلها إلى البرلمان كي يدعو إلى جلسة لمناقشتها.
وقال موسى لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم إعلامنا بموضوع اجتماع هيئة مكتب المجلس»، مرجحا أن يكون هناك توجه لعقد جلسة للبحث في الموازنة، ولم يستبعد أن تكون دعوة بري منطلقة من تشاؤم أو معطيات سلبية حيال إمكانية الإفراج عن الحكومة في وقت قريب، «وهي تأتي من باب الحث أيضا على الإسراع في إيجاد الحل اللازم».
وفضلت مصادر كل من «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» و«حزب القوات»، الانتظار حتى تتضح صورة سبب دعوة بري، للتعليق على الموضوع، مع العلم بأن «التيار» لم يبد موقفا نهائيا من هذا الاقتراح، بينما لطالما أيد «القوات» فكرة إعادة تفعيل الحكومة ضمن سياسة الضرورة، في وقت سبق فيه لكتلة «المستقبل» النيابية أن أعلنت أن اقتراح تفعيل الحكومة والحاجة لإعداد مشروع الموازنة وإحالته إلى المجلس النيابي، سيكون محل دراسة ومتابعة للتوصل إلى القرار الذي يتلاءم مع مقتضيات الدستور والمصلحة العامة، لا سيما مع رئيس حكومة تصريف الأعمال المعني بتحديد وجهة القرار في هذا الشأن.
في المقابل، لم ترَ مصادر بري، بحسب ما نقلت عنها «وكالة الأنباء المركزية»، رابطاً بين دعوة رئيس البرلمان هيئة مكتب المجلس إلى الانعقاد بغية وضع جدول أعمال للجلسة التشريعية التي سوف يتفق على تحديد موعدها، وبين المعلومات التي تحدثت عن عدم إيجابية في مشاورات الحكومة الأخيرة.
ونقلت المصادر عن رئيس البرلمان قوله إن «هناك بعض مشاريع واقتراحات القوانين ذات الطابع المالي من الأفضل المصادقة عليها وتشريعها قبيل تشكيل الحكومة الجديدة التي يتطلب إمساكها هذه الملفات أشهراً؛ بدءاً من صدور المراسيم، وصولاً إلى إعداد البيان الوزاري ومثولها أمام المجلس لنيل الثقة، هذا بالطبع عدا وجوب المباشرة في درس الموازنة العامة للعام الحالي 2019 التي يحض الرئيس بري على ضرورة إرسالها إلى المجلس النيابي للمباشرة في درسها ومناقشتها».
ومن الناحية الدستورية، يشرح مرقص الذي يرى أن بري يحاول التمهيد لإقرار الموازنة في البرلمان، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ ما بعد (اتفاق الطائف)، لا يحق للحكومة الاجتماع إلا في الحالات القصوى، وهذا خلافا لما كان عليه الوضع قبل ذلك». ويضيف: «لكن انطلاقا من الواقع الذي يعيشه لبنان اليوم، هناك إمكانية للتفكير بعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال على قياس ما قام به البرلمان أكثر من مرة بشأن تشريعات الضرورة التي تندرج موازنة المالية العامة ضمنها، وبالتالي لدراستها وإرسالها إلى المجلس النيابي لإقرارها»، موضحا: «بعد الإطالة في تشكيل الحكومة بشكل تخطى المهلة المعقولة، أصبحنا أمام واقع سياسي ودستوري يسمح ويتطلب عقد جلسة حكومية لتسيير أمور الناس وإقرار الموازنة العامة».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.