مجموعات «فيسبوك» المغلقة حلبة منافسة بين محبي الطهي في مصر

يتبادلون فيها الوصفات والخبرات

تبدد تلك المجموعات حيرة بعض النساء في اختيار وصفاتهن (أرشيف - أ.ف.ب)
تبدد تلك المجموعات حيرة بعض النساء في اختيار وصفاتهن (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

مجموعات «فيسبوك» المغلقة حلبة منافسة بين محبي الطهي في مصر

تبدد تلك المجموعات حيرة بعض النساء في اختيار وصفاتهن (أرشيف - أ.ف.ب)
تبدد تلك المجموعات حيرة بعض النساء في اختيار وصفاتهن (أرشيف - أ.ف.ب)

في الوقت الذي لا تزال فيه الأمهات مصدراً لبناتهن في تعلم الطهي، أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي فرصة للفتيات لتعلم الجديد من عالم الطبخ، سواء إعداد الأكل التقليدي بطريقة جديدة، أو جلب وصفات جديدة من خارج بلادهن.
ومن ذلك، لمعت مجموعات مغلقة على النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كطريق لهن من أجل وصفات جديدة أو استفسارات مطبخية، بجانب مجموعات أخرى تتيح الانضمام للرجال والنساء معاً، وأضحت تلك المجموعات أشبه بـ«العالم السري» لهن، لا سيما أن الأبرز من تلك المجموعات يضع قواعد صارمة بألا يسمح للرجال بالولوج إليها.
وتقول آية وائل، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» من مؤسسي مجموعة «كيتشينستا» على «فيسبوك»، إحدى المجموعات المتخصصة في تقديم وصفات الطعام، إنها تتلقى طلبات متعددة من نساء جدد، في المجموعة التي تعد متسعاً للنساء لعرض وصفات جديدة، وترد فيها المشتركات حتى على استفسارات «ما بعد الوصفة».
ومنذ قرابة العام، كانت وائل وصديقتها دعاء حقي تتبادلان الخبرات حول الطهي، كونهما صديقتين تزوجتا في وقت متقارب، من تلك التساؤلات لمعت فكرة تأسيس «كيتشينستا»، التي تضم الآن ما يقارب 85 ألف سيدة، تتبادل فيها المشتركات الوصفات، والصور، والفيديوهات حول إعداد الطعام.
وترى آية وائل، أن الطعام «سلعة مطلوبة» بشكل يومي، بعكس سلع أخرى مثل الملابس، وبالتالي تحتار السيدات في اختيار وجبات جديدة، وبطرق جديدة، ولهذا، تعتبر التفاعل بالمجموعة الذي يصل إلى 92 في المائة أمراً منطقياً، خصوصاً أن المشتركات من قرابة 90 دولة، يجمعهن عالم الطهي.
وتعتبر مؤسسة المجموعة أن طول برامج الطبخ يدفع في كثير من الأحيان إلى هروب النساء منها إلى وصفات سريعة ومجربة من خلال تلك المجموعات، فضلاً عن البحث عن بدائل رخيصة في الوجبات مثل إعداد «الصوص» الأبيض أو التشيز كيك (كعكة الجبن) بجبن قليل السعر.
ما يزيد على 6 آلاف سيدة تجتمع في مجموعة «ريدي إن مينتس» أو «جاهز في دقائق»، أسستها داليا حسن، طبيبة من مصر، منذ قرابة 3 أشهر، بعد أن كانت تعرض وصفات لأطباق شرقية وغربية عبر صفحتها الشخصية، تمزج فيها فن «الكوميكس» بوصفات الطعام، ليحظى المحتوى الساخر بجاذبية بين المتابعات.
بداخل المجموعة المغلقة على النساء، يتم تبادل صور لأطباق الطعام، من صنوف الحادق والحلو، وتعتبر حسن أن وجود وصفات بالتفصيل عن أصلها والبلاد الآتية منها سبباً للتفاعل بين العضوات، كما ترى أن مواقع التواصل عززت لدى سيدات مصريات من الجيل الجديد تجربة وجبات مختلفة.
وكما تنجذب النساء إلى مجموعات مغلقة في عالم الطهي مثل «كيتشينستا» و«ريدي إن مينتس»، توجد بـ«فيسبوك» مجموعات تتيح للنساء والرجال التعرف على أسرار عالم الطهي، مثل مجموعة «فود كود»، التي تحظى بتفاعل واضح بين 65 ألف مشترك ومشتركة.
وفي مجموعة «فود كود»، تعتبر هبة طاهر، مدرسة (38 عاماً)، إحدى المسؤولات (أدمن) بها، أن المجموعة حلقة وصل بين ذوات الخبرة من النساء والجدد خصوصاً المتزوجات حديثاً، وبالتالي تتيح المجموعة نقاشاً خاصاً عن الطعام.
وبحسب طاهر، فإن مجموعتها، تقدم وصفات متنوعة بين الأكل التقليدي المصري مثل الأسماك والأرز، والجديد، كما تصف: «ساعات بنغير في شكل الوصفة، مثل القرنبيط بالبشاميل أو غيره»، وعدت هذا التجديد سبباً في التفاعل المستمر بين عضواته.
وتنشط ندى سيد (28 عاماً)، في متابعة الوصفات الجديدة عبر مجموعة «ريدي إن مينتس». وتعتبر الفتاة أن المجموعة حمستها للدخول إلى المطبخ، ومن حماس الصور والوصفات دفعت إلى تجربة وصفات جديدة تختلف عن المأكولات التقليدية، أو كما تصفها «خارج دائرة أكل ماما».
كثير من الوجبات عدتها سيد نوعاً من «التحدي»، عقب مشاهدة أخريات يكتبن عن إعدادها عبر صفحة «فيسبوك»، مثل فتة الشاورما، وحلوى السينابون، والكرواسون، وترى: «أن يقوم غيري بإعداد الوجبة وتخرج بشكل منضبط يكسر رهبتي من إعدادها».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.