أفادت مصادر مطلعة بأن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث سيستهل جولة جديدة في المنطقة سيبدأها، اليوم من صنعاء حيث يعقد لقاءات مرتقبة مع قادة الجماعة الحوثية في سياق مساعيه الأممية لإنقاذ اتفاق السويد من الفشل.
وهذه الزيارة للمبعوث الأممي إلى صنعاء هي الثالثة خلال شهر، ضمن جولاته الرامية إلى إقناع زعيم الجماعة بالموافقة على تسليم مدينة الحديدة وموانئها تنفيذا لاتفاق السويد وذلك ضمن خطوات بناء الثقة نحو حل شامل للأزمة اليمنية.
وتأتي زيارة غريفيث إلى صنعاء عقب تصريحات للخارجية اليمنية وصفت بأنها «شديدة اللهجة» وبالتزامن مع تأكيدات لوزيرها خالد اليماني بتلقيه وعودا أممية بالضغط على الحوثيين للانسحاب من الحديدة وموانئها.
وقال اليماني خلال تغريدة على «تويتر» إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وعده خلال لقائه به الجمعة في نيويورك بألا يخذل الشعب اليمني الذي تربطه به علاقة خاصة مذ كان مفوضا ساميا للاجئين.
ونقل اليماني عن غوتيريش «قوله بأن اتفاق الحديدة سينفذ وأن الحوثيين سيغادرون المدينة والموانئ كخطوة أولى باتجاه تحقيق السلام في اليمن».
وكانت الحكومة اليمنية بدأت تضيق ذرعا بالمماطلة الحوثية في تنفيذ اتفاق السويد إلى جانب ما تقوم به من خروق ميدانية متكررة فضلا عن تعزيز الوجود العسكري لميليشياتها في مدينة الحديدة وبقية نواحي المحافظة بخاصة المناطق الجنوبية منها في مناطق زبيد وحيس والتحيتا وبيت الفقيه.
وحذرت الخارجية اليمنية في بيان لها السبت، من تمادي جماعة الحوثي في التملص من تنفيذ اتفاق الحديدة، ورفض فتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية وقصف مطاحن البحر الأحمر، ورفض تسيير القافلة الإغاثية التي استمر العمل على الترتيب لها أسبوعاً كاملاً من قِبل لجنة إعادة الانتشار برئاسة الجنرال باتريك.
واعتبرت أن التمادي الحوثي أمر لا ينبغي تجاهله من قِبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، خاصة أن الحكومة اليمنية وافقت أكثر من مرة عبر فريقها الميداني على فتح الطريق إلى المطاحن، وأكدت في أكثر من رسالة على خلو الطريق من جانبها من أي ألغام أو أي معيقات خارجية.
وحذرت الخارجية اليمنية من انهيار اتفاق استوكهولم في مجمله وقالت، «إن أسلوب ضبط النفس لن يستمر إلى ما لا نهاية إذا لم تتوقف الميليشيات الحوثية عن إرسال المزيد من التعزيزات والتحشيد في محافظة الحديدة وبناء التحصينات والاستمرار في خرق وقف إطلاق النار والاستفزازات اليومية من استهداف للمدنيين واستمرار الاعتقالات وشن الهجمات العسكرية على بعض مواقع قوات الشرعية».
واتهمت الخارجية اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتراخي في تنفيذ اتفاق استوكهولم وقالت «إن الأسلوب الناعم في التعامل مع الحوثيين، بات يشجع الميليشيات على ارتكاب المزيد من الخروقات والتعنت في تنفيذ الاتفاق وتفخيخ الوضع لينفجر مستقبلاً، ويسيء إلى صورة الأمم المتحدة ودورها في اليمن.
كما ذكّرت الوزارة بالتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة حول الحالة الإنسانية في اليمن، وآخرها تقرير برنامج الغذاء العالمي وتقرير فريق خبراء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن والتي تدين انتهاكات الحوثيين للعمل الإنساني وعرقلة وصول المساعدات والتلاعب بقوائم المستفيدين ونهب المساعدات ومضايقة وتهديد الموظفين الدوليين.
وأعربت وزارة الخارجية عن استغرابها من استمرار التصريحات المبهمة وغير الواضحة لمسؤولي الأمم المتحدة، وأكدت أن مثل هذه اللغة غير الواضحة لممثلي الأمم المتحدة تزيد من تعنت الحوثيين.
وقالت: إنه قد آن الأوان ليعرف العالم حقيقة الأمور في اليمن ومن هو المتسبب الحقيقي في الكارثة الإنسانية في اليمن ومن يعيق وصول المساعدات لمستحقيها ويوظفها لخدمة وتمويل آلة الحرب على الشعب اليمني من قِبل الميليشيات المدعومة إيرانياً.
ورغم انقضاء أكثر من ستة أسابيع على وقف إطلاق النار في الحديدة تنفيذا لاتفاق السويد المبرم في 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلا أن الفريق الأممي بقيادة باتريك كومارت لم ينجح في فرض إعادة الانتشار بسبب تعنت الميليشيات التي تحاول أن تفرض فهمها الخاص لبنود الاتفاق وهو ما رفضه الجنرال الهولندي.
وكانت الجماعة الحوثية أطلقت النار على موكب كومارت وأعاقت تحركاته كما رفضت حضور الاجتماعات المشتركة مع الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، بالتزامن مع ارتكابها ما يفوق 700 خرق ميداني، أدت إلى قتل 51 مواطنا وإصابة العشرات.
ويأمل المراقبون أن يكون لدى غريفيث هذه المرة في زيارته إلى صنعاء حلول ناجعة لإقناع زعيم الجماعة الحوثية بتنفيذ اتفاق السويد وبما يضمن تحقيق الانسحاب من المدينة وموانئها وإزالة المظاهر المسلحة وفتح الطرقات.
الحكومة اليمنية تلقت وعوداً أممية بالضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاقات
الحكومة اليمنية تلقت وعوداً أممية بالضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة