المجلس الدستوري المغربي يقر بدستورية الحكومة بعد 80 يوما من التشكيك في شرعيتها

رئيس الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية» يعد القرار انتصارا لحزبه

المجلس الدستوري المغربي يقر بدستورية الحكومة بعد 80 يوما من التشكيك في شرعيتها
TT

المجلس الدستوري المغربي يقر بدستورية الحكومة بعد 80 يوما من التشكيك في شرعيتها

المجلس الدستوري المغربي يقر بدستورية الحكومة بعد 80 يوما من التشكيك في شرعيتها

وجه المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية) في المغرب صفعة موجعة للمعارضة على خلفية تشكيكها المستمر في دستورية حكومة عبد الإله ابن كيران الثانية. وأنهى المجلس الدستوري 80 يوما من الجدل السياسي والدستوري والإعلامي حول شرعية الحكومة بسبب تعذر حصولها على الثقة البرلمانية.
وعد قرار المجلس الدستوري الذي صدر مساء أول من أمس بخصوص الطعن الذي تقدم به 120 عضوا في مجلس النواب في دستورية قانون المالية (الموازنة) لسنة 2014، أن الحكومة كاملة الأركان الدستورية، مبرزا أن «تنصيب الحكومة من لدن مجلس النواب يأتي بناء على البرنامج الذي تتقدم به وليس على تركيبتها»، مضيفا أن «عدم تقديم الحكومة لبرنامج جديد هو بمثابة التزام بأن تستكمل برنامجها الذي على أساسه نالت ثقة المجلس».
وأكد قرار المجلس الدستوري أن الهيكل التنظيمي للحكومة وتركيبتها وتوزيع الصلاحيات بين أعضائها وما قد يطرأ على كل ذلك من تغييرات بعد تنصيبها «أمور تعود إلى الملك وإلى رئيس الحكومة».
وانحاز القرار إلى تأويل الحكومة، مشددا على أن عدم تقديمها لبرنامج جديد بعد التغيير الذي طرأ على بعض مكوناتها يعد «بمثابة التزام من الحكومة المعدلة بمواصلة تنفيذ البرنامج الأصلي الذي على أساسه نالت ثقة مجلس النواب».
وفند المجلس الدستوري ادعاءات المعارضة القائلة بترؤس نائب من الأغلبية للجنة العدل والتشريع أثناء مناقشة الموازنات الفرعية رغم أنها وظيفة حصرية على المعارضة مما عدته خرقا للدستور.
وعد المجلس الدستوري أن هذا الدفع الدستوري شأن برلماني لا يترتب عليه عدم دستورية المسطرة التشريعية في المناقشة والمصادقة على المشروع، وقال إن مناقشة اللجان النيابية للموازنات الفرعية لا تعدو أن تكون أعمالا تحضيرية وليست تقريرية وفق منطوق الفصل 80 من الدستور.
وفي رده على دفوعات المعارضة التي سجلت خرق الحكومة لمقتضيات الفصلين 75 و84 من الدستور، وكذا المادة 159 من النظام الداخلي لمجلس النواب خلال القراءة الثانية لمشروع قانون الموازنة بعدما جرى إسقاطها في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، رأى المجلس الدستوري أن القراءة الثانية للمشروع بالصيغة التي أحيل بها من طرف مجلس المستشارين ليس فيها ما يخالف الدستور، وقال إن تصويت مجلس المستشارين على مشروع الموازنة ككل لا يلغي تصويته بقبول التعديلات المقدمة بشأن بعض مواد هذا القانون.
وخلص المجلس الدستوري إلى أن المآخذ الدستورية المستدل بها للطعن في موازنة 2014 «لا تنبني على أساس دستوري صحيح»، وأن المقتضيات التي خضع لها القانون «ليس فيها ما يخالف الدستور».
ودعا المجلس الدستوري إلى رفع قراره غير القابل للطعن إلى علم العاهل المغربي الملك محمد السادس، كما أمر بتبليغ نسخة من قراره إلى رئيس الحكومة وإلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين، ونشره في الجريدة الرسمية.
وكانت ثلاثة أحزاب من المعارضة تضم «الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي» و«الاتحاد الدستوري» قد سارعت فور مصادقة مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) على موازنة 2014 أثناء القراءة الثانية بأغلبية 186 نائبا مقابل معارضة 59 نائبا، إلى وضع مذكرة طعن دستوري أمام المجلس الدستوري في محاولة منها لإسقاط الموازنة دستوريا بعدما نجحت في إسقاطه داخل الغرفة الثانية التي تسيطر عليها.
وفي أول ردود الفعل حول قرار المحكمة الدستورية، وصف عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، قرار المجلس الدستوري بـ«الصاعقة التي خيبت آمال المعارضة للمرة الرابعة على التوالي».
وقال بوانو في تصريح صحافي أصدره صباح يوم أمس، إن القرار «كان أشد قساوة وصرامة في حق المعارضة»، مشيرا إلى أنها «لم تستفد بعد من أخطائها السابقة».
ورأى بوانو في قرار المجلس الدستوري أنه «انتصار لقراءة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص تنصيب الحكومة».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.